أظهرت دراسة أجرتها وحدة المعلومات في الايكونوميست لحساب سيتي جروب أن مدينتي جوهانسبرج وكيب تاون تحتلان مكانة عالية بين المدن الأفريقية فيما يتعلق بقدرتها التنافسية ، حيث جاءتا في المرتبة 67 و73 على التوالي من بين 120 مدينة. ويصنف التقرير الذي يحمل عنوان "المواقع الساخنة" أكثر المدن تنافسية في العالم من حيث قدرتها الفعلية على اجتذاب رأس المال والأعمال والمواهب والسياح. وتمثل المدن المائة والعشرين التي شملتها الدراسة والتي يبلغ عدد سكانها الإجمالي نحو 750 مليون نسمة، نحو 29% من الاقتصاد العالمي، وبلغ إجمالي الناتج المحلي المجتمع لها 20.24 ترليون دولار في العام 2011. وقالت دونا اوسثويسي ، رئيسة فرع سيتي جروب في جنوب أفريقيا "سيتي ساوث افريكا": "لقد تم إجراء هذه الدراسة لحسابنا لتساعدنا على فهم أهمية تنافسية السوق وتحديد الأماكن التي يرجح أن تشهد نمواً وتتوفر فيها الفرص والمواهب في المستقبل. وتوفر هذه النتائج حقائق مهمة يمكن استخدامها لفائدة عملائنا إضافة إلى المؤسسات والبلديات". وقد شهدت اقتصادات العديد من مدن أفريقيا وأمريكا اللاتينية نمواً منذ العام 2010، ويتوقع أن يزداد نموها حتى العام 2016 حيث ستحقق مدينة لاغوس معدل نمو سنوي 6.8%، ومدينة ليما 6.8% ومدينة ميديلين 5.4%، ومدينة نيروبي 5.2%. ويتوقع أن تكون هذه المدن من بين 40 مدينة ستكون الأسرع نمواً في العالم في الفترة من 2012-2016. وفي حال تحقيق تطور وتحسين متزامن مع بعض جوانب التنافسية الأخرى مثل نوعية البنى التحتية والبيئات التنظيمية فيها، فإن هذه المدن يمكن أن تحقق ارتفاعا سريعا على مؤشر تصنيفها بين المدن الأخرى. ورغم أن هذه أخبار جيدة بالنسبة لجنوب أفريقيا، إلا أنه يبقى أن مدن أفريقيا وأمريكا اللاتينية بشكل عام أقل تنافسية على المستوى العالمي. فقد كانت مدن جنوب أفريقيا المنافسة الوحيدة من بين المدن الأفريقية التي تشكل منافسة معقولة لباقي الدول، بينما لم تمثل أمريكا اللاتينية إلا مدينة واحدة أدرجت في النصف الأعلى من مؤشر التنافسية. ورغم أن ذلك يبدو مثبطا للعزيمة، إلا أن التقرير يمكن أن يساعد الدول النامية على تحسين أوضاعها الحالية خاصة لأن الاقتصادات النامية لديها ميزة أضافية تتمثل في قدرتها على استقطاب أفضل المواهب في العالم . وبشكل عام فقد كانت المدن الأوروبية والأمريكية هي الأكثر تنافسية عالمياً. وطبقا للتقرير فإن المدن العشر الأعلى تنافسية في العالم هي: نيويورك (الأولى)، لندن (الثانية)، سنغافورة (الثالثة) باريس وهونغ كونغ (احتلتا معا المرتبة الرابعة)، طوكيو (السادسة)، زيوريخ (السابعة)، واشنطن (الثامنة)، شيكاغو (التاسعة) وبوسطن (العاشرة). وعلق ليو ابروزيس مدير التوقعات العالمية في وحدة المعلومات في الايكونوميست على ذلك بالقول: "إن الديناميكية الاقتصادية تتصاعد بكل تأكيد في أماكن أخرى، خاصة في المدن الآسيوية، إلا أن المدن الأمريكية والأوروبية لديها مزايا راسخة تعطيها ميزة تنافسية على غيرها من