في تقويم الروح، لا يوم يعلو قدره ولا زمن يفوق بركته كيوم عرفة، هو يومٌ تقف فيه القلوب قبل الأجساد، وتنحني فيه الأرواح بخشوع يتجاوز حدود المكان والزمان، وكأن السماء تُفتح على مصراعيها، تستقبل الدموع الراجية، والأنين المتهدّج، والكلمات التي لا تُقال (...)
لا تسرف في الحديث عن تفاصيلك، لا تنثر حكاياك الشخصية كما يُنثر الملح على موائد الغرباء، فليس كل من يُنصت لك مُحبًا، ولا كل من يبتسم في وجهك نقي السريرة، بعض القلوب تُصفق لك بيد، وتخفي في الأخرى سكينًا.
الناس أمزجة، والطباع كالمناخ، تتغير في لحظة دون (...)
في زمنٍ تُنصب فيه المنابر على كل زاوية، ويُصبح الميكروفون أداة نجاة لا وسيلة بلاغ، تتراجع هيبة الصمت إلى الخلف، لكنها لا تسقط، تظل واقفة، كشيخٍ وقورٍ في مجلس مليء بالمراهقين الصوتيين، لا يعلو صوته، لكنه يُسمع.
الصمت ليس عجزًا كما يتوهم البعض، بل (...)
في زمنٍ كثرت فيه الأصوات وقلّ فيه الصدى، بات بعض الناس لا يجدون ضوءهم إلا في عتمة الآخرين، ينتظرون سقوط المناصب كما ينتظر الصياد سقوط الطريدة، ليقفزوا بكلمات لا تحمل من الشجاعة إلا الاسم، ومن النقد إلا الضجيج.
تلك التي يُسمونها "شجاعة بعد الرحيل" (...)
في مسرح الحياة، حيث تتراقص الأضواء وتتقاطع الظلال، يمضي المتفائل باحثًا عن قبس نور، بينما يجلس المتشائم في زاوية مظلمة، يعكف على عدّ الثقوب في سقف السماء، غير آبه بالنجوم اللامعة.
المتشائم لا يخطئ في الرؤية بقدر ما يخطئ في زاوية النظر، إنه لا يرى من (...)
في زمنٍ يضجّ بالضجيج، حيث تُقاس النوايا بميزان المنفعة، وتُروى الأيادي فقط إن حملت المقابل، هناك دربٌ مهجور يسير عليه قلة، درب العطاء دون حساب، والتفاني دون انتظار، والكرم الذي لا يتسوّل الاعتراف.
كن كالتربة الخصبة، لا تسأل من الذي زرعك، ولا تفتّش (...)
الصبر ليس انكسارًا كما يظنه العجولون، ولا هو انتظارٌ صامت بلا نهاية كما يتوهمه المتذمرون، الصبر هو فن التماسك حين تُصر الحياة على اختبارك، وهو القوة التى تلبسها القلوب لا الأجساد، والدرع الخفى الذى يحمى الروح من الانهيار حين تتكالب عليها (...)
في دروب الحياة المتعرجة، لن تمشي طويلاً دون أن تصادف حجارة تتناثر أمامك، تعترضك في كل منعطف، وتنتصب أمامك كأنها قُدّت خصيصًا لتعوق خطاك، بعضها صغير يلسع دون أن يوجع، وبعضها كبير يحاول أن يسقطك أرضًا، لكن الحكمة ليست في خلو الطريق، بل في براعتك في (...)
في زوايا الوقت التي ظنناها محترقة، وفي لحظات العمر التي بدت رمادًا باردًا، قد يختبئ الأمل كجمرة تحت الرماد، خافتة لكنها لم تنطفئ، نعم، ما زلت ألمح في رماد العمر شيئًا من أمل، خيط ضوء يتسلل من شقوق القلب المثقل، يوحي بأن الغد ليس امتدادًا لليوم، بل (...)
في زحام الدنيا، حين تشتد العواصف وتضيق المسالك وتغدو القلوب مرهقة من الأقدار، يهبّ الله نسمة من رحمته إلى النفس المؤمنة، فيملأها سكينة، ويشعل فيها شعلة لا تنطفئ، شعلة من نور الإيمان، لا تتغذى على الواقع، بل تستمد زيتها من الغيب، وتظل مشتعلة ولو (...)
ليست كل المعارك تستحق أن نخوضها، ولا كل الكلمات تُستوجب الرد، كما أن الضجيج ليس دائمًا دليلًا على الأهمية، هناك لحظات في الحياة نحتاج فيها ألا نُجيد الرد بقدر ما نُجيد الصمت، وألا ننتصر بقدر ما ننسحب بعزّة، ألا نُفسر بقدر ما نتجاهل، بتعقل، لا (...)
في حياة الإنسان لحظات كثيرة يفقد فيها توازنه، يتعثر، وربما يسقط أرضًا في مشهد يبدو أمام أعين الآخرين هزيمة، لكن الحقيقة أن السقوط ليس قاعًا نهائيًا، بل محطة مؤقتة قد تصنع منه إنسانًا أقوى أو تتركه مجرد حطام، وما بين السقوط والقيام، تُكتب القصة (...)
ليس الموت دائمًا موعدًا طبّيًا تُدوّن فيه آخر نبضة قلب، ولا هو لحظة عجز فيها الجسد عن الاستمرار، بل كثيرًا ما يزورنا الموت ونحن ما زلنا نتنفس، نتحرك، نبتسم على استحياء، لكن دون رغبة.. دون حلم.. دون أمل.
