قال أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن مصرفه بصدد إعداد حزمة تمويليه قدرها 227 مليون دولار للمساهمة في تمويل أنشطة القضاء على شلل الأطفال في باكستان بحلول العام 2015، كما سينظر البنك تقديم منحة إلى برنامج أفغانستان للقضاء على نفس المرض. وأضاف رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية قائلا "نقوم حاليا في البنك بإعداد نموذج للتمويل بالتعاون مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس العالميّة وسيصبح هذا النموذج علامة فارقة في التزامنا تجاه مكافحة الأمراض العالمية السارية مثل شلل الأطفال، مؤكدا أن تعاون البنك مع مؤسسة غيتس سيكون نموذجاً جديداً للشراكة مع الجهات المانحة غير التقليدية. واوضح علي أنه سيتم عرض حزمة التمويل المقترحة لباكستان على اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين للبنك لاعتماده قبل نهاية العام الحالي، وتؤكد التقارير أن باكستانوأفغانستان بالإضافة إلى نيجيريا هي الدول الثلاث التي مازالت تعاني من مرض شلل الأطفال، وجميعها دول أعضاء في البنك الإسلامي للتنمية. ووفقاً للمقترحات، سترد باكستان المبلغ الأساسي إلى البنك بينما ستوفر مؤسسة بل ومليندا غيتس العالمية الدعم مقابل التكاليف الإدارية المصاحبة لحزمة التمويل، وستسمح الشراكة الجديدة بين البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة غيتس العالمية من العمل على نطاق أوسع وأشمل من الماضي. وواصل رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية حديثه قائلاً "للمؤسسات العالمية مسئولية خاصة تجاه الانضمام معاً ودعم هذا الجهد حتى يتم ربح المعركة ضد شلل الأطفال"، مؤكدا أن البنك الإسلامي للتنمية سيقوم بدوره، وعلى جميع شركاء التنمية استغلال هذه الفرصة من أجل عالم خالٍ من شلل الأطفال". هذا ويتوافق التزام البنك الإسلامي للتنمية بمكافحة شلل الأطفال مع الريادة التي حققها البنك في مجال تطوير أنماط مبتكرة للتمويل الإسلامي، حيث يسمح نموذج التشغيل الإسلامي للبنك وسمعته الدولية القوية من تعبئة الموارد من المستثمرين والجهات المانحة غير التقليدية والتي تبحث عن طرق لدعم جهود التنمية العالمية وذلك بما يتوافق مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية و يستخدم البنك هذه الموارد للمساهمة في معالجة التحديات العالمية الكبرى مثل : تحسين الصحة، ومكافحة الأمية، والجوع والفقر. ويوفر تمويل البنك لباكستان نموذجا جديدا من الشراكة يُمكن من جمع التمويل متعدد الأطراف والموارد الخيرية على نحو أكثر سرعة وفعالية من ذي قبل، مع تقليل التكلفة على الدول التي تلتزم بمعالجة الأمراض، ويسعى البنك الإسلامي للتنمية لاعتماد تطبيق آليات مشابهة من التمويل المبتكر لمجالات أخرى بخلاف شلل الأطفال والصحة، مثل التنمية الزراعية، وذلك بالاشتراك مع الدول الأعضاء، والبنوك الأخرى متعددة الأطراف، وشركاء التنمية الآخرين. ومن الجدير بالذكر أن العالم قد قطع ما يزيد على 99% من طريقه نحو القضاء على شلل الأطفال، واليوم لازال هناك عدد قليل من الحالات في أقل المناطق وأقل الدول عما كان عليه الوضع من قبل، فلم يتم الإبلاغ هذا العام سوى عن 145 حالة شلل أطفال فقط حول العالم حتى 18 سبتمبر الماضي، مقارنة ب400 حالة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وقد نفذت المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال (GPEI) خطة إجراءات طارئة تم اعتمادها في شهر مايو 2012 من خلال جمعية الصحة العالمية. وضم اللقاء الذي شارك فيه رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ضمن الفعاليات المصاحبة للإجتماعات السنوّية للجمعية العامة للأمم المتحدّة في نيويورك، رؤساء كل من أفغانستانوباكستان ونيجيريا وهي الدول الثلاثة المتبقية التي ما زالت تعاني من مرض شلل الأطفال، بالإضافة إلى ممثلين عن الجهات المانحة والشركاء. وحصل البنك الإسلامي للتنمية، الذي يعمل وفق مبادئ الصيرفة الإسلامية ومقره في جدة بالمملكة العربية السعودية، علي تصنيف AAA، وتنص اتفاقية تأسيسه على تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لدوله الأعضاء من خلال تعزيز التنمية الإنسانية الشاملة، ليُركز على التخفيف من حدة الفقر، وتحسين الصحة، وتعزيز التعليم، وتحسين الرخاء. وقدم البنك نحو 2 مليار دولار في أشكال عديدة من التمويل، بما يشمل المنح، وذلك لتعزيز الأنظمة الصحية، ودعم مكافحة الأمراض في الدول الأعضاء بالبنك.