إن صحت مقولة " مصائب قوم عند قوم فوائد" فيمكن ان تصف بدقة الوضع مع خدمات الدفع والتحصيل الالكتروني في حالات الانفلات الامني وعدم الاستقرار السياسي الذي يشهد القطاع فيها نموًا ملحوظًا في حجم العمليات والاقبال على الدفع عبر نقاط التحصيل الالكترونية نظرًا لما توفره من معدلات امان اعلى مقارنة بالسيولة النقدية ، إضافة إلى ان ارتفاع معدلات الخطورة في الشارع تلزم المستخدم بالدفع في اقرب نقطة تحصيل بدلاً من اللجوء لفروع الشركات والخدمات نفسها. اشار ايهاب سعيد رئيس مجلس ادارة شركة خدماتى للدفع الالكترونى ان معدل استخدام الافراد لعمليات الدفع الالكترونى سواء عبر الانترنت او عبر المنافذ المختلفة لشركات التحصيل يزداد بصورة ملحوظة خاصة خلال المظاهرات والاعتصامات حيث تسبب فى حدوث شلل مرورى، موضحا ان المستخدم يلجأ الى اقرب منفذ خدمى للشراء بدلا من التوجه للجهة المقدمة للخدمة . وشدد على ضرورة تكاتف شركات التحصيل والدفع الالكتروني وشركات التحصيل عبر الانترنت مع كافة الجهات المعنية والتى تستخدم خدمة الدفع لبحث اليات توفير كافة الخدمات للمواطنين بشكل اسرع يوفر الوقت والجهد ، مشيرا الى ضرورة استخدام خدمات التحصيل الالكترونى فى كافة الخدمات كالمرور والسجلات المدنية والمعاشات وتحصيل فواتير الغاز والكهرباء والمياه وحجز تذاكر النقل كالقطارات والطائرات وغيرها . واكد على ضرورة اسراع الدولة فى اطلاق خدمة الدفع عبر المحمول لحاجة المواطنين اليها خاصة فى ظل الاحداث الحالية واستعداد جميع الشركات لاطلاقها بالاضافة الى زيادة نسبة مستخدمى المحمول فى بالنسبة لمستخدمى الانترنت ، موضحا ان المرحلة القادمة فى حاجة الى تحويل المجتمع النقدى الى مجتمع رقمى " لا نقدى " مما يؤدى الى السرعة فى اداء كافة المهام وبخدمة افضل. من جانبه شدد المهندس اشرف صبري المدير التنفيذي لشركة فوري للدفع والتحصيل الالكتروني على أن اوقات الاضطرابات السياسية تمثل صالح عام للشركات العاملة في الدفع الالكتروني نظرًا لضعف عملية الاقبال على فروع الشركات وتفضيل المستخدمين التوجه لنقاط الدفع الالكتروني خاصة في ماكينات الصرف الآلي لعدم توفير التأمين اللازم لنقل الاموال في صورة نقدية "كاش". أشار إلى أن الوقت الحالي الاكثر مناسبة لطرح رخصة تحويل الاموال عبر المحمول نظرًا لصعوبة حمل النقود السائلة والمخاطر التى قد تمثلها على المستخدم في حالة تردي الاوضاع الامنية عما هي عليه الآن منوهًا على أن شبكات الدفع والتحصيل الالكتروني سيتم تأمينها بطريقة مشددة تحول دون اختراقها من قبل اللصوص الالكترونيين. فيما اكد عمر سدودى المدير التنفيذى لموقع سوق دوت كوم على اهمية تطبيق خدمة الدفع عبر المحمول فى اسرع وقت ،مشيرا الى انه سيشهد انتشارا ملحوظا خلال السنوات القادمة خاصة مع تطور الهواتف الذكية واجهزة التابلت ، واوضح ان 65% من الشعب المصرى تقل اعمارهم عن 30 عام وهم اكثر الفئات استخداما لاحدث الاساليب التكنولوجية لتسهيل تعاملاتهم اليومية . واضاف ان حجم تطبيقات المحمول اكبر من حجم التطبيقات الموجودة على الانترنت حيث وصل عدد خطوط المحمول فى مصر الى 90 مليون خط فيما يستخدم 30% فقط من الشعب المصرى الانترنت، مؤكدا على ان حجم الدفع الالكترونى سيزداد بشكل ملحوظ خلال السنوات القادمة مع تطور الهواتف الذكية واجهزة التابلت. في حين اعترض عمرو موسى خبير امن المعلومات على استخدام المحمول فى انظمة الدفع وخاصة المتعلقة بتحويل الاموال ، مشيرا الى ان الوقت غير مناسب لاطلاق مثل هذه الخدمة حيث ان شركات المحمول وانظمة الدفع فى حاجة الى اعادة تهيئة بالاضافة إلى أن الاوضاع السياسية الحالية تهدد اي خدمة جديدة من الممكن طرحها ناهيك عن الوضع الامني غير الواضح في ظل اقتحام مقار الاخوان المسلمين وانشغال الشرطة بتأمين التظاهرات. وشدد على خوفه من ان يتم استخدام خدمة تحويل الاموال عبر المحمول فى تهريب الاموال ، مضيفا ان هناك اختراقات كبيرة للبنية التحتية لشركات المحمول الثلاثة فى مصر والتى يجب اعادة بنائها قبل البدء فى تفعيل الخدمة بحيث تكون مؤمنة وغير قابلة للاختراق. واوضح ان منظومة الدفع والمتمثلة فى التجارة الالكترونية وتحويل الاموال بجميع الطرق تم اختراقها من قبل النظام السابق ،مطالبا بضرورة اعادة هيكلة وبناء منظومة الدفع فى مصر بحيث تكون مؤمنة بشكل كامل