قبل أن تصل إلى الحوطة عاصمة محافظة لحج اليمنية، يستوقفك مشهد بائعي المانغو الذين يتنافسون في بيع بضاعتهم التي يعرضونها بجوار الطريق الذي يربط المدينة بباقي مناطق البلاد. ودائماً عندما يُذكر المانغو باليمن تُذكر لحج، وعندما تُذكر لحج يُذكر المانغو، وكأنهما صنوان لا ينفصلان، إذ تعد لحج هي الموطن الأول لزراعة المانغو باليمن، وعلى الرغم من أنها تأتي في المرتبة الرابعة بين المحافظات اليمنية في إنتاج المانغو بعد الحديدة وحجة وتعز، إلا أن اسم المانغو ارتبط دوماً بها. ويؤكد عبده صالح عكيش -أحد مزارعي المانغو بلحج- أن أبرز ما يميز مانغو لحج هو المذاق الحلو والرائحة الزكية، إضافة إلى أنه كان ينضج طبيعياً في أغلب الأحيان. وأوضح عكيش للجزيرة نت أن هناك طريقتين لزراعة المانغو، الأولى عن طريق البذور ولكنها قد تطول، والثانية عن طريق التلقيح، حيث يتم عمل شتلة من فرع إحدى الأشجار ثم يتم إلصاقها بفرع شجرة مثمرة لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، بعدها يتم فصها وغرسها في الأرض بشكل دائم، وتبقى لتنمو طبيعياً وتبدأ بإنتاج الثمار بعد سنتين أو ثلاث سنوات. وأشار عكيش إلى أن أفضل طريقة لإنضاج الثمار هي إبقاؤها على الأشجار حتى تنضج، غير أن غالبية المزارعين يقطفونها قبل نضجها، بل إن البعض يستخدم مواد كيمياوية للإنضاج كمادة الكاربون، غير أن المانغو الناضج طبيعياً له رائحة زكية ومذاق أحلى من المنضج باستخدام الكاربون. وبين عكيش أن أبرز الصعوبات التي تواجه مزارعي المانغو هي شح المياه وعدم اهتمام الدولة بزراعة المانغو الذي يعد من أبرز الفواكه الربحية في البلاد.