المدن. ولكن المدن النامية تعد أفضل من حيث استقطاب أفضل المواهب من أنحاء العالم". يأتي ذلك في ضوء عدد من المزايا التي اظهرتها الدراسات المعدة عن مدن الدول النامية ، حيث تبين قدرتها على تطوير واستقطاب أفضل المواهب العالمية: تهيمن المدن الأوروبية والأمريكية على تصنيف الثروة البشرية في المؤشر لأنها قادرة على مواصلة استقطاب رأس المال والشركات والمؤسسات والمواهب والسياح رغم المخاوف من تقادم البنى التحتية والعجز الكبير في ميزانيات تلك الدول. وسيكون من المهم لهذه المدن الغربية أن تستفيد من هذه المزايا التاريخية ومن تواصلها العالمي لكي تواصل نجاحها وتتنافس مع مدن الأسواق الناشئة المتسارعة النمو ، إضافة إلي انعكاس الصعود الاقتصادي لآسيا في التنافسية الاقتصادية لمدنها، فمن حيث تصنيف "القوة الاقتصادية"، الذي يعد أهم التصنيفات، احتلت 15 مدينة أسيوية مكاناً من بين أفضل 20 مدينة في العالم. وكانت 12 من هذه المدن في الصين، فقد تصدرت مدن تيانجين، وشينزهين، وداليان رأس القائمة، فيما احتلت تسع مدن صينية أخرى مكانة بين أفضل 20 مدينة. وحصلت مدن آسيوية أخرى على الترتيبات التالية: سنغافورة (15)، بنغالور (16)، احمد اباد (19)، هانوي (20 مشتركة). ويتوقع أن تسجل المدن الآسيوية ال23 التي احتلت أفضل المراكز، نمواً اقتصاديا سنويا بنسبة لا تقل عن 5% سنويا في الفترة من الآن وحتى العام 2016. وستسجل 12 من هذه المدن نمواً بنسبة 10% على الأقل. كما تتميز المدن المتوسطة الحجم بقدرتها على التحرك السريع نحو النمو العالمي ، رغم أن معظم الشركات تستهدف مزيجاً من الاقتصادات المتقدمة والمدن الكبرى في الأسواق الناشئة، إلا أن أسرع نمو إجمالي تحقق في الواقع في طبقة وسيطة من المدن المتوسطة الحجم التي يتراوح عدد سكانها ما بين 2-5 مليون نسمة مثل أبوظبي، وباندونغ، وجاليان، وهانغزهو، وهانوي، وبون، وكينغداو، وسورابايا. وفي الحقيقة، فإن تسعة فقط من بين أكبر 23 مدينة (يزيد عدد سكانها عن 10 مليون) جاءت بين أفضل 30 مدينة من حيث القوة الاقتصادية. ويتوقع أن تحقق هذه المدن المتوسطة الحجم نمواً سنويا بنسبة 8.7% خلال السنوات الخمس المقبلة لتسبق المدن الكبرى التي تركز عليها العديد من الشركات. وتتواجد بتلك المدن النامية استثمارات بنية تحتية هائلة ولكنها تحتاج إلى المزيد لضمان استقطابها للمواهب المستقبلية: وتتمثل أصعب التحديات التي ستواجهها مدن الأسواق الناشئة خلال العقود المقبلة في ما إذا كانت ستتمكن من تركيز تطورها ليس فقط على ناطحات السحاب وخطوط السكك الحديدية وغيرها من البنى التحتية، ولكن كذلك على الجوانب الأنعم التي ستكون مهمة لقدرتها على استقطاب وتطوير مواهب الغد ومن بينها التعليم، ونوعية الحياة، والحريات الشخصية، وغيرها. وإذا ما عولجت هذه الجوانب من التنافسية، فإبمكان مدن في أمريكا اللاتينية وأفريقيا ومن بينها بوينس ايريس (المرتبة 60) وجوهانسبرج (المرتبة 67) وكيب تاون (المرتبة 73) أن تحسّن بسرعة مراتبها في المؤشر.