هب أننا أخذنا مجموعة من الناس وذهبنا بهم إلى أماكن خلابة ومعالم سياحية جذابة، لأول مرة في حياتهم يشاهدونها، فإنه من المرجح أن نجد الآتي: نسبة كبيرة منهم سيخرجون أجهزتهم «التقنية» الحديثة؛ ليلتقطوا صوراً كثيرة ومتعددة، ليس ذلك فحسب؛ بل ربما يقومون (...)
الصومال بلد عربي عزيز على قلوبنا، ولم تقدم الدول العربية جهودا تذكر لمعاونته في محنته المتطاولة، التي أكلت أخضر الصومال ويابسه، والحقيقة أن القلب يعتصره الألم حين يقلب صفحات مآسي هذا البلد المنكوب بالتحارب الذاتي والخذلان القومي.
ترى كم يحتاج (...)
كثيرة هي تلك المسائل التي أعيت العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومنها مسألة «الهُوية»، نظراً لمكوناتها المعقدة وتقلبها الشديد في أطوار مختلفة وطبقات متداخلة متخارجة، والعجيب أن الهوية تبدو لمن يفكر بها أنها خاضعة لفهمه،
بل ومستسلمة لحواسه وتأملاته (...)
اللغة العربية في خطر حقيقي ومتزايد، وليس متوهماً ولا مبالغاً فيه. دعوني أضرب لكم بعض الأمثلة التي حدثت لي قريباً. أستاذ جامعي متخصص باللغة العربية أرسل لي رسالة على هاتفي المحمول وفيها كتب كلمة (ماركتنج) بأحرف عربية ويقصد تخصص (التسويق) marketing، (...)
في مطلع عام 2011م أصدر عالم اللسانيات والمفكر العربي المرموق عبدالسلام المسدّي كتاباً قيماً بعنوان (العرب والانتحار اللغوي)، وقد ناقش المسدي فيه جملة من المسائل التي تستحق منا كل العناية والمدارسة.
وتدور تلك المسائل في إطارها العام حول ما يسميه (...)
ثمة مسلمة يمكننا صوغها بعبارة موجزة: (قل لي كيف هي لغتك أقل لك كيف هو تفكيرك)، فالفكر الإنساني لا يوجد بدون لغة ولا يمكن له أن يتطور دون تطور اللغة ورقيها وقوتها وتماسكها، ولغة الإنسان تؤثر في تفكيره عمقاً وسطحية. واللغة جزء رئيس من هوية أي مجتمع، (...)
مؤكد أنني لو كنت شيعياً لرفعت صوتي ضد (إيران) لعدة أسباب أهمها: أنها دولة ثيوقراطية استبدادية عنصرية، فضلاً عن تدخلاتها في شئون الدول الأخرى بطريقة لا تليق بالجوار ولا بالأعراف فضلاً عن المواثيق الدولية، ولكي أكون واضحاً وشفافاً فإنني أسارع بالقول (...)
كوكب الأرض في خطر داهم نتيجة الغفلة عن حقيقة الجشع المتزايد للإنسان وافتقاده لمنظومة الأخلاق.. يقول القاضي السيرلانكي (س. ج. ويرامانتري) وهو أحد الأعضاء المؤسسين لمجلس مستقبل العالم: «لقد نثرنا بذور هلاك النوع البشري وحضارته، بينما أولئك الذين نُلحق (...)
لا تعمل ولا تكد ولا تطور ذاتك بالعلم ولا بالمهارات ولا بالقدرات ولا بالخبرات... ولا... ولا...، فكل ما عليك لكي تؤمّن مستقبلك ومستقبل عائلتك أن ترسل رسالة جوال إلى إحدى تلك القنوات الإعلامية التي برعت في صناعة (بيع الأوهام) و(تسويق التفاهة)، حيث (...)
نحن في ورطة قيمية كبيرة، فالصدق شحيح للغاية وهو رأس القيم وتاجها، ومنه تنبثق سائر القيم وإليه تعود، والصدق قيمة محورية لأي مجتمع كي ينهض، ويحقق قفزة تنموية. ومن يعتقد أنه بوسعنا تحقيق شيء يذكر بمجرد تضخم أرصدتنا المالية وتزاحم مبانينا العملاقة فهو (...)
في خضم مشروع تحطيم السودان وتفتيته فيما يسمى ب(الاستفتاء على انفصال الجنوب) واقتراب الموعد المضروب لذلك المشروع الخطير (مطلع عام 2011)، يحق لنا أن نتوجع: ماذا يحدث في السودان؟ وأي مصيبة تتهدد هذا البلد العربي الكبير؟ وهل نسينا مشروع (الشرق الأوسط (...)
خلاصة القول في هذا المقال أنني أذهب إلى أن قوة اللغة الإنجليزية سبب لإفنائها، كيف هذا؟ قد يبدو هذا الأمر مضحكاً للبعض ومثيراً للاستغراب وربما السخرية أيضاً.
