توصل تقرير بحثي تحت عنوان "إطلاق إمكانيات ريادة الأعمال لدى الشباب العربي"، الي احتياج الطلاب ب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى مزيد من خبرات العمل الفعلية والتدريب في مجال ريادة الأعمال لإعدادهم بشكل أفضل لتحديات سوق العمل في المنطقة. وصدر التقرير والذي أعدّته كلٌ من مؤسسة سيتي الخيرية، الذراع الاجتماعية لمجموعة سيتي جروب العالمية، ومؤسسة إنجاز العرب، إحدى أبرز 100 منظمة مجتمع مدني في العالم، وعضو مؤسسة إنجاز الشباب العالمية، في وقتٍ تعاني فيه المنطقة من آثار زلزال الربيع العربي، ليبحث الوقائع المقلقة لجيل الشباب، إضافة إلى تحديات التنمية التي تواجههم والمتمثلة في نقص فرص العمل، ووجود جيل كامل غير مهيأ بالمهارات المناسبة لسوق العمل في القرن الحادي والعشرين. ووفقاً لتقرير مؤسستي إنجاز العرب وسيتي الخيرية، فالحاجة إلى اتخاذ خطوات عمل فعّالة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، ولا بد من إبراز النماذج الناجحة في هذا المجال. ويبدأ التقرير بإلقاء الضوء على نموذجٍ من هذه النماذج له جذوره الممتدة في مدرسة فكر فريدة ويقدم نتائج واعدة يمكن تكرارها، وهو نموذج ريادة الأعمال (entrepreneurship). وتحديداً، توجّه المؤسستان دعوة مشتركة لتبني نظام تعليمي يتجذر فيه فكر ريادة الأعمال، وتؤكدان أن هذا النموذج تمت تجربته وأثبت جدواه عالمياً، حيث يهدف لإعداد كوادر من الشباب الواعد الأكثر إنتاجية، والقادر على التعاون والعمل بروح الفريق. من جانبها قالت دينا المفتي المديرة التنفيذية لمنظمة "إنجاز مصر" أن دول الربيع العربي تمر بعملية تحول عميقة وشاملة، ومن المهم الآن تزويد الجيل الشاب بآفاق للعمل. واشارت الى وجود 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة هي التي تحدد شكل الاقتصاد المصري وتمثل 60% من نمو إجمالي الناتج المحلي ليس فقط في مصر ولكن في أنحاء المنطقة، فإننا نعتقد أن الشباب العربي يجب أن يلعب دور الباحث عن العمل من خلال السعي لشق طريقه المهني في ريادة الأعمال وبدء مشاريعه الخاصة. ويتحدث تقرير إطلاق إمكانيات ريادة الأعمال لدى الشباب العربي بلغة الأرقام، فنسبة 74% من الطلاب الذين شاركوا في برامج التدرب على ريادة الأعمال التي تشرف عليها مؤسسة إنجاز العرب، خاصة في "برنامج الشركات"، أكدوا أنهم يشعرون بأنهم أكثر تمكناً وقدرة على تولي مهام قيادية في معترك العمل مستقبلاً. وهناك 33% آخرين من هؤلاء الطلاب قالوا إنهم يرغبون في إطلاق شركاتهم الخاصة بعد اكتسابهم مهارات متنوعة مثل القيادة، والعمل كفريق، وحل المشاكل، والجهوزية المناسبة للعمل. وبعد تلقي المشاركين تدريباً عملياً تحت إشرافٍ مباشر من بعض الخبراء المتمرسين في القطاع الخاص، وجد البحث أن ما يتراوح بين 67% و89% منهم شعروا أن بإمكانهم تطوير أهدافهم المهنية. وأكد 80% من الطلاب أنهم يستوعبون أهمية إدارة شؤونهم المالية، بينما أكد أكثر من 63% اكتسابهم المزيد من المعرفة حيال مجال ريادة الأعمال. وفي هذه المناسبة قال افتاب أحمد، الرئيس التنفيذي لسيتي بنك مصر أنه في ظل ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير، فإن التعاون بين القطاعين العام والخاص والأطراف المعنية الأخرى لتعزيز التثقيف بريادة المشاريع سيكون مثمراً، لافتًا الي امكانية الجميع المساهمة بالوقت والخبرة لدعم رواد المشاريع الشباب وتسهيل خلق الفرص الوظيفية للأجيال المستقبلية. ويلقي التقرير الضوء على أهمية إعادة تركيز جهود التعليم نحو جسر الهوة بين الشباب وأرباب العمل، ويؤكد أن المدارس والجامعات الإقليمية تتمتع بوضع أفضل يؤهلها لضمان تزويد الطلاب بالقدرات والمهارات المطلوبة للنجاح في القرن ال 21 بصورة منظمة.