توفى ظهر اليوم الموسيقار "عمار الشريعى" عن عمر يناهز 64 عام وذلك بعد صراع مع المرض، بعد أن نقل الى العناية المركزة بمستشفى الصفا بالمهندسين، واخضع للمتابعة الدقيقة والعلاج حيث تبين انه بحاجة الى عملية زراعة قلب سريعة، ليرحل بعدها وكأنه رفض ان يشاهد مصر منقسمة، والشريعى هو عضو لجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة سابقًا، ومن ضمن لجنة الحكماء التي تم تشكيلها أثناء ثورة 25 يناير عام 2011 م. ولد "عمار على محمد إبراهيم على الشريعى" في 16 إبريل عام 1948 م، في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر، والشريعى له علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية وذلك رغم أنه كفيف. درس بمدرسة المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين ثم حصل على ليسانس الآداب، قسم لغة إنجليزية، عام 1970 ليتجه بعده الى دراسة التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة ثم التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى. بدأ حياته العملية عام 1970 م عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورج حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار، وقد عين أستاذاً غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية في عام 1995 م. واتجه "الشريعى" إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت أول ألحانه "إمسكوا الخشب" للفنانة مها صبرى عام 1975 م، وزادت ألحانه عن 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربى. وتميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة ذائعة، وحصل العديد منها على جوائز على الصعيدين العربى والعالمي حيث تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية. كون فرقة الأصدقاء في عام 1980 م والتي كانت تضم منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي يتصدى لمشاكل المجتمع في تلك الفترة. اهتم اهتماماً كبيراً بأغانى الأطفال فقام بعمل أغانى احتفالات عيد الطفولة تحت رعاية السيدة سوزان مبارك لمدة 12 عاماً متتالية، وشارك في هذه الأعمال مجموعة من كبار الممثلين والمطربين مثل عبد المنعم مدبولى، نيللى، صفاء أبو السعود، لبلبة، عفاف راضى. ومن أهم أعماله الموسيقية "رابعة العدوية"، مسلسل "رأفت الهجان"، "الواد سيد الشغال"، "عشان خاطر عيونك"، ومن أهم برامجه الإذاعية "غواص في بحر النغم"، والتلفزيونية "المسحراتي". تولى منذ عام 1991 م وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الإعلام، وقد حصل الشريعي على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام التكريم من الطبقة الأولى من الأردن، ووسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان عام 1992، بالإضافة جائزة مهرجان فالنسيا، إسبانيا، عام 1986، جائزة مهرجان فيفييه، سويسرا، عام 1989 إلى جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005. كما حصل على العديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 حتى عام 1990، وجائزة الحصان الذهبى لاحسن ملحن في اذاعة الشرق الاوسط لسبعة عشر عاما متتالية.