في الفترة الماضية انشغلت كثيراً بالتفكير في مسألة استشراف مستقبل المعرفة؛ لإيماني بأن ذلك (...)
يحكي لنا الروائي والصحفي الإنكليزي وليم ثاكري (1811-1863) عن أحد أعماله قائلاً: (أصابتني الدهشة للملاحظات التي أبدتها شخصياتي، ويبدو وكأن قوة خفية كانت تحرك القلم،فالشخصية تتصرف وتقول، وإني لأتساءل كيف تأتَّى لها بحق السماء أن تفكر بذلك)... وقد وصف (...)
المجتمعات الذكية هي تلك التي تبادر بتفحص أجزائها ووظائفها وآلياتها وتفي بكافة الاحتياجات والمتطلبات التي تمكّنها من المحافظة على أصولها البشرية وإنتاجيتها المجتمعية ورفاهيتها وأمنها، تلك هي إحدى حقائق الهندسة الاجتماعية، وسوف نعرض لهذه الحقيقة في (...)
التأسيس (التاريخي) لأي دولة هو بذرة حياتها الأولى؛ وهو ضروري لبنائها وقوتها في جميع مراحلها، لا سيما الأولى منها؛ ولكنه مع ذلك لا يكفي؛ ذلك أن أي دولة - مهما كانت قوتها ومشروعيتها - تحتاج إلى (تأسيس معنوي مستمر) يعقب التأسيس التاريخي ويعضده ويثمّره (...)
هنالك مسائل عدة يبدو أننا لم نتفطن لخطورتها في سياقنا الاجتماعي والثقافي... ومن تلك المسائل أن البعض يعتقد أنه يمكنهم استخدام أي شخصية (كاركتر) في مجالات الإعلام والفن أو الدعاية والإعلان من دون الالتزام بالإطار الأخلاقي والمهني الذي يحكم ذلك (...)
حالتنا مع (العولمة) تشبه حالتنا حينما نفرط في تناول طعامٍ لدرجة الإشباع الذي يفرز كرهاً له ونفوراً منه؛ إذ ما عدنا نستسيغ تناول (العولمة) ثقافياً ولا معالجتها بحثياً؛ بحجة أنه موضوع قديم وأننا قد أفلحنا في فك جميع شفراته.. وأنا ضمن أولئك الذين (...)
أصبحت فكرة مكافحة الفساد من المسلمات التي لا يجرؤ أي طرف على التقليل من شأنها. إضافة إلى ذلك، فإن تبني معظم الهيئات الدولية معالجة هذه المسألة ضمن برامج عملها، قد أدى إلى تجذير وترسيخ الفكرة عالمياً. وضمن هذا الإطار، تم لأول مرة في تاريخ العلاقات (...)
أحداث متعددة وقعت في سياق مطالب وأوضاع التغيير في العالم العربي في الآونة الأخيرة في ظل خروقات خطيرة ومتنامية، مما يحتم علينا أن نكون على درجة كافية من الوضوح والصراحة بشأن الطرائق المقبولة وغير المقبولة للتغيير وفق ثوابتنا الثقافية والسياسية، ولن (...)
أن ننشد إحداث نهضة علمية شاملة فذاك طموح مباح بل هو متعين علينا كمجتمع إنساني يتسم بالهدفية والرشد والعقلانية، غير أنه طموح يتجلجل في وجداننا وسيظل معلّقاً في فضاء فكرنا لا يبرح مكانه، ما لم تشده جاذبية الحقيقة فيقع على قاعدة صلبة تحتويه وتنمّيه، (...)
ثمة مفكرون وعلماء كثيرون يذهبون إلى تأييد ما قررناه من حتمية وجود المشروع الحضاري كشرط لإحداث النهضة العلمية الشاملة، فهذا - مثلاً - الدكتور أحمد زويل يشدّد على أن تلك النهضة لا تحتاج إلى عقود متطاولة من الزمن بقدر حاجتها إلى رؤية وطنية شمولية (...)
دقِّقوا معي ولاحظوا أنّني قلت: لا نهضة علمية بدون مشروع حضاري وطني، ولم أقل لا تطوير أو لا تحسين في التعليم أو شيئاً من ذلك، إذن فالعنوان يقودنا إلى ضفاف الحديث عن شروط تحقيق نهضة علمية وطنية شاملة لا مجرّد إحراز قدر من التطوير أو التحسين في بعض (...)
التعليم ليس قضية غائبة عن (مائدة) النقاش في مجتمعاتنا العربية، وأحسب أن الذي استجلب تلك القضية فوق مائدتنا هو شعورنا العام بأن ثمة مشكلة أو أزمة في نظامنا التعليمي بدليل الضعف الكبير في مخرجات التعليم وضعف روح التعلم لدي أبنائنا وبناتنا، ومما يعكس (...)