يموت الإنسان حقًا، حين يطفئ شمعة التمني داخله، (...)
في لحظة تماهى فيها الروح مع المكان، رافقت كاميرا "اليوم السابع" جموع المصلين الذين احتشدوا داخل المسجد النبوي الشريف في قلب المدينة المنورة لأداء صلاة الجمعة، في مشهد إيماني تخشع له النفوس.
كانت الجولة أكثر من مجرد تغطية، بل غوصاً حقيقياً في قلب (...)
قد يبدو البذخ بريقًا، والثراء سحرًا، والقصور جنّات معلقة فوق الأرض، لكن ما جدوى الأضواء إن كانت تُبهرك ظاهريًا وتُعميك داخليًا؟ وما قيمة العيش تحت سقفٍ مرصّعٍ بالذهب، إن كان الضمير غائبًا، والقلب ميتًا، والروح تمشي على أطراف خيبتها؟
إنّ الكرامة لا (...)
تواصل البعثة الطبية المصرية في الأراضي المقدسة جهودها لمتابعة الحالة الصحية لحجاج بيت الله الحرام، وسط أجواء مستقرة تؤكد أن جميع الحجاج المصريين بخير.
وأكد الدكتور أحمد رزق، رئيس البعثة الطبية، أن إجمالي عدد الحالات التي استقبلتها العيادات الطبية (...)
وسط عبق المكان وروحانية الزمان، أجرى تليفزيون اليوم السابع جولة خاصة داخل متحف السيرة النبوية بالمملكة العربية السعودية، حيث تتنفس الجدران تاريخًا عطرًا وتروي المعروضات سيرة خاتم المرسلين، صلى الله عليه وسلم، في تجربة تحاكي العصور وتستدعي (...)
في زحمة الحياة، حيث تتكاثر الأصوات وتتشابك الوجوه، يبحث الرجل عن شيء واحد لا يُشترى، ولا يُباع، ولا يُرى بالعين المجردة، يبحث عن سَكينة، والسكينة لا تسكن البيوت، بل تسكن القلوب، ولا تصنعها الجدران، بل تصنعها امرأة، امرأة لا تُشبه الجميع، تُسمّى: (...)
لا تنتظر مِن مَن باعك أن يعود ليشتريك بكلمة، ولا تعلق قلبك على شماعة الغياب، فثمن الحب ليس الذل، ولا يُقاس الإخلاص بطول الانتظار، إن من باعك مرة، سيبيعك ألف مرة، وكلما انتظرت، فقد قلبك نبضه، وخسرت من ذاتك أكثر مما خسرت من غاب.
الحب، يا عزيزي، ليس (...)
القلوب، يا عزيزي، ليست مجرد عضلات تنبض بالحياة، بل هي أوعية خفية، تمتلئ بما لا يُقال، وتفيض أحيانًا بما لا يُحتمل، فيها تختبئ الأسرار، وتسكن الحكايات التي لم تجد مخرجًا، تنتظر أمانًا لا يأتي، أو لحظة ضعف تفتح القفل عنوة.
والشفاه، تلك الحواف اللحمية (...)
في زحام الأيام، وعندما تغرق في ظلام ذكرياتك، قد تجد نفسك محاصرًا بين جدران أخطاء مضت، تصرخ في وجهك بألم، وتلاحقك كأشباح لا تفارقك، كثيرًا ما نغرق في لومة الماضي، نتخبط في أزماته، ونُذيب حاضرنا في بحر من الندم والتأسف على ما مضى، لكن الحقيقة التي (...)
في زحام هذا العالم، أصبح الناس يعيشون وكأنهم في سباق تتابع، كلٌّ يلتقط حياة غيره ويركض بها، ثم يُسلمها لآخر فتضيع البداية، وتُنسى النهاية.
الحياة، يا عزيزي، لا تُقاس بما تملك، ولا بما يراه الآخرون فيك، بل تُقاس بما تشعره حين تضع رأسك على الوسادة آخر (...)
في عالمٍ تتهادى فيه الأسماء على الأرصفة كالأزياء الموسمية، تلمع ألقاب هنا وتخفت هناك، تتراقص الأوسمة على صدور البعض وتُغرس في سير البعض الآخر كما تُغرس المسامير في نعوش الخشب، يحق لنا أن نسأل: من يصنع المجد حقًا؟ أهي الألقاب، أم أولئك الذين (...)
في لحظة ما، نشعر وكأن الدنيا أغلقت أبوابها، وكأن الفرح ضلّ طريقه، وكأن الحزن كتب علينا إقامته الجبرية، تتوالى الخيبات، وتتزاحم الهموم، حتى نكاد نصرخ: "لماذا أنا؟"، ولكن، في كل ضيق حكاية فرج لا يُرى، وفي كل عتمة وعدٌ بنورٍ سيولد من رحم الألم.
"ما (...)
في زحام الطموحات الكبيرة، وسباق الأرقام، وصرخات الرفاهية، يبقى هناك حلمٌ صغير، بسيط، لكنه عظيم، اسمه "الستر"، ليس له تعريف في كتب الاقتصاد، ولا له مؤشرات في البورصة، لكنه أعمق ما يتمناه القلب، وأصفى ما ترجوه الروح.
الستر ليس ثراءً فاحشًا، ولا بيتًا (...)