أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 18 شخصا اليوم الأحد، فيما داهمت وحدات الجيش السوري مناطق بحران العواميد والعتيبة المحيطة بدمشق والغوطة الشرقية بريف دمشق حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة فيها، في حين نفذت قوات الجيش عملية إقتحام في حيي برزة والقابون. وتحدث نشطاء عن قصف عنيف شنته القوات الحكومية، فجر الأحد، على أحياء على مدينتي دير الزور وحلب. وكشفت مصادر لقناة "سكاي نيوز" عربية عن اشتعال النيران داخل مطار النيرب العسكري في ريف حلب، نتيجة تعرضه لقصف من الجيش السوري الحر. ويأتي ذلك بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 160 شخصا لقوا حتفهم أمس السبت في أعمال العنف الجارية بأنحاء متفرقة من سورية. وكانت مصادر قالت أمس إن حريقا اندلع بمئات المحلات في سوق مدينة حلب، جرّاء القصف المدفعي من قبل الجيش النظامي. وبث ناشطون شريط فيديو يظهر الحريق في بعض المحلات. وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في حيي ركن الدين والعسالي بالعاصمة دمشق. في غضون ذلك، تدهور الوضع الأمني في دوما أمس، حيث شهدت المدينة والمزارع المحيطة بها اشتباكات عنيفة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة "وفقا لما ذكره شهود عيان من سكان المدينة". وإلى الغرب من دمشق تعرضت هدنة مدينة قدسيا خلال اليومين الماضيين إلى نكسة، حيث شهدت المدينة وبلدة الهامة القريبة منها إشتباكات عنيفة وسقطت عدة قذائف هاون. وكانت مدينة قدسية قد شهدت هدنة تلبية لنداءات وجهاء المدينة الا أن تلك الهدنة لم تدم سوى يومين. في المقابل، طالب الأهالي،الذين شرعوا في العودة إلى منطقة السيدة زينب السورية، الجيش بفرض هيبته وسيطرته على المنطقة وإلغاء الحواجز والمظاهر المسلحة من جميع الأطراف. حلب التاريخية وفي هذا السياق ، تهدد المعارك بين الجيش السوري والمعارضة الآثار التاريخية الثمينة لمدينة حلب في شمال سوريا، والمدرج في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" منذ عام 1986. فمدينة حلب القديمة التي احتلت موقعا استراتيجيا على تقاطع طرق التجارة التاريخية بين الشرق والغرب، حافظت على تراث تاريخي استثنائي يبرِز الثقافات المتنوعة للشعوب التي استقرت فيها على مدى الآلاف من السنين. وفي يوليو الماضي، كررت اليونسكو النداء الذي وجهته في 30 مارس 2012 إلى جميع أطراف النزاع في سوريا لحماية مواقع التراث الثقافي السوري بأشكالها كافة.. وأعربت عن بالغ قلقها إزاء التقارير التي تفيد بوقوع مواجهات عنيفة في حلب وإزاء مخاطر نهب الممتلكات الثقافية، وعمدت إلى تنبيه المنظمة العالمية للجمارك والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الإنتربول" والبلدان المجاورة لسوريا إلى خطر الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية السورية. وتحتوي المدينة أكثر من 150 معلما أثريا هاما تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور، أبرزها مسجدها الكبير الذي بني في القرن الثاني عشر، وقلعة حلب الشهيرة التي تعود إلى القرن الثالث عشر. وتعد أبواب المدينة وأسواقها من أعرق الأسواق في المنطقة، كما تحمل حلب تراثا متميزا في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية والثقافية، وتشتهر بكنائسها ومساجدها ومدارس العلم، فضلا عن صناعاتها المتميزة. وعام 1986 انضمت حلب القديمة إلى السجلات الأثرية، ووضعت إشارة على صحائفها العقارية تثبيتا لعدم جواز هدمها أو تغيير معالمها أو مواصفاتها حتى من قبل بلديتها، إلا بعد أخذ موافقة الجهات الأثرية العالمية وسجلت على لائحة التراث العالمي. ولا تهدد الحرب الدائرة في سوريا أثار حلب فقط، فاليونسكو تعتقد أن 5 من المواقع الستة الأثرية في سوريا، وبينها مدينة تدمر الصحراوية القديمة وقلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة، تأثرت بالقتال. قتل الطيارين التركيين وبعد اعلانها الحصول على وثائق سرية مسربة من النظام السوري ، بثت قناة "العربية الحدث" أمس مجموعة جديدة من الوثائق تكشف خبايا وأسرار إسقاط الطائرة التركية في 22 يونيو/حزيران من العام الجاري ومقتل طياريها الاثنين بنيران سورية خلال تواجدها فوق المياه الإقليمية على الحدود البحرية بين البلدين. وكانت الخارجية السورية قالت إن الطائرة التركية اخترقت المجال الجوي لسوريا فتصدت لها المضادات الأرضية، بينما سارعت فرق الإنقاذ التركية للبحث عن جثتي الطيارين. وتكشف الوثائق البالغة الخطورة أن الأوامر بإسقاط الطائرة صدرت من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وأن الطيارين لم يقتلا بل تم القبض عليهما. وعقب ذلك أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، أمراً بوضع الطيارين التركيين تحت تصرف فرع العمليات الخارجية وفق بروتوكول أسرى الحرب، وذلك للحصول على أية معلومات لديهما حول ماهية دعم الحكومة التركية للجيش الحر، حسبما أشارت إليه الوثيقة السرية التي تحمل عنوان "تركيا.. الطياران الأسيران". وفي نفس الوثيقة أيضا، وافق الرئيس الأسد على دراسة مقترح اللواء بسام (الذي لم يتضح اسمه الثاني بالوثيقة) بنقل الطيارين التركيين إلى الأراضي اللبنانية للبقاء في عهدة حزب الله للاستفادة منهما في وقت لاحق. ويُسدل الستار على قصة الطائرة التركية وخباياها بالوثيقة الثالثة، والتي تحمل في طياتها 3 نقاط هامة، أولها، أنه "وبناء على نصائح ومعلومات من القيادة الروسية بضرورة إحراج الدولة التركية بعد أن ثبت دعمها للجيش الحر، أمر الرئيس الأسد (من خلال الوثيقة المسربة) بالتخلص من الطيارين التركيين المحتجزين لدى فرع العمليات بطريقة طبيعية وإعادة جثمانيهما بعد تصفيتهما إلى مكان سقوط الطائرة في المياه الدولية". أما النقطة الثانية فكانت مطالبة الحكومة السورية بالإسراع إلى تقديم اعتذار رسمي للحكومة التركية عن إسقاط الطائرة لإحراج الحكومة التركية وكسب تأييد الرأي العام الدولي. أما النقطة الثالثة، فإنه، وبموازاة هذا الاعتذار، أمر الرئيس الأسد بتحريك حزب العمال الكردستاني على الحدود التركية للقيام بأعمال عسكرية ضد الجيش التركي كرسالة تحذيرية (كما يظهر بالوثيقة) للحكومة التركية بمدى خطورة الوضع في حال استمر دعمها للجيش الحر.