قال الرئيس الامريكي باراك أوباما اليوم ان الاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدة وروسيا مع مجلس الأمن الدولي بهدف القضاء على ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية يعد انتصارا هائلا. جاء ذلك في تصريح أدلى به أوباما لدى ظهوره مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بعد اجتماعهما في المكتب البيضاوي. وذكر أوباما ان بلاده قد سعت لهذا الاتفاق منذ فترة طويلة مشيرا الى أنه سيتم التصويت عليه في مجلس الأمن في أقرب وقت "اليوم أو في نهاية هذا الأسبوع أو يوم الاثنين" على أقصى تقدير. وأوضح أن الاتفاق سيكون "ملزما قانونا ومن شأنه أن يكون قابلا للتحقق والتنفيذ حيث ستكون هناك عواقب لعدم امتثال سوريا لهذا القرار وأعتقد انه انتصار هائل للمجتمع الدولي". وأكد أنه لم يكن من الممكن التوصل إلى هذا اتفاق لو لم تهدد الولاياتالمتحدة باتخاذ اجراءات ذات مصداقية في أعقاب المأساة المروعة التي وقعت يوم 21 اغسطس في سوريا حيث أسفر هجوم بالأسلحة الكيمياوية على مقتل أكثر من ألف شخص بينهم أكثر من 400 طفل. واضاف أوباما انه كان دائما يفضل حل المسألة السورية دبلوماسيا معربا عن تقديره لجهود "كل شركائنا الدوليين في العمل الصعب (الذي قاموا به) على مدى الأيام القليلة الماضية للتوصل إلى قرار لا يردع ويمنع استخدام الاسلحة الكيمياوية فحسب بل يذهب في الواقع أبعد ما يمكن أن يحققه أي عمل عسكري وهو إزالة واحد من أكبر المخزونات في العالم من هذه الاسلحة" في سوريا. وأشار الى أن القرار يتضمن تأييدا واضحا لما توصل اليه مؤتمر (جنيف 1) بخصوص التعامل مع الصراع في سوريا والحاجة لانتقال سياسي يمكن أن يحقق السلام ويسمح للملايين من الناس الذين نزحوا بالعودة إلى منازلهم ومحاولة إعادة بناء حياتهم والبلد الذي خربته الحرب الأهلية. وتابع أوباما "لذلك نحن متفائلون جدا بشأن آفاق ما يمكن تحقيقه لكن من الواضح أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وأعتقد بحق أن هناك قلق حول ما إيفاء سوريا بالتزاماتها وهناك مخاوف مشروعة بشأن كيفية نقل الاسلحة الكيمياوية تقنيا خارج سوريا بينما لا يزال هناك قتال يجري على الارض". غير أن الرئيس الأمريكي اعتبر رغم ذلك أن الاتفاق يمثل خطوة هامة إلى الأمام مضيفا أن القرار يؤكد أنه بامكان المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات جدية وفقا للمعايير الدولية واللحفاظ على الأمن العالمي بما في ذلك أمن الموجودين في المنطقة والشعب السوري. وحول اجتماعه برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أوضح أوباما أنه اتفق مع ضيفه أن لديهما مصلحة مشتركة في التأكد من أن أفغانستان لا تزال في طريقها إلى بلد ديمقراطي سلمي بالإضافة الى خفض التوتر في باكستان. وأشار أوباما إلى أن الولاياتالمتحدة والهند قد حققتا "تقدما هائلا" بشأن مسألة الطاقة النووية المدنية "وقد تمكنا في الأيام القليلة الماضية من التوصل إلى اتفاق تجاري هو الأول بين شركة أمريكية والهند على الطاقة النووية المدنية". من جانبه قال سينغ إنه قد شرح لأوباما الصعوبات التي تواجهها الهند بسبب وجود وتركيز الإرهابيين في باكستان معربا عن تطلعه الى الاجتماع المزمع مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف "على الرغم من أن التوقعات (حول نتائجه) قد خففت نظرا لأن الإرهاب لا يزال نشطا في منطقتنا" وفق تعبيره. وأكد رئيس الوزراء الهندي أن بلاده تسعى مع الولاياتالمتحدة الى استكشاف سبل التعاون في مجالات جديدة مثل مجال الطاقة وتكنولوجيا الفحم النظيف والمحافظة على البيئة وكذلك في الدفاع والأمن وجمع المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الإرهاب.