أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن النهج الذي يتبعة الرئيس المصري مُحمد مرسي، تجاة المعارضة يتشابه إلى حدٍ كبيرمع نهج الرئيس المصري السابق مبارك، والذي كان يتعامل مع المعارضة بصفتها مدعومة من "أعداء الوطن"، بدلاً من التركيز على المشكلات الجوهرية للخلاف وتوفير الحلول المناسبة للخروج من الأزمة. وأوضحت الصحيفة أن مرسي يتبع هذا النهج مدعوماً من جماعة الإخوان المسلمين، التي لم تتفهم حتى الآن طبيعة تحولها من كونها جماعة "محظورة" إلى سلطة حاكمة للبلاد. مضيفةً أن إستقالة الرئيس لن تُمثل ضربة قاضية للديموقراطية الوليدة في مصر، فالعديد من الرؤساء ورؤساء الوزراء حول العالم يتقدمون بإستقالتهم، بل ويدعون إلى إنتخابات مبكرة في حال إستشعارهم بفقد الثقة في إدارتهم من جانب المواطنين. وتنبأت الصحيفة - في سياق الأحداث التي تشهدها مصر حالياً وما ستتكشف عنه الأيام المقبلة- فقد يرى الرئيس محمد مرسي أن تنحيه عن الحكم هو التصرف "الأنسب" و"الأكثر مسؤلية" لمصلحة البلاد. مشددةً على أن تحقيق مطالب الإطاحة بالرئيس، إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، تعيين حكومة تكنوقراط للمرحلة الإنتقالية، و تعديل الدستور، وغيرها من الإصلاحات والمطالب - التي تعلو موجة الثورة الثانية- مرهون بالسلوك الحكيم والمسئول لشتى قوى المعارضة، ولكن هذا السلوك تفتده المعارضة حتى اللحظة. وتسائلت الصحيفة حول إمكانية نجاح حملة تمرد في الأطاحة بمرسي، لافتةً إلى أنه لم يعد واضحاً كيفية التأسيس لسلطة مدنية مؤقتة في الوقت الراهن. لافتةً إلى أن القطاع الأكبر من المصريين لاتزال "إحتياجات المعيشة الأساسية" هي شاغله الأكبر في ظل تصاعد الازمة الإقتصادية، إرتفاع الأسعار، نقص الوقود، إنخفاض الإحتياطات الحكومية والإئتمانية وغيرها من المشاكل التي لا تملك إدارة الرئيس المصري أجوبةً وحلولاً لها تتمتع بالمصدقية. مشيرةً إلى أن هذه المشاكل تمثل التحدى الأكبر لمصر حالياً.