استقبل فخامة رئيس الجمهورية التركية عبدالله جول في قصر ترابيا باسطنبول الجمعة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور الذي نقل له رسالة شفوية من جلالة الملك عبدالله الثاني تضمنت تحيات جلالته لفخامته بموفور الصحة والعافية وللشعب التركي مزيدا من التقدم والازدهار. وتضمنت رسالة جلالته الى فخامة الرئيس التركي التأكيد على الانطباع القوي الذي تركته زيارة جلالته الاخيرة الى تركيا وشكر جلالته على توجيهات الرئيس التركي بالاستجابة لتطلعات الاردن بعلاقات صادقة وعميقة بين البلدين. واكد رئيس الوزراء ان العلاقات الاردنية التركية علاقات تاريخية ومتميزة، لافتا الى ان السنتين الاخيرتين شهدتا ومنذ وقع البلدان الاتفاق الاستراتيجي بينهما مرحلة جديدة من العلاقات. ونوه النسور بهذا الصدد الى ان الصادرات الاردنية الى تركيا زادت في العام الماضي بنسبة 50 بالمائة عن العام الذي سبقه في حين زادت الصادرات التركية بنسبة 76 بالمائة على الرغم من انقطاع الطريق البري نتيجة الاحداث في سوريا. واستعرض رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره وزير التخطيط والتعاون الدولي وزير السياحة والاثار الدكتور ابراهيم سيف والسفير الاردني في تركيا أمجد العضايلة الاصلاحات الشاملة التي ينفذها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدا ان جلالته كان سباقا وبادر حتى قبل ما يعرف بالربيع العربي بالدعوة الى إصلاحات حقيقية من شأنها تعزيز الحياة السياسية والديمقراطية. كما استعرض النسور التحديات التي تفرضها الازمة السورية على الاردن خاصة التداعيات الانسانية المتمثلة باستقبال نحو 430 ألف لاجئ مسجلين فضلا عن نحو 600 ألف سوري متواجدين في المملكة قبل الازمة السورية، الامر الذي يشكل عبئا اضافيا على الاردن في شتى القطاعات. من جهته طلب فخامة الرئيس التركي نقل تحياته الى جلالة الملك عبدالله الثاني، معربا عن سعادته بالزيارة التي قام بها جلالته الى أنقرة أخيرا. ووصف المباحثات التي أجراها مع جلالته بالناجحة للغاية، مشيرا الى أن وزير الخارجية التركي يزور الاردن (اليوم) للبحث في عدد من القضايا التي تهم الجانبين. وقال الرئيس جول ان العلاقات الثنائية بين الاردن وتركيا لها ماض عريق حيث تتوافق سياساتنا فيما يتعلق بتوجه البلدين نحو العصرنة والحداثة، لافتا الى ان العلاقات الاقتصادية آخذة بالتطور خاصة بعد ان تم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. وأضاف: أدرك أن هناك حالة من عدم التوازن في الميزان التجاري بين البلدين والتي يمكن حلها عبر إفساح المجال لمزيد من الاستثمار للشركات التركية في الاردن، مؤكدا أنه دوما يحفز رجال الاعمال الاتراك للاستثمار في الدول الصديقة. ولفت فخامة الرئيس التركي الى أنه يتابع الجهود المبذولة في الاردن في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية. وأشار الى أن هناك العديد من القضايا التي يجب زيادة تعاون البلدين بشأنها ومنها الأزمة السورية، مؤكدا إدراكه لحجم التحديات التي تفرضها هذه الأزمة على الاردن «ويجب تقديم المساعدات له لتخفيف العبء عنه». إلى ذلك، شارك رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، في الاجتماع السنوي الثاني والعشرين لمجلس محافظي البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومنتدى الاعمال الذي عقد في اسطنبول اليوم برعاية رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورؤساء وزارات مصر وتونس ورؤساء وفود الدول الاعضاء في البنك. واكد رئيس الوزراء في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية ان هذا الاجتماع ينعقد في وقت بالغ الأهمية والدقة نتيجة لما تشهده المنطقة من تحولات جذرية عدة على مستوى بلداننا، إذ لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث في المنطقة من تطلع الشعوب الى الديمقراطية واشراكها في تحديد مستقبلها بعد سنوات من التهميش والاقصاء. واضاف رئيس الوزراء انه وبالرغم من أن هذه التحولات ساعدت على إحداث بعض التغييرات الايجابية التي ارتبطت بالتحول نحو الحكم الديمقراطي ومشاركة الشعوب في تحديد اولوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيداً عن الحكم الفردي، إلا أنه وفي نفس الوقت قد كان له بعض التداعيات السلبية الاقتصادية والامنية على المدى القصير، تمثلت بإحداث اختلالات واضحة في معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض مستوى الامن في بعض تلك البلدان الذي انعكس سلبا على مستوى حياة المواطنين وعلى مستوى الانتاجية، حيث نامل ان تكون تلك الانعكاسات السلبية مرحلية وليست دائمة. وقال رئيس الوزراء نحن مدركون أن ما زاد من حجم هذه التحديات هو ما تعانيه المنطقة من تداعيات سلبية للأزمة المالية العالمية وأزمة الغذاء والمشاكل المرتبطة بالأمن المائي والطاقة، ادت بمجملها الى انخفاض في معدلات النمو وزيادة نسب البطالة، الامر الذي يتطلب جهودا استثنائية لاحتواء التحديات التي تمر بها منطقتنا.