اليوم كانت الأجراس تستعد للعمل و إصدار رنينها بقدوم 12/12/2012 كإعلان ختامي لعالمنا و قدوم نهاية العالم كما تنبأت حضارة المايا في تقويمها الخاص و لكن أتى يوم 12/12/2012 دون أن يشهد إتمام نغمات أجراس ذلك اليوم الذي يعلن عن نهاية العالم لتستمر الحياة على عالمنا بيابسه و بحاره و محيطاته إلى أن يشاء الله رب العالمين في قدوم الساعة . العراف الفرنسي نوسترادموس يأتي هذا التنبؤ من خلال حضارة المايا تلك الحضارة المنتسبة لأمريكا اللاتينية حيث تعد من أعظم الحضارات التي عاشت في المنطقة و التي شملت وسط المكسيك جنوبًا باتجاه جواتيمالا ، بيليز ، السلفادور ، هوندوراس و نيكاراجوا حتى كوستاريكا و تعد تلك الحضارة من أكثر الحضارات تنظيمًا حيث كان مجتمع المايا أول من طور أول لغة مكتوبة في العالم و وصولوا إلى مستوى علمي متقدم و أقاموا مبان و معالم ثقافية كبيرة إلى جانب تأسيسهم للأهرامات و من أشهر هذه الأهرامات هرم (إيتسا نيتزا) المتواجد بالمكسيك حاليًا و هو هرم مخصص للمذابح حسب التقاليد الدينية و الاجتماعية للمايا و هناك العديد من المؤرخين شبهوا حضارة المايا بالحضارة المصرية القديمة. وضع شعب المايا تقويمين و الذي سمي Mayan Calendar فالأول للإستخدام المدني و الثاني للإستخدام الديني و قاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على إمتداد مئات السنين لاعتقادهم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل. أهرامات إيتزا نيتزا بالمكسيك تبعًا لحضارة المايا تعاملت كل الحضارات مع الزمن باعتباره تطورًا خطيًا مستمرًا بينما نظرت حضارة المايا للزمن على أنه عبارة عن دوائر كنايةً على أن الزمن يعيد نفسه ، لذا فمن أحداث الماضي التي وقعت بالفعل يمكن التنبؤ بأحداث المستقبل و تأكد هذا المعتقد لدى المايا بتدعيم تلك الحقائق الفلكية بالتلاحم مع العلوم الآخرى للتنبؤ بأحداث المستقبل. ما يجذب الانتباه لهذا التقويم هو إدعاء المايا بأن نهاية العالم في 12/12/2012 و لكن جاء منقوش جداري يُنسب للمايا بعنوان (جدارية تعداد مايا الطويل) تنبأ بأن نهاية العالم في 21/12/2012 أو 23/12/2012 بناءً على إيمانهم بأن البشر يُخلقون و يُفنون في دورات تزيد قليلاً عن خمسة آلاف عام أي تصل إلى 5126 سنة و بما أن ظهور أول سلالة كان في عام 3114 ق.م (حسب إعتقادهم) ستكون نهاية دورتهم في عام 2012 تحديدًا يوم 21 ديسمبر و هو الرأي الذي يرجحه علماء الفلك أكثر من يوم 12/12/2012. الجدير بالذكر أن هناك العديد من الحضارات و الكتب الدينية ما بين السماوية و الوضعية كتنبؤات العراف الفرنسي (نستراداموس) الذي قال أن نهاية العالم في عام 1999 و هناك مصادر أخرى تقول أنه تنبأ بنهاية العالم عام 2012 كتنبؤ المايا و لكن هناك مصادر أخرى أكثر ترجيحًا ذكرت أنه تنبأ بنهاية العالم في عام 3700 م و هذا العراف ينتمي للعصور الوسطى (1503 – 1566) و تنبأ بنفس التاريخ كتاب (التغيير الصيني) أو (I Ching) بأن نهاية العالم يوم 21/12/2012 و يشارك الصينيين في تنبؤهم أيضًا علماء الهندوس و البوذيين الذين يسمون يوم القيامة باسم (المابو). 2012 ورد في التوراة ما ورد في المايا بأن نهاية العالم في 2012 و هذا ما إستغله اللوبي الصهيوني في دعاياه الإعلامية و السينمائية و ذلك بإنتاج فيلم يحمل اسم (2012) يتنبأ بأن نهاية العالم في هذا العام لكي يلهي أنظار العالم عن التركيز على القضية الفلسطينية و للتشكيك في الإسلام حيث يؤكد الإسلام على أن الساعة ستقوم بعد أن يحرر المسجد الأقصى و هذا ما أدى إلى تخوف اليهود من اقتراب ذلك اليوم و هذا ما كانت تشحنه جولدا مائير في نفوس الإسرائيليين بأن إذا قامت قيامة العرب و المسلمين على إسرائيل فستكون النهاية و من هنا جاء اللوبي الصهيوني إعلاميًا و سينمائيًا يحاول تشويه تلك الحقائق حفاظًا على دولتهم المزعومة و تواجدهم المفروض على العالم بإدعاء وجود نصوصًا تشير باقتراب نهاية الوجود في التوراة و التلمود و ذكرها على جدار هيكل سليمان علاوة على تنبؤ بعض قساوسة النصارى تنبؤا بقدوم نهاية العالم عام 2012 من خلال (معركة هرمجدون) المعروفة لدى الإسلام بقيام الساعة حيث معركة بين قوى الخير و قوى الشر. نهاية العالم بعد كل هذه الإطلالة البسيطة على موضوع (نهاية العالم في 12/12/2012) و الذي لم ينتهي في يومنا هذا كناية على (كذب المنجمون و لو صدفوا) أو (ولو صدقوا) و مصداقًا لقوله تعالى في سورة (لقمان): بسم الله الرحمن الرحيم (إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) صدق الله العظيم