ماذا يبقى لمن قضى العمر كلّه وهو يمشي في طريق حارقة، ويلهث بأنفاس محترقة، نحو غايات تبدو معقولةً، وهي خارقة، أن يسترد الوطن الذي كان مرسوماً في الخارطة، ولم يبق منه إلا معالمُ، مخايلُ عناوين وأسماء ومرابعَ وأحداثٍ وذكريات شبه دارسة، فوق اليابسة؟ (...)
هو العنوان ذاتُه الذي يحمله كتاب الأستاذ الجامعي والناقد المغربي عبدالفتاح الحجمري، (م القلم المغربي،2017). عنوانٌ لمبحث ذي أهمية بالغة في تاريخ الأدب والنظرية الأدبية، وبداهتُه الظاهريةُ كما قد نتوهم، إنما تزيده تعقيداً وسؤالَه إشكالاً. لو حبسنا (...)
ما حكّ جلد الكاتب مثل قلمه، هو ظفره وأكثر. هو لسانُه وترجمانُه، وبه يوجد ويتحدد. أضحى لزاماً عليه إذ يرى النقد يَشِحّ إن لم ينعدم، والصحافةَ وحدها لا تستطيع أن تفيَ شخصَه وعملَه حقهما من التعريف، وقوانين سوق استهلاك جديد تتطلب مزيد إخبار لكسب (...)
الجائزة الجديدة التي أطلقتها هيئة الملتقى، والجامعة الأميركية في الكويت، المخصصة للقصة القصيرة، والتي احتفلت في الخامس من هذا الشهر بدورتها الأولى، وبتتويج فائزها مازن معروف، عن مجموعته «نكات للمسلحين»، هي بمثابة ضيافة كريمة في رحاب هذا الفن الدقيق (...)
ذات ظهيرة من تشرين الأول (أكتوبر) 1974، التقيتُ صدفةً بعبد القادر الشاوي في شارع 11 يناير في المدينة الجديدة في الدار البيضاء. كنا أصحاباً مذ جمعتنا كلية الآداب (فاس) في منتصف الستينات، صحبة لم تتوثق إذذاك بسبب تباين الميول السياسية لكلينا في ذلك (...)
عهِدنا نحن قرّاء الرواية العربية وكتّابها في القرن العشرين، وإلى وقت قريب، أن نطالع الرواية بوصفها تنقل لنا، إضافةً إلى حكايتها الخاصة، الصورة التي يرسمها كاتبها عن حالة اجتماعية، من خلال- وفي قلب- بؤرة أزمة فردية، إما خصوصية، أو نمطية، وفق درجة وعي (...)
بعدما وضعت جائزة بوكر أوزارها أخيراً، بات من الممكن الحديث عن الرواية العربية، في عامنا هذا، بمنأى عن ضغط التوقع وصهيل الجياد وخبَبها في حلبة سباق محموم، ذاك الذي كثيراً ما يُبخس نصوصاً شتى حقها، أو تذهب هباءً كاملة.
وكذلك، مع الفارق طبعاً، هي الحرب (...)
شاركت سنة 1996 في لجنة تحكيم لاتحاد كتاب المغرب، لاختيار أفضل نص روائي وقصصي ضمن الجائزة السنوية التي تنظمها هذه الهيئة من أجل تشجيع الكتّاب الناشئين. شاء الحظ أن يقع بين يدي نص ليس له نظير، طرزاً وموضوعاً. نص لناشئ وُلد ناضجاً، من مدينة في الأطراف (...)
منذ أن أصدر جيرار جنيت كتابه «Palimpsete» (لوسوي، 1982) صار معترفاً بالنص الذي يتأسس ويُبنى على هيئة أو من روح أو برؤية عمل سابق عليه، هو طرسه، وبالطبع لا يستنسخه أو ينتحله. ويتبلور هذا النهج بوسائط مختلفة هي التي حددتها مدرسة السردية الفرنسية (...)