أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي طالب أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بالوقف الفوري للعنف في سوريا وفك الحصار عن المدن والأحياء السكانية ٬ واطلاق سراح المعتقلين، وانهاء حمامات الدم الحالية، واتخاذ إجراءات لحماية المدنيين السوريين ولمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة ضد الشعب السورى، مضيفا: "لا اتصور ان هناك اي خيار سوي تحمل مجلس الامن لمسؤولياته واصدار قرار ملزم لالزام الحكومة السورية بوقف اعمال العنف والقتل وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخطة كوفي أنان". جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية الثانية بأديس أبابا حيث ناقش الأمين العام عدة قضايا عربية وإفريقية. افتتح الأمين العام الجلسة بتقديم التحية لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي د. جون بينج على أدائه المتميز فى تعزيز دور الاتحاد الافريقى فى التعامل مع تحديات القارة في مجالات السلم والأمن والتنمية ٬ وفى دعم علاقات التعاون بين افريقيا والمجتمع الدولى. كما أشار العربي إلى نجاح القمة الافريقية العربية فى اكتوبر 2010 فى وضع استراتيجية للشراكة وخطط عمل لها، غير ان التنفيذ الفعلى لم يرق بعد الى طموحات وآمال الشعوب الافريقية والعربية. وذكر د. نبيل العربي أن السودان وجنوب السودان بموقعهما الجغرافى ومكوناتهما الاثنية والمجتمعية والقومية يشكلان مركزاً هاماً من مراكز التقاء العالمين العربى والافريقى، وأن اى لغة غير لغة السلام بين الاشقاء السودانيين هى لغة غير حكيمة. كما تطرق الأمين العام خلال حديثه عن انهيار الوضع الانساني بسبب المجاعة والجفاف وغياب الحكومة المركزية في الصومال، ودعا المجتمع الدولى إلى تقديم كل اشكال الدعم السياسى والفنى والمالى للجهود الصادقة التى تبذلها حكومة الرئيس شيخ شريف شيخ احمد لانهاء المرحلة الانتقالية فى اغسطس القادم وتمهيد الطريق لمصالحة وطنية تسمح ببناء مؤسسات دائمة للدولة الصومالية. وعن القضية الفلسطينية، قال د.نبيل العربي: "لا يقبل عقل متحضر أن نكون على أعتاب العقد الثاني من الألفية الثالثة ومازال فى عالمنا قوة قائمة على الاحتلال تضرب بالاتفاقيات والقرارات الدولية عرض الحائط، كما لا يعقل التوصل الى سلام شامل و دائم يقوم على حل انشاء الدولتين دولة فلسطين وعاصمتها القدس ودولة اسرائيل دون الشروع والتنفيذ الدقيق القرارات الدولية المؤدية لهذا السلام"، وأضاف ان ما يطلق عليه " مسيرة السلام " فى الشرق الاوسط لم تفرز سلاماً بل افرزت مسيرة ثم حتى هذه المسيرة توقفت بسبب ممارسات اسرائيل غير القانونية فى الاراضى المحتلة ... من تصعيد لسياسة الاستيطان .. وبناء جدار العزل العنصرى .. وتهويد مدينة القدس .. وتدمير البيوت .. ونشر الحواجز العسكرية.. وغيرها. كما أوضح الأمين العام أن الجامعة العربية تتطلع الى دعم ومساندة دول الاتحاد الافريقى فى الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة اذا قررت السلطة الفلسطينية طلب الحصول على عضوية الاممالمتحدة بصفة مراقب تمهيداً لنيل العضوية الكاملة. كما ذكر د. نبيل العربي أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قد تعدى العشرة الاف أسيراً، لذا فهو يناشد افريقيا للوقوف الى جوار الجهود المبذولة فلسطينياً وعربياً لضمان اتخاذ مجلس الامن قرارًا يلزم إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة والتوقيع على بروتوكولاتها الاضافية الخاصة بفتح سجون الاحتلال الاسرائيلي ومعتقلاته أمام اللجان الدولية المختصة بمراقبة تحقيق المعاملة الانسانية للاسرى والمعتقلين داخل هذه السجون٬ وكذلك تشكيل لجنة تقصى حقائق للوقوف على مدى تطبيق القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانسانى على الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي٬ وعقد اجتماع للدول الاطراف في اتفاقية جنيف الرابعة والاتفاقية الثالثة الخاصة بمعاملة أسرى الحرب ٬ استنادا الى قرار الجمعية العامة فى هذا الشأن. وعلى صعيد متصل دعا د. نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية إلى ضرورة لتحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي كأساس ضرورى لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووى مؤكدا أنه لن يزول هذا التهديد الا بانضمام اسرائيل للمعاهدة ووضع قدراتها النووية تحت الاشراف الدولى. واختتم العربي حديثه مؤكدا ان العمل العربي الأفريقى المشترك حقيقة ثابتة يجب ترسيخها مؤسسياً ٬ انطلاقاً من تاريخ افريقيا والعالم العربي المشترك ومصالحهما، وبدون هذا التعاون المؤسسى، فسوف تضار قضايانا سياسية كانت أم تنموية.