باتت المعركة بين قوى الخير والشر تدور رحاها في ميدان غير مرئي ميدان الوعي، ففي عصر تتكاثر فيه الشائعات كالفطريات السامة، وتصاغ فيه الأكاذيب بأدوات احترافية وتنتج فيه الحقائق البديلة تبعًا للأهواء والمصالح والنزاعات، أضحت الحقيقة عملة نادرة، وأصبح (...)
لا تزال أسرار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تتكشف أسرارها، إذ لم تكن المعركة تدور فحسب حول ميادين التجسس أو الوصول للفضاء أو حتي سباق التسلح النووي، بل امتدت إلى ساحات غير تقليدية من أدوات القوة الناعمة، لتقويض الخصم اللدود من (...)
تغدو المشاركة الانتخابية مكونًا أصيلًا من ملامح المواطنة الواعية في المجتمعات التي تسعى لترسيخ دعائم الدولة الحديثة؛ إذ يعد الصوت الانتخابي تجسيدًا لانخراط المواطن في الشأن العام، وترجمة لوعيه بدوره في التأثير على مسار القرار الوطني، ومساهمته (...)
بينما سعت الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية لترسيخ مكانتها عالميًا في التقدم العلمي، والاستثمار الحكومي السخي في البحوث والابتكارات، تواجه بالوقت الحالي تحديات لاحتمالية تراجع مسيرة إمبراطوريتها، خاصة مع تسيييس إدارة ترامب للعلم وتقليص (...)
تتجدد الحاجة في قلب الأحداث الملتهبة بالمنطقة إلى إعمال البصيرة ووزن المواقف بميزان الحكمة والحقائق، ولعل من أخطر ما يواجهه الوعي العربي اليوم، هو ما تمارسه بعض الأطراف، وفي مقدمتها حركة حماس، من توظيف منحرف للقضية الفلسطينية، عبر مسارات خطابية (...)
يعد الحق في الانتخاب مسؤولية أخلاقية وتاريخية يتحملها المواطن تجاه وطنه ومستقبله ومصيره المشترك، حيث يعد ترجمة حية لانتمائه ووعيه، فالانتخاب التزام وطني يعبر عن شراكة المواطن في صناعة القرار، وحماية مستقبل الوطن من التهميش أو الانحراف عن إرادة (...)
تواصل الدولة المصرية أداء دورها الإنساني والتاريخي الأصيل تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدة أنها ستظل حاضرة بعقلانية القرار وشجاعة الموقف، وإرث من الالتزام القومي والأخلاقي، ففي الوقت الذي تخبو فيه بعض الأصوات، وتتعثر فيه المسارات تبقى مصر بوابة الأمل (...)
تحت وطأة الانفجار المعلوماتى الهائل وفى خضم الثورة المعرفية المتسارعة، أصبحت العقول ميدانًا مفتوحًا للاختراق أكثر من أى وقت مضى، وصار يبث فى لحظة عبر شاشة هاتف، ويغلف بذكاء فى تغريدة ويهمس بإتقان فى إشاعة تغلف برداء المنطق، أو يمرر بدهاء فى هيئة رأى (...)
يمضي التاريخ في مساراته ونجد به العديد من اللحظات الفارقة التي تعيد تشكيل وعي الشعوب، وتؤسس لعهود جديدة، وتقاس بها مكانة الدول وقيمتها بين الأمم، وتمثل ثورة 23 يوليو 1952 في مصر واحدة من تلك اللحظات التي تجاوزت حدود التغيير السياسي، لتصبح فعلًا (...)
تتجلى في لحظات التحول التاريخي الحاجة إلى إعادة تعريف المفاهيم السياسية الكبرى، وفي طليعتها مفهوم الجدارة الانتخابية فمع بداية الجمهورية الجديدة، يصبح الحديث عن الانتخابات جزءًا من مشروع وطني شامل يعيد رسم العلاقة بين المواطن والدولة على أسس من (...)
تحتل مصر مكانة محورية في القارة الإفريقية، استنادًا إلى التاريخ وخصوصية الهوية الحضارية وقوة الروابط المتجذرة، وتقاطع المصالح المشتركة والشراكة المصيرية في ملفات التنمية والمياه والأمن، فمنذ فجر التاريخ ومصر تتكامل مع الجنوب، تستمد من إفريقيا عمقها (...)
لطالما اعتمدت إسرائيل في سياستها الخارجية على أدوات متعددة لكسب الدعم الغربي، لا سيما في الدول الكبرى ذات التأثير علي النظام الدولي، عبر دبلوماسية ناعمة تتمثل في لوبيات ضغط تعمل في صمت للتأثير علي صانعي القرار وتشكيل الرأي العام.
تمتدد دون أي ترويج (...)
