الثامنة صباحًا، في أقصى الشمال الأوروبي، أفَقتُ كعادتي، تسلَّلت نحو الصالة لأُعانِق فنجان الشاي الصباحي، ولأحرق ثلاث دخائن، دخلت الحمام، غرقت تحت مياه حارَّة، يَتصاعَد البخار منها ليهرب من فتحة صغيرة، خرجتُ وكالعادة كانت القهوة التي أعدَّتها زوجتي (...)
تتسارع الأشياء، تكتمل، تتوالج الظلمات مع انبثاقات النهار، تتوثب الرؤى لتنازع المعلوم مرورا لطيفا بين خفقات المجهول، تندفع الطاقة الكامنة من روح تشعر بتحدب اللحيظات القادمة، تتدلى أيام العمر أمام العينين، كعناقيد من وهج متفجر، ترسل بريقا يمتزج فيه (...)
رنَّ الهاتف.
أتدري ماذا حدث؟
• لا.
خالي خالد مات.
أغلقت الخط، لم أُصَب برجفة أو رعشة، لم يقتحمني ذهول أو صدمة، لم يتملَّكْني حزن أو أسًى، حتى إنني لا أذكُر بأنَّ وقْع كلمة الموت قد وصل إلى أقل مسامةٍ من مسامات جِلدي، أو إلى أصغر مساحة من مساحات (...)