تفوح في المكان رائحة البارود والموت والدمار. بينما القاطنين من السكان يتحركون بصعوبة، الظهور محنية، والأيدي تتأرجح بتثاقل، والوجوه الشاحبة تتجه نحو الأرض بزاوية حادة بينما العيون غائرة في محاجرها؛ والأبصار شاردة. هكذا حالهم ذكورا كانوا أو إناث، (...)
منظر لن أنساه ما حييت ما زلت أتذكره بكل تفاصيله فقد حفر عميقا في نفسي وتلافيف عقلي. كان ذلك اثناء عودتي من محافظة اب الى مدينة صنعاء ومروري بمدينة دمت (يقصدها مرضى الروماتيزم والامراض الجلدية لغرض التداوي لاحتوائها على ينابيع مياه معدنية ساخنة) وكان (...)
أخذ يشد يديه في الهواء بقوة ثم تململ في مرقده لعل النوم يأتي ولكن دون جدوى, خرج إلى سطح المنزل في بيت أخواله وكان صوت المذياع الموجود في غرفة الجلوس الذي خرج منه مازال يدوي في أذنيه بأغانيه الممجوجة كطفل صغير يصرخ من الألم.
لم يعد يذكر متى أتى إلى (...)