في زمن أصبح فيه الفضاء الرقمي مسرحًا مفتوحًا لكل الأفكار، لا يسعنا إلا أن نتساءل: لماذا نخسر علاقاتنا في معارك مجانية لا طائل منها؟ معارك تنشب بسبب كلمة، أو وجهة نظر تختلف عن الآخر، أو حتى بسبب "بوست" بسيط على فيسبوك، يتحول إلى حرب أهلية بين (...)
الحياة، بمساحتها الواسعة، تتسع لكل الأحلام، لكل القلوب، لكل الأماني، لكل المختلفين والمتشابهين.
لا تملك الحياة قيودًا تحصرنا في زاوية ضيقة، ولا تقف عند حدود لا تسمح بالاتساع، لكنها تتسع لمن يوسع نفسه أولاً، لمن يفتح قلبه للعالم بسخاء، ولمن يرى في (...)
ليس كل من يبتسم لك يُحبك، وليس كل من يُصفق لك ينتظر نجاحك، فبعض القلوب، حين تعجز عن مجاراتك، تحاول تشويهك، لا لأنها تكرهك، بل لأنها لا تستطيع أن تكونك، هؤلاء هم النسخة المهزوزة من العدو، لا يواجهونك بالحجة، بل يلاحقون ظلك بالهمز واللمز.
هم لا يرون (...)
في دراما «فات الميعاد»، لا شيء يحدث مصادفة، المسلسل الذي جمع أسماء بارزة مثل أسماء أبو اليزيد، أحمد مجدي، أحمد صفوت، ولاء الشريف، ومحمود البزاوي، جاء بتوقيع تأليف محمد فريد، وسيناريو إسلام أدهم، في تركيبة درامية تلامس الوجدان وتُحرّك المخبأ في (...)
كانوا إخوة، يجمعهم بيت واحد، وقلب واحد، وذكرى واحدة، كانوا لا يفرّقهم شيء، حتى جاء "الشيء".. الميراث.
لم تكن الأموال كثيرة، لكنها كانت كافية لتُشعل ما لم تُشعله السنون، لحظة واحدة، وكانت المحبة على المحك، والرحم على حافة القطيعة، والبيت الذي جمعهم (...)
قد تأخذك المصايف إلى أبراج فاخرة، أو منتجعات مغلقة تعزل البحر عنك بسياج، لكن الإسكندرية لا تغريك بالبذخ، بل تسحرك بالبساطة، مدينة كلما تقدمت بها خطوة، عدت بك ألف خطوة إلى الوراء، حيث الحنين يعيش في شرفات البيوت، ورائحة البحر لا تُغادر أنفك.
في (...)
في زمن السوشيال ميديا، لم يعد الصوت الأعلى هو صوت العقل، بل الصوت الأسرع، الأجرأ، والأكثر إثارة، سقط كثيرون في فخ اللهث خلف التريند، ولو على حساب القيم والأخلاق والخصوصية، أصبح كل شيء مباحًا من أجل "لايك" أو "شير" أو لحظة شهرة زائفة سرعان ما تنقلب (...)
ننظر إلى ما في أيدي الناس، فنفقد ما في أيدينا، نقيس أيامنا بمسطرة غيرنا، فتنكسر فينا بهجة الرضا، نقارن، نحسد، نقلق، ثم نغرق في دوامة لا قاع لها، اسمها: "لماذا ليس أنا؟".
نعيش على حافة الترقّب، نخاف الغد كأننا نملك اليوم، ونتعب من الحسابات التي لا (...)
الأم، تحترق الكلمات عند محاولتها وصفها، وتنحني الحروف أمام عظمة مكانتها، قد تكون المفردات غير عادلة حين تحاول الإمساك بخيوط عطاء لا ينقطع، أو بتلك القلوب التي تحب برصيد مفتوح لا ينفد مهما طال الزمن.
داخل كل بيتٍ، ملايين القصص تُحاك عن أم عظيمة ما (...)
بعض الكلمات لا تُأكل، لكنها تُطعم الروح، تُشبع القلوب قبل البطون، وتترك أثرًا لا يُرى لكنه لا يُمحى.
"شكرًا"، "أحسنت"، "أنا فخور بك"، كلمات بسيطة لكنها كفيلة بأن تُحيي قلبًا تعب، أو تُرمم روحًا تصدعت من الصمت، فالتقدير ليس ترفًا لغويًا، بل احتياج (...)
الأب، ذلك الصمت الذي يحمل وراءه ألف قصة، وهو القلب الذي ينبض بعطاء لا يعرف الانقطاع، وبر لا ينضب.
قد تبدو الكلمات ضعيفة، عاجزة عن رسم ملامح هذا الكائن العظيم، الذي لا تكفي مفردات اللغة ولا الجمل والمصطلحات لوصفه حق وصف.
داخل بيوتنا، تختبئ ملايين (...)
في زحام هذا الزمن المتسارع، حيث تُبنى الأبراج وتُغلق الأبواب وتُعزل القلوب خلف الجدران، نحتاج إلى أن نتوقف قليلًا، لنستعيد ذاكرة البيوت التي كانت تنبض بالمحبة، لا بالكاميرات والجرس الكهربي.،كانت الجيرة حياة، لا مجرد مسافة.
الجار في الماضي لم يكن (...)
في الريف يوم الجمعة ليس كأي يوم، بل هو قصيدة تُكتب بعبير الفجر ونسمات الهواء التي تلامس الروح.
