قام اليوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اليوم الأخير من زيارته لإسرائيل بزيارة (متحف المحرقة) أو (ياد فاشيم) الذي يحمل شعار (شهداء و أبطال الهولوكوست .. ذاكرة الدولة) واضعًا أكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لأحد ضحايا الهولكوست التي حدثت في الحرب العالمية الثانية في أوروبا الشرقية وقت هجوم هتلر على بلاد أوروبا الشرقية و إحراقه لليهود في بولندا على وجه التحديد عام 1942 في العاصمة وارسو حيث مات لمناحم بيجن أبوه و أخوه و أمه في تلك المحرقة و تلك المحرقة كانت نقطة التحول في قلب دفة الأمور على هتلر حينما قام اللوبي الصهيوني باللعب دعائيًا و إعلاميًا على تلك المأساة و التي شحذت عطف باقي الأطراف المشاركة بالحرب العالمية الثانية و التي جعلت اليهود يقومون بالقلب على ألمانيا النازية في ظل قيادة هتلر و جعلت اليهود يأخذون صف أمريكا و المملكة المتحدة في قلب أية النصر و تحويل قبلته من ألمانيا و إيطاليا إلى أمريكا و بريطانيا و فرنسا حتى نهاية الحرب عام 1945. تلك المحرقة أرتكبت من القوات النازية في (الجيتو اليهودي) أو (حارة اليهود) بوارسو في بولندا و التي أصبحت صرخة مدوية في جبين اليهود ظلت حتى الآن عالقة في اذهانهم ليقطعوا شوطًا كبيرًا في ضرورة التعجيل بإقامة وطن مستقل لليهود في أرض الميعاد حسب إدعائهم بفلسطين و ضرورة التعجيل بتنفيذ وعد بلفور لتحقيق هذا الهدف ، تسببت الهولوكوست في شرخ كبير لدى المواطن الإسرائيلي و الأحياء منهم خاصةً الذين حضروا تلك المحرقة لا زالوا يتذكرونها بالدموع الغزيرة مرددين أقاصيصها للأجيال الجديدة كرسالة ضرورية بالحفاظ على الوطن الذي تأسس منذ عام 1948 و الإستزادة من مساحته حتى لا تتكرر الملحمة المأساوية (الهولوكوست). (صور ضحايا الهولوكوست في متحف المحرقة (ياد فاشيم)) من أجل ترسيخ هذا المفهوم لدى الأجيال الجديدة في إسرائيل قام الكنيست الإسرائيلي بتمرير قانونًا برلمانيًا في أواخر الأربعينات و أوائل الخمسينات بتأسيس (متحف المحرقة) أو (ياد فاشيم) لتكون نقطة إنتباه دائمة تيقظ الأجيال فيما عاناه الأباء و الأجداد لتكوين الدولة و كيفية الحفاظ على ما ضحوا من أجله بدفع الثمن بأرواحهم و دمائهم ليتأسس المتحف عام 1953 و الذي يقع بجبل هرتزل غرب القدس و بجانبه قبر (أبو الصهيونية) (تيودور هرتزل) الذي دعا لضرورة وجود وطنًا لليهود لوضع حد من التشرذم لأكثر من 2000 سنة من خلال كتابه (الدولة اليهودية) و الذي تجسد فعليًا بمؤتمر (بازل) بسويسرا عام 1897 و لتكون تلك المنطقة قبلة التذكير و التنبيه للأجيال بما فعله الأجداد و الأباء ما بين زعماء و مواطنين عاديين. (الهولوكوست التي أرتكبت بوارسو عام 1942 من خلال ألمانيا النازية) هذا المتحف يمثل مركزًا للتوثيق و التذكير و الدراسات على نطاق عالمي يكشف كل ما هو جديد في تلك المحرقة و التي نبت جديدها عام 1960 بالقبض على الجنرال الألماني (إيخمان) بالأرجنتين من خلال عملية مخابراتية حيث كان متنكرًا في شخصية رجل أعمال أرجنتيني قاموا بدعوته للإحتفال بالذكرى الثانية عشر بتأسيس إسرائيل و أثناء نزوله بمطار بن جوريون (اللد) تم تخديره و القبض عليه ثم إفاقته و توجيه التهم له بمجازر الهولوكوست عام 1942 و تمت محاكمته على الهواء مباشرة بإسرائيل عام 1961 بحضور مترجمين من لغات مختلفة إلى جانب العبرية و شهادة شهود من نجوا من المحرقة و هم يبكون لتلك الذكريات إلى أن تم الحكم عليه بالإعدام و نفذ الحكم عام 1962 بشكل ثأري و كان مكان تنفيذ الإعدام ب(رام الله). (أدولف إيخمان أحد ركائز محرقة الهولوكوست من الجيش النازي الألماني) إن تأسيس هذا المتحف بمثابة دعوة تعليمية تثقيفية تنويهية إنتباهية للأجيال القادمة بمدى إنتمائهم لقضايا وطنهم و لتذوق ما ذاقه الأجداد و الأباء من مرارة ا إلى المستقر حتى و لو على الباطل لكن من يمتلك أدوات الإقناع و وسائله يستطيع كسب عطف الأخرين و هذا ما ينقصنا في عالمنا العربي فنحن أصحاب حق يضيع دومًا في الخلاف و السباب و المشاكل عكس اليهود الذين يختلفون مع بعضهم البعض و لكن حتى تتوحد المصلحة فلا بد من نسيان الخلاف للوصول إلى الهدف المرجو و زيارة أوباما لهذا المتحف يعد نوعًا من التبرير لإسرائيل و التصريح على المدى البعيد بإرتكاب مجازرًا متعددة تكاد تكون هولوكوست بلغة العولمة كما قال إيهوت باراك وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عام 2008/2009 أثناء مجزرة غزة قائلاً: سأجعل منها هولوكوست جديدة. (مقانتان بين طفل الجيتو و طفل من فلسطين و الفارق شاسع) هذا يدفعنا لتوحيد الصفوف من أجل عمل متحف عربي يحمل أكثر من هولوكوست أرتكبت ضد الإنسانية باسم الحفاظ على الوطن و تأريخ ما أرتكب من مجازر ليرى العالم الأدلة المادية حول براثن الصهيونية الشرسة.