لعلَّ أظهر سمة تسترعي قارئ نمر سعدي، هي التماثل الصوتيُّ بين الكلمات في جلِّ نصوصه. وهي سمة كامنة في أصل العربيَّة وفي نظامها الاشتقاقيِّ. ويكفي أن نعود إلى معجم «العين» لنلاحظ كيف أنَّ الخليل بناه على النظريَّة ذاتها التي بنى عليها فكرة الدوائر (...)
الحديقةُ مرسومةٌ بالطباشيرِ
والبنتُ حلمتها حلمة التينِ
قبّعة الخوص سوداءُ
مختلسا نصف قبلته.. وهي عينان مسبلتانِ،
ولكنّ بابَ الحديقةِ غُلّق.. والسلّم الحلزونيُّ ما زال بي !
٭ ٭ ٭
أينهنّ الجميلات في النهر يغسلن ثوب الأمير الصغير
أينهنّ؟ يبيّضنه بدماء (...)
تنهض «برومسبور» للكاتب التونسي حسن بن عثمان، مثالا لافتا للتقنية الروائيّة العالية التي تتميّز لا باستخدام اللغة السرديّة فحسب، وإنّما أيضا الصور المرئية أو ما يسمى «أيقنة الصورة». وقد رجح لديّ، وأنا أقرأ هذه الرواية ثانية بعد أن قرأتها منذ سنوات، (...)
تكشف كتابات أدونيس وصلاح عبد الصبور وعبد الوهّاب البيّاتي ومحمّد بنّيس وقاسم حدّاد ومحمّد الغزّي وآخرين؛ أنّ سلطان الصوفيّة عليهم كان كبيرا. وربّما كان أدونيس المنظّر الأكبر لهذا الاتّجاه، الذي كانت له سطوته في السبعينيات والثمانينيات من القرن (...)
تخيّرت هذا النعت «المغاربي» قاصدا متقصّدا، لسبب لا أحبّ ان أخوض فيه كثيرا وهو هذا السجال القديم المتجدّد بين أهل المشرق وأهل المغرب. وقد سبق ان أشرت إليه في مواضع أخرى. ثمّ وجدت ابن بسّام ( علي الشنتريني ت.543 ه) صاحب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» (...)
وقفنا ببابِ القيروانِ كأنّنَا قِفَا نبكِ من ذِكري حبيبٍ ومنزِلِ
حيث المكانُ جزيرةُ العربِ القُدامي
والزمان هنا زمانٌ لولبيٌّ،
نحنُ عوّدنا أصابعنا علي أن تخرُقَ البلّورَ في الصحراءْ
وتوقّعَ الأحجارَ والأشجارَ،
علّمنا الأصابع أن تَشِيمَ البرق في (...)