تُعد العلاقات المصرية السعودية نموذجًا فريدًا ومضيئًا في تاريخ العلاقات العربية والإقليمية، فهي روابط متجذرة تنبع من وشائج الأخوة ووحدة المصير وتشابك العوامل الحضارية والدينية والثقافية، وتتعزز بحكمة القيادات وصدق النوايا وتكامل الرؤى الاستراتيجية (...)
مصر وطن يسكن وجداننا، وينبض في شرايين ذاكرتنا الجمعية، فالحديث عن مصر هو انتماء وجداني متجذر، وولاء راسخ لجذور ضاربة في أعماق التاريخ الإنساني، نحن أمام ملحمة وطن، وطن يتجاوز كل الحدود ليغدو روحًا وهوية وتجربة حضارية متفردة، شكلت ملامح الإنسانية منذ (...)
في خضم التحديات المتلاحقة التي تعصف بالعالم من كل صوب، لم يعد مقبولًا أن تبقى العقول مكشوفة أمام سيل الموجات الفكرية الجارفة، التي تتسلل عبر الإعلام والثقافة الرقمية والتدفقات المعلوماتية العابرة للحدود، حاملة في طياتها أنماطًا من التوجيه والتشويش (...)
أضحت المهن اليوم مرآة عاكسة لتحولات عميقة تطال الإنسان في جوهره ووعيه، وقيمه، ومهاراته، وعلاقته بالعالم من حوله، واستعداده للانخراط في مستقبل تتبدل فيه الحدود الدقيقة بين ما هو بشري وما هو تقني، فالعمل أصبح فضاءً مفتوحًا لإعادة تعريف الإنسان لذاته، (...)
تشكل بعض القضايا المترسخة في بنية الوعي الجمعي تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي، ومن أبرز هذه القضايا ما يتعلق بالثأر في المجتمع المصري، حيث تعد مأزقًا حضاريًا وعبئًا مركبًا يستنزف البنية النفسية والاجتماعية، وتجمع بين سلطة العرف ومشروعية القانون، (...)
لم يعد الموت في قطاع غزة حكرًا علي القصف أو القذائف، بل بات يتربص خلف أنياب حادة تطلق عن قصد لترويع المدنيين، بل وحتى لتمزيق أجساد المقاتلين أو الأسرى، وكأن أهل غزة ينقصهم نوعًا آخر من القهر ليحاصرون به، وهو إدخال جيش الاحتلال لوحدة من الكلاب (...)
تعد الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة لحظة تأسيس حضاري في التاريخ الإسلامي وميلادًا لأمة جديدة، ونقطة تحول شاملة في بنية المجتمع الإسلامي ووعيه بذاته وبرسالته، حيث شكلت انتقالًا واعيًا ومدروسًا من مرحلة الاستضعاف إلى أفق التمكين والوحدة والانتقال من (...)
يعد صباح الثاني والعشرين من يونيو عام 2025 يومًا فارقًا، حيث انخرطت الولايات المتحدة في ساحة المواجهة بدور مباشر ونشط، بعدما شنت ضربات جوية استهدفت ثلاثة من أبرز المواقع النووية الإيرانية (فوردو، نطنز، وأصفهان)، وقد شكل هذا التطور تصعيدًا نوعيًا غير (...)
تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الغليان السياسي والعسكري والاستراتيجي، تنذر بإعادة صياغة موازين القوى، وإعادة رسم خرائط النفوذ والتحالفات، في ظل تصاعد التوترات وصدام المشاريع الإقليمية والدولية وفي قلب هذا المشهد المضطرب، تقف مصر بثبات الدولة ورؤية (...)
في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة والكارثة الإنسانية التي تطال أكثر من مليوني فلسطيني، تؤكد مصر مجددًا ثبات موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية، وتمسكها بنهج مسؤول في التعامل مع هذه الأزمة المعقدة، بما يوازن بين مقتضيات الأمن القومي وضوابط العمل (...)
في ظل ما يشهده العالم من تحولات متسارعة وأزمات متشابكة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، تتجلي الحاجة الملحة إلى إعادة الاعتبار لقيم التماسك الوطني، بوصفها الضامن الأول لاستقرار المجتمعات وقدرتها على مواجهة التحديات، ويمثل ترسيخ الهوية (...)
يشهد العالم العديد من التحولات العميقة في بنياته السياسية والاجتماعية والثقافية، وتتداخل مفاهيم الهوية لتشكل مشهدًا معقدًا تتقاطع فيه الانتماءات القطرية والولاءات الحزبية والتجذر الثقافي، وتصبح الهوية الحزبية والثقافية جزءًا من بنية الوعي الجمعي (...)
وسط تقلبات الحياة وضغوطها اليومية المتزايدة، نتوق إلى مساحة هادئة نلجأ إليها حين تضيق الصدور وتُثقل الأرواح لحظة صدق مع النفس، لحظة طمأنينة وتأمل داخلى نتوقف فيها عن جلد الذات ونمارس فعل الرحمة على الذات المتعبة، كأن نطبطب على قلبنا بلطف، ونلمسه تلك (...)