شهدت مكتبة الإسكندرية أمس محاضرة بعنوان "القفزات التكنولوجية في إفريقيا: إصلاح السياسات في عصر الحراك السياسي"، ألقاها الدكتور كاليستوس جوما؛ أستاذ التنمية الدولية في جامعة هارفارد، وذلك على هامش اجتماع هيئة الإتحاد الإفريقي العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية يومي 8 و9 أغسطس الجاري. وقال الدكتور كاليستوس جوما إن العلوم والتكنولوجيا يمكن أن تساهم في حل عدد كبير من التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، مبينًا أن هناك عدد كبير من القفزات التي شهدتها القارة في مجال التكنولوجيا، والتي ساهمت في التغلب على عدد من المشكلات. وأكد أن المعرفة التكنولوجية تنمو بشكل أسي وليس خطي، حيث إن الأجيال الجديدة ترث عن الأجيال التي سبقتها كم معرفي أكبر من التي ورثتها الأخيرة عن التي قبلها. وأوضح ذلك بالتأكيد على أن الصين على سبيل المثال تمكنت من تحقيق تقدم هائل في وقت قصير، لأنها ورثت المعرفة من اليابان وغيرها من الدول بشكل أسرع من استفادة اليابان من معرفة الدول التي سبقتها في التقدم والنمو. وشدد على أنه استنادًا على هذا المنطق، فإن الدول الإفريقية يمكنها أن تحقق نمو كبير بشكل أسرع من الصين، لافتًا إلى وجود مؤشرات تدل على قابلية تحقيق ذلك. وأكد على أهمية قيام الدول الإفريقية ببناء قدراتها في مجال الهندسة والحاسبات، مبينًا أن الصين انتبهت لهذا الأمر وقامت بالاستثمار في مدارس وأكاديميات الهندسة، بالإضافة إلى تدريب عدد كبير من المهندسين. وأضاف أن نمو القارة الإفريقية يرتبط بالقدرة على تحويل المعرفة التكنولوجية إلى التجارة والاستثمار، والقدرة على إنشاء أسواق كبيرة وهيئات للتجارة الإقليمية، والتأكد من استعداد رؤساء الدول والقادة للتعاون مع بعضهم البعض في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأن يهتم القادة بتطوير العلوم والتكنولوجيا في بلادهم. وأشار إلى أن إثيوبيا على سبيل المثال تعد من الدول التي بدأت في تحقيق نمو سريع في الاستثمار في البنى التحتية. وأضاف أن هناك استثمارات بقيمة حوالي 12 بليون دولار في مجال التكنولوجيا والانترنت في القارة الإفريقية، وتأتي 75% من هذه الاستمارات من داخل إفريقيا. يذكر أن اجتماع هيئة الإتحاد الإفريقي العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية هو الأول منذ أن أسس الإتحاد الإفريقي الهيئة بهدف مراجعة خطة العمل الإفريقية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا، والتي اعتمدها المؤتمر الوزاري الإفريقي الثاني بشأن العلوم والتكنولوجيا في سبتمبر 2005. وتضم هيئة الإتحاد الإفريقي العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ثمانية أعضاء من العلماء البارزين والخبراء من مختلف الدول الإفريقية. ويترأس الهيئة كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور كاليستوس جوما. جدير بالذكر أن خطة العمل الإفريقية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا تهدف إلى تطوير واستخدام العلوم والتكنولوجيا من أجل التحويل الاجتماعي الاقتصادي للقارة ودمجها في الاقتصاد العالمي. ومن المقرر أن يتم عرض تقرير اجتماع الهيئة حول مراجعة خطة العمل الإفريقية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا خلال المؤتمر الوزاري الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا في دورته المقبلة، وذلك في نوفمبر 2012 في الكونغو.