هناك، حيث تبعد الضوضاء والزحام عن صخب المدن، يتجلى جمال الجمعة في أبهى حلله، ويصبح الحضور في حضن الطبيعة تجربة لا تنسى.
هذا ليس خيالًا ينسجه الحالمون، بل (...)
كانت البيوت تُضيء من الداخل لا بالكهرباء، بل بضوء اللمة، بدفء الحكاية، وصوت طبلية تجمع القلوب قبل الأيادي، كنا نلتف حولها كما تلتف الأرواح حول طيف الحب، نأكل ونضحك ونحكي، فلا يعرف الجوع إلينا طريقًا، ولا تدخل الوحشة بيننا ولو من ثقب إبرة.
كان صوت (...)
في زمن التكنولوجيا الحديثة، بدا أن بعضنا قد أصيب بجمودٍ في المشاعر وتبلدٍ في القلب، كأننا نحيا في عالمٍ بارد لا تعرف فيه الكلمات دفء اللمسة ولا نسمع فيه صوت العاطفة الحقيقية.
أصبحنا نكتفي بالتعزية على صفحات الفيس بوك، نبارك الأفراح عبر التعليقات، (...)
قالها الإمام علي من قرون: "روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة"، وكأنه يرى بعين القلب ما لا تراه العيون اليوم، فقلوبنا اليوم لا تعاني من قسوة فقط، بل من الإنهاك، تنهكها الأخبار، وتعصرها الضوضاء، وتثقلها العلاقات المزدحمة بالمجاملات الفارغة، ولهذا، لا بد أن (...)
اقبلوا الأشياء الناقصة، ولو بدت قاسية، اقبلوا الأرزاق التي لم تأتِ بعد، والآمال التي تتعثر في منتصف الطريق، والقلوب التي لم تُطِب بعد جراحها، اقبلوا تدابير الله حين تبدو ناقصة، فالنقص ليس دائمًا نقصًا، بل هو ترتيب خفيّ، مكتملٌ في علم الغيب، ناقصٌ (...)
في زمن السرعة والاندفاع، باتت الكلمات تخرج قبل أن تُفكر، والأفعال تُنفذ قبل أن تُراجع، كأننا نُسابق أنفسنا على من يخطئ أولًا، لا من يصيب، وفي قلب هذه الفوضى، تقف حكمة قديمة بثبات نادر: "لا تقل بغير تفكير، ولا تعمل بغير تدبير".
الكلمة قد تفتح بابًا، (...)
في زمنٍ كثُرت فيه العيون الراصدة والقلوب الغائبة، يغدو الانشغال بعيوب الناس رياضة شعبية، وسهام النقد تُطلق على كل نافذة تُفتح.
وبين من يتفننون في تفصيل الأخطاء على مقاس الآخرين، تمرّ هذه الحكمة مثل نسمة عاقلة: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب (...)
رضا الناس غاية لا تُدرك، مقولة عتيقة لكنها لا تشيخ، لأنها تلخّص مأساة من يحاول أن يكون مرآة للجميع، فلا يرضي أحدًا، ويخسر نفسه في الطريق.
منذ بدء الخليقة والبشر لم يتفقوا على شيء إلا على الاختلاف، يراك هذا عاقلًا لأنك سكت، ويحسبك ذاك جبانًا لنفس (...)
في زمنٍ تهرب فيه القيم من زوايا الزحام، وتزداد الأرواح ظمأً وسط وفرة الضجيج، تأتينا ذكرى الهجرة النبوية لتُعيد ترتيب المعاني، وتهمس في أذن القلب بأن الهجرة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل ارتحالٌ من ضيق إلى سعة، ومن ألم إلى أمل، ومن الخوف إلى الحضن (...)
الكلام كالنحل، لا يخرج فارغًا، إمّا أن يُهديك عسلًا يُحلي قلبك، أو يلسعك بإبرة تترك أثرًا لا يُرى بالعين، لكنه يبقى في الروح طويلًا.
نعم، الكلمة لا تُرى، لكنها أقوى من الرصاص، وأسرع من الضوء، وأعمق من الطعنات.
من قال إن الكلام مجرد صوت؟ الكلام قرار، (...)
نحن لا نحب الماضي كما كان، بل كما نتذكره، نُحبّه لأنه ابتعد، لأنه لم يعُد قادرًا على إيذائنا، لأنه صار مجرد صورة بالأبيض والأسود نُجمّلها كما نشاء، نقول "أيام زمان كانت أحلى" ونحن ننسى كم بكينا فيها، كم خُذلنا، كم تكدّس من الخوف والقلق خلف (...)
في كل مرة يتعثر فيها أحدهم، نسمعه يقول بصوت محمّل باليأس والاتهام: "أكيد محسود"، وكأن الحسد بات شمّاعة نعلّق عليها كل خيباتنا، صغيرها قبل كبيرها، وعجزنا قبل قدراتنا.
أصبح "عين الناس" تبريراً سهلاً لا يحتاج إلى دليل، ولا يتطلب مراجعة ذات، ولا حتى (...)
في لحظةٍ ما، تتشابك في رأسك خيوط القلق، وتتحول الاحتمالات إلى كوابيس مصغّرة، تنهش طمأنينتك، وتعبث بنبضك كما تشاء، تسأل نفسك ألف مرة: ماذا لو؟ وتُسقط على الواقع ظنونك السوداء، وتدور في متاهة من التخيلات حتى تظن أنك المتحكم في أقدار الكون، وأن زمام (...)