قالت صحيفة نيويورك تايمز أنه بعد مرور عام على أول انتخابات رئاسية حرة فى مصر، فشلت صناديق الاقتراع فى الوفاء بوعدها فى تحقيق شرعية غير مشكوك فيها أو عملية سياسية غير عنيفة. فطيلة أكثر من عامين من أزمات ما بعد الثورة، لم نشهد مثل التوتر الحالى فى الشارع المصرى. وبينما أشارت الصحيفة إلى تسلح الآلاف من أنصار مرسى المعتصمين فى إشارة "رابعة العدوية" استعدادا لمعركة الدفاع عن حليفهم، فإن تلك الصراعات المكبوتة منذ فترة طويلة بشأن قضية الهوية الوطنية أو المصالح الراسخة، تهدد بتمزيق التماسك الوطنى الذى كان سمة لانتفاضة يناير 2011. وأضافت أن الصراع هو بداية التحدى لشعور تاريخى للأمة التى تجنبت طويلا الاضطرابات التى شهدتها دول الجوار. ويقف إسلام لطفى، القيادى الشاب المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، حائرا دون الانضمام لأى من الجانبين، إذ يرى أن الحزب الحاكم تحول إلى حفنه من الخاسرين، فى حين تضم المعارضة حاليا عناصر من النظام السابق. وتشير الصحيفة إلى الخلاف داخل حكومة مرسى التى لا يزال الإخوان يكافحون من أجل السيطرة عليها. وعلى سبيل المثال فإن وزارة الداخلية، تشهد تمردا بين صفوف جهاز الشرطة ضد حكم الإخوان المسلمين الذين كانوا يوميا معتقلون فى قضايا مختلفة. وقد رفض العديد من الضباط تأمين مقار الجماعة يوم 30 يونيه. وتتابع الصحيفة الأمريكية بأنه يبدو على نحو واضح رفض جنرالات الجيش، دعم مرسى وجماعته، وقد أصدرت المؤسسة العسكرية بيانا الأسبوع الماضى يدعو القوى السياسية للتوافق، محذرا من تدخله لحماية الأمة إذا لزم الأمر. وأضافت الصحيفة إن الاعتداء على مسلمين شيعة فى مصر، الأسبوع الماضى، أظهر الطائفية الخبيثة التى كانت مقموعة فى ظل حكم طغاة ما قبل الربيع العربى. وذكرت بأن هذه الطائفية تهدد مصر الآن وجزء كبير من العالم العربى. فتجاهل الطائفية من قبل القادة المنتخبين حديثا، الذين إما أنهم استغلوا العداوات التاريخية أو رفضوا معالجتها بصورة بناءة، يدفع الانقسامات بين السنة والشيعة أو بين المسلمين وغيرهم مثل المسيحيين، لتكون أكثر سوءا وبذلك يضمنون استمرار الاضطرابات الإقليمية. وتابعت أن الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، فشلوا فى توحيد المصريين سواء سنة أو شيعة أو مسيحيين، حول أجندة وسطية. وبدلا من ذلك، فإنهم ذهبوا لتوطيد علاقاتهم مع السلفيين المتشددين بينما اتهموا المعارضة الليبرالية والعلمانية بأنهم "أعداء مصر" وحاولوا شيطنة الشيعة والأقباط. وجاء اعتداء، الأحد الماضى، بعد أشهر من خطب الكراهية ضد الشيعة، وأسبوع من ظهور مرسى، وسط حشد من أنصاره ومجموعة من الدعاة المتشددين، الذين وصفوا الشيعة فى حضور الرئيس الإسلامى، بعبارات معادية. وأكدن نيويورك تايمز أن المساواة فى الحقوق بين المواطنين وحرية الدين هى جزء لا يتجزأ من ميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان. وعلى نطاق أوسع، فإنها تتطلب الاعتراف بأن الانتخابات وحدها لا تنتج ديمقراطيات، فالحكومات التى ترعى الكراهية من المستحيل أن تجعل مجتمعاتها مستقرة. وأشارت الصحيفة إلى التوترات التى تشهدها مصر قبيل يوم من الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل مرسى وجماعة الإخوان المسلمين عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقد حذر الجيش من تدخله إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة. وتضيف الصحيفة أن الحرب الأهلية فى سوريا أشعلت التوترات فى مختلف بلدان المنطقة بين السنة والشيعة. حيث تورطت بلدان الخليج وإيران وحزب الله فى الصراع ليدافع كل طرف عن من ينتمى لعقيدته الدينية. لكن بغض النظر عما يحدث فى سوريا، فإن قادة المنطقة يحتاجون للتحرك سريعا من أجل وقف الطائفية. وهذا يعنى،، التزامهم بالمساواة فى الحقوق بين جميع المواطنين وضمان أن الشيعة والأقليات الأخرى يمكنهم ممارسة عباداتهم دون خوف.