قال وزير عراقي اليوم إن إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل يعتبر من الخطوات الأساسية نحو أمن واستقرار المنطقة. وأعرب وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي عبدالكريم السامرائي أمام أعمال الدورة ال57 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد حاليا عن أسف بلاده لتأجيل مؤتمر خاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط كان من المقرر عقده في هلسنكي أواخر العام الماضي. كما أعرب عن اعتقاده بضرورة مواصلة الجهود لإنجاح عقد المؤتمر لما له من انعكاسات ايجابية على المستويين السياسي والأمني لهذه المنطقة الحساسة من العالم. وأكد أن تطوير البرامج السلمية لجميع الدول حق غير قابل للتصرف لما يمثله هذا الحق من تطوير برامج التنمية الوطنية وخاصة للدول النامية دون معوقات أو احتكار من قبل احد أو فرض شروط إلزامية تمس بمصالح الدول. وتطرق الوزير العراقي في كلمته إلى التعاون القائم بين بلاده والوكالة الذرية مشيرا إلى أن العراق يعمل منذ أكثر من خمسة أعوام مع خبراء الوكالة وعدد من خبراء الدول الصديقة وكذلك الاتحاد الأوروبي في مشروع تصفية المنشآت النووية المدمرة وإدارة النفايات المشعة الناتجة عنها. وأشار إلى أن هناك تقدما كبيرا في تنفيذ خطة التصفية التي أعدت مراحلها بالتعاون مع الوكالة رغم التحديات الكبيرة الناتجة عن كونها حالة فريدة من نوعها بسبب تعرض هذه المنشآت للتدمير خلال العمليات العسكرية عام 1991 . ولفت السامرائي إلى انه تم خلال السنوات الماضية تصفية عدد من المنشآت والمنظومات التي تقع ضمن (مجمع التويثة) النووي وخارجه كما يجري العمل حاليا على وضع خطط تفصيلية لتصفية المرافق الأخرى حسب الأولويات المتفق عليها. كما تناول جملة المتغيرات والأحداث على الصعدين الدولي والإقليمي وخاصة ما يدور في منطقة الشرق الأوسط مشيرا في هذا الخصوص إلى أن العراق يشاطر المجتمع الدولي بأن الإرهاب يمثل احد اكبر واخطر التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين وأن تعزيز تدابير الأمن النووي من الوسائل الضرورية للحيلولة دون وصول المواد النووية و المواد المشعة إلى أيدي الإرهابيين. وفي هذا الإطار قال الوزير العراقي ان بغداد تدعم بشكل كامل قرار مجلس الأمن رقم 1540 بهدف منع وصول المواد والمعدات للأطراف غير الحكومية وتوسيع نطاق التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب. وأعرب السامرائي في ختام كلمته عن أمله بأن يخرج المؤتمر السنوي العام للوكالة الذي سيختتم أعماله مساء غد بنتائج ايجابية من شأنها تعزيز التعاون بين الدول فيما يتعلق بالاستخدام الأمثل للتكنولوجيا النووية لخدمة المجتمع الإنساني.