محمود عبد الرحيم صدر للزميل الصحفي المصري محمود عبد الرحيم كتاب جديد" عام في ميدان الثورة.. وجوه وصراعات وأقنعة"، الذي يشارك به حاليا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إلى جانب كتابه "السينما العشق والتأويل" الصادر مؤخرا. والكتاب الصادر قبل أيام عن "مكتبة جزيرة الورد" يسجل شهادة الكاتب والناشط السياسي محمود عبد الرحيم على عام من الثورة من واقع تجربته الذاتية، علاوة على توثيق أدوار من شاركوا بفعالية في الثورة من أناس بسطاء تم تهميشهم لصالح تسليط الاضواء على سماسرة الثورة والانتهازيين الذين سعى الكاتب لينزع عنهم أقنعة البطولة الزائفة، إلى جانب إظهار حقيقة دور المجلس العسكري وجماعة الاخوان لاحتواء الثورة، وتحويلها لحركة اصلاحية محدودة الأثر والتأثير بدعم أمريكي، دون تغيير ميراث مبارك ولا بنية النظام القديم. وفي الكتاب أيضا توثيق لتجربة تأسيس عبد الرحيم للجنة الشعبية للدستور المصري وميلاد"دستور الثورة" وما واكبه من صراعات وتحديات، بالاضافة الى مقالاته التى ترصد وتحلل مجمل الاحداث التى مرت بالثورة خلال عام. وينقسم الكتاب من القطع المتوسط إلى جزئين الأول ويحمل عنوان" مشاهد من ذاكرة ثورية"، والجزء الثاني بعنوان"مقالات بروح ثورية"، واستهله الكاتب باهداء وجهه"إلى أرواح شهداء الثورة، ومصابيها، وكل من ساندها، ولم يكفر بها، وأعتبر إكمال مسيرتها واجبا وطنيا واخلاقيا، من أجل قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وبناء "مصر الجديدة" المنتمية للشعوب، لا للحكام." من جانبه قال عبد الرحيم في مقدمة الكتاب" إن ميلاد هذا الكتاب بدأ خلال جمعة"استرداد الكرامة"، حيث كنا نقترب من نهاية العام الأول للثورة، ولم نلمس شيئا من أهدافها، وأنما عودة إلى آليات القمع وفرض الأمر الواقع السلطوي بالقوة، بالترافق مع بروز الانتهازية السياسية المدمرة لكل الطموحات الثورية، والتحالف الرباعي (العسكري- الديني- الأمريكي- السعودي). وخشيت أن نفقد مع الوقت حتى ذاكرة الثورة، وسط حالة التشويه الممنهج لها، المترافق مع إدعاءات للبعض تسير بإتجاه ما اسميته ب"تزييف استباقي لتاريخ الثورة"، باصطناع أدوار وبطولات لم يكن لها وجود على الأرض، أو محاولة نفى حقيقة "شعبية" الثورة وعفويتها، وأن ثمة غيابا لقيادة أو تنظيم يقف وراءها في أي من مراحلها، ما أنجحها في البداية لصعوبة السيطرة والإحتواء للملايين الرافضة، وما أصابها، كذلك، بالإرتباك والنكسات فيما بعد، لإفتقاد قوى منظمة تستلم السلطة، وتفرض إرادتها الثورية، وتهدم بنية النظام الفاسد المستبد السابق الذي ثرنا عليه، بغية بناء نظام أفضل ينحى نحو الديمقراطية والعدالة والاستقلالية ودولة المواطنة والقانون. واضاف قائلا""ومن ثم عمدت إلى دعوة من شاركوا بفعالية في الثورة، خاصة من الكتاب إلى الإسراع بتدوين تجاربهم، وقمت أنا بدوري في تسجيل تجربتي مع الثورة، والأحداث التى كنت شريكا فيها أو شاهدا عليها خلال مسيرة عام كامل، مع التركيز على البعد الإنساني للتجربة التى يتماهى فيها الخاص بالعام، وذلك عبر مشاهد مكثفة لها دلالاتها المتعددة، التى تكشف، بدرجة ما، معالم المرحلة من المنظور الذاتي، وتُسقط الأقنعة عن وجوه عديدة، وصراعات بدأت، ولم تنته بعد. وحرصت، أيضا، هنا على توثيق تجربة تأسيسي ل"اللجنة الشعبية للدستور"، وما صادفها من عثرات وتحديات حتى خروج"دستور الثورة" للنور، وما تلاه من معارك حامية الوطيس.