بدأت الجمعية الاتحادية اجراءات انتخاب رئيس دولة ألمانيا الاتحادية الجديد منخلال فتح صناديق التصويت ، وسط حضور المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس البرلمان ووزراء الحكومة وأعضاء البرلمان وقد سمح للجمهور بمشاهدة التصويت على اختيار الرئيس من خلال أماكن محددة خصصت لهم في البرلمان . ويملك اتحاد الأحزاب المسيحية بزعامة ميركل وحليفه الليبرالي والحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر أكثرية مريحة تسمح بانتخاب جاوك بعد تنحي كريستيان وولف يوم الجمعة الماضي بعد شبهات بإساءة الأمانة. وتعد الجمعية الاتحادية أكبر جمعية برلمانية في البلاد وتضم إضافة إلى نواب البرلمان الاتحادي مفوضين ترشحهم برلمانات الولايات الاتحادية الستة عشر بالاضافة الى سياسيين وبعض المشاهير . والجمعية الاتحادية لاتتكون من السياسيين فقط ، بل إن الكتل البرلمانية التابعة لبرلمانات الولايات لها الحق في ترشيح بعض الشخصيات المشهورة التي لها تأثير داخل المجتمع الألماني. فمنذ أن حظي الرئيس الألماني السابق فيلي براندت في بداية السبعينات بدعم الأديب الألماني الحائز على جائزة نوبل غونتر غراس أصبح تقليدا راسخا أن ترشح الأحزاب السياسية الألمانية بعض المشاهير من الفنانين والممثلين وغيرهم وهذا ما ينطبق أيضا على التشكيلة الحالية للجمعية الاتحادية. ففرع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية بافاريا، رشح ، على سبيل المثال الممثلة الشهيرة سينتا بيرغر وهذه الأخيرة التي مازالت تحصد الجوائز العالمية المرموقة، مقابل مشاركتها في أعمال فنية في نهاية الستينات وبداية السبعينات إلى جانب بعض نجوم السينما الأمريكية، مثل كيرك دوغلاس، وجون وين، ويول برانر،وفلرانك سيناترا، ومعروف على بيرغر ميلها السياسي للحزب الديمقراطي الاشتراكي. وفي المقابل أوفد الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية شمال الراين ويستيفاليا (أكبر الولايات الألمانية) للجمعية الاتحادية، الناشطة الحقوقية والمدافعة عن حقوق المرأة أليس شفارتسر ، وقد لاقت هذه الخطوة المفاجئة انتقادات لاذعة من طرف أعضاء الحزب المحافظين، فيما فسرها البعض كإشارة على تحديث آليات الحزب المحافظ وتدافع أليس شفارتسر عن حق المرأة في الإجهاض ويرجع لها الفضل في تغيير بنود قانون الزواج في العام 1976، إذ كان على المرأة قبل هذا التاريخ ، أن تأخذ الإذن من زوجها، إذا ما أرادت أن تعمل في وظيفة ما خارج البيت وعبرت أليس شفارتسر عن سرورها بهذا التكليف، الذي لم يمنحه لها لحد الآن، لا الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولا الحزب الليبرالي الديمقراطي ، ولا حتى حزب الخضر ذو التوجه التقدمي . وإضافة إلى أليس شفارتسر ، يمثل حزب المستشارة أنجيلا ميركل في الجمعية الاتحادية مقدم البرامج التلفزيونية فرانك إلستنر والمدرب الحالي لفريق هيرتا برلين أوتو ريهاغل ، وإلستنر كان وراء تأسيس أحد أنجح وأكثر البرامج التليفزيونية إثارة في أوروبا ، أما أوتو ريهاجل ، فيعتبر أحد أبرز الوجوه الرياضية في ألمانيا، وسبق له أن فاز بكأس الأمم الأوروبية في العام 2004، عندما كان مدربا لليونان. من جانبه، قرر حزب الخضر إيفاد المخرج السينمائي سونكه فورتمان إلى الجمعية الاتحادية ، وسونكه أخرج في السنوات الأخيرة أفلاما لقيت متابعة ملايين الجماهير في ألمانيا. وإلى جانب المشاهير هناك شخصيات أخرى لا يعرف عنها الشيء الكثير لكن الأحزاب الألمانية، اختارتها بعناية لتدلي بصوتها في اختيار الرئيس الاتحادي المقبل كمثال على ذلك، مولودة غينش التي نجت من حادث وحشي في مدينة زولينغن بعد أن أضرم بعض المتعصبين المنتمين لليمين المتطرف النار في منزل عائلتها خلال هذا الحادث فقدت غينش اثنين من ابنتيها وحفيدتين إضافة إلى ابنتي أخيها. هذا ومن المفترض أن يثلج حضور غينش ضمن الجمعية الاتحادية صدر المرشح الأوفر حظا للفوز بمنصب الرئاسة يواخيم جاوك . جدير بالذكر أن يواخيم جاوك (72 عاما) هو قسيس وناشط حقوقي سابق في الجمهورية الديمقراطية الألمانية السابقة (ألمانياالشرقية) والذي يحظى بتأييد المستشارة الالمانية وعدد كبير من أعضاء الأحزاب الألمانية.