احتدمت المواجهات، الثلاثاء، بين قوات قوات مكافحة الشغب التركية، ومحتجين معتصمين في ساحة تقسيم بوسط مدينة اسطنبول بعد اقتحام وحدات أمنية للمنطقة التي تشهد احتجاجات متتالية منذ عدة أيام اتسع نطاقها لاحقاً إلى عدد من المدن التركية. واشتعلت النار بإحدى المركبات المدرعة التي كانت تشارك في رش المحتجين بمدافع المياه، عقب ما قد يبدو إلقاء قنبلة حارقة عليها من قبل المعتصمين. وغطت سحب الدخان الناجم عن إطلاق قوات الأمن بكثافة للغاز المسيل للدموع، منطقة المواجهات، ورد المعتصمون بقذف الحجارة والزجاجات الحارقة. وفي بث مباشر سابق من ساحة تقسيم فجر الثلاثاء، ظهرت مركبتان مدرعتان لقوات الشرطة وهما تطلقان من مدافعهما مياها باتجاه الساحة، كما لجأت قوات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع، وسط سماع أصوات فرقعات لم يتضح بعد إذا ما كانت طلقات نارية. وبدا المحتجون وهم يحتشدون مجدداً في الساحة بعد أن تفرقوا إثر اقتحام الساحة، وقال مراسل CNN من موقع الحدث، إن المحتجين ردوا بإطلاق الزجاجات الحارقة (المولوتوف) باتجاه المركبات المدرعة. ويأتي ذلك، بعد يومين من إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، من أنقره، الأحد، أن هناك "حدودا لصبره" على الاحتجاجات المستمرة منذ عدة أيام. ولفت أردوغان خلال خطابه إلى أن البعض يصف الاحتجاجات الجارية في بلاده بأنها "الربيع التركي"، تشبيهاً بالربيع العربي، مؤكدًا على أن الربيع التركي بدأ منذ عشر سنوات حينما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002.