من أبرز المرشحين أصحاب الكاريزما في مارثون السباق الانتخابي، هو المرشح حمدين صباحي، والذي استطاع خلال فترة المرحلة الانتقالية الحالية أن يحصد أصوات عدد كبير من المؤيدين له، في ظل ارتكاز برنامجه الانتخابي في الأساس على "العدالة الإجتماعية"، كأحد أهم وأبرز مطالب ثورة 25 يناير.. شهادة ميلاد صباحي السياسية كُتبت بحروف من ذهب بعد أن التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ومارس العمل السياسي عمليًا، ليقف وقتها أمام الرئيس الراحل أنور السادات معارضًا معاهدة كامب ديفيد، وسياسات الرئيس الراحل، جنبًا إلى جنب مع زميله في الكفاح والنضال د.عبدالمنعم أبوالفتوح.. وكأن أصحاب الأمس باتو متنافسي اليوم. يخوض صباحي(57 عامًا) الانتخابات الرئاسية مرتكزًا في الأساس ومراهنًا على أصوات الفقراء، الذين يحلمون معه بعودة قوة مصر في المنطقة، وحلم القومية العربية، الذي مهد له الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، خاصة أن صباحي ناصري الهوى، يهتم في المقام الأول بالفلاحين ومحدودي الدخل، ويعدهم بعودة قوة الفلاح المصري مرة أخرى، وعهد الاصلاح الزراعي.. ولم يقف قطار صباحي، الذي صارت له شعبية موسعة في مصر عند حد الفلاحين والفقراء في مصر، إلا أن كثيرين من قادة الرأي والمثقفين راحوا يدعمونه، حتى ائتلاف شباب الأقباط أعلن دعمه له، في دلالة واضحة على زيادة شعبيته خلال الفترة الأخيرة. ومن أبرز مواقف صباحي (رمز النسر) السياسية أيضًا، أنه مع بدء الحرب على العراق بمشاركة القوات المصرية والعربية عام 1990 على خلفية غزو الكويت، ترأس انتفاضة الشارع المصري، بما أدى لاعتقاله بعدها.. وفي العام 1993 تم محاولة اغتياله من قبل مجهولين بعد أن ألقى محاضرة سياسية بليغة بجامعة القاهرة خرج الطلاب على إثرها في مظاهرات حاشدة.. كما تواصلت مواقفه، التي صنعت منه بطلا شعبيًا في مصر، ففي العام 1997 وعلى الرغم من كونه عضوًا بالبرلمان المصري آنذاك، تم اعتقاله، على خلفية المظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر بسبب قانون العلاقة بين المالك والمستأجر.. ويعد صباحي واحد من أوائل مؤسسي حركة كفاية التي تعد أول الحركات التنظيمية التي تنتقد النظام السابق بهذا الشكل، وتدعو للخروج ضده وعليه. ظهور صباحي للشارع المصري، وللعامة، كان بصورة أكبر عندما كان برلمانيًا، فاشتهر بمواقفه الجريئة والقوية ضد الحكومة، خاصة أنه كان نائب في مجلس الشعب 10 سنوات، (دورة 2000 - 2005)، عن دائرة البُرُلُّس والحامول، فكان أول من نجح في في إثارة قضية تصدير الغاز المصري لدولة الاحتلال داخل البرلمان عام 2008، وكان أول نائب برلماني مصري يكسِر الحصار الذي تفرِضه قوات الاحتلال على غزة، ودخل والتقى بعض قيادات حماس وأبلغهم دعم الشعب المصري لهم.. ولذا قام النظام السابق بتزويير الانتخابات في 2010 كي يسقط من كاهله عبء معارضيه، وكان أبرزهم صباحي. اشترك صباحي، وهو خريج كلية الإعلام، في كافة المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة، وسار جنبًا إلى جنب مع الثوار يدعمهم، قباتت قدرته على الحشد أبرز أسلحته ضد مرشحيه، ولذلك أعلن، منذ أيام، عن نيته لجمع تبرعات لحملته الإنتخابية، استغلالا لما لديه من شعبية وكاريزما. أما بخصوص الانتقادات التي تُوجه لصباحي، فظهرت خلال الفترة الأخيرة بصورة كبيرة بعد احتدام المنافسة بين المرشحين، وهي الانتقادات الخاصة بدعم صباحي للنظام الليبي، والتمجيد فيه وقتما كان رئيسًا لتحرير وحزب الكرامة، إلا أن حملته نفت ذلك مطلقًا، أكدت على أن صباحي كان مع الثورة الليبية، ويدعم ثورات الربيع العربي، بهدف إنهاء أسطورة الحكام القمعيين الدكتاتوريين في المنطقة، وهو الأمر المثبت من خلال تصريحات صباحي نفسه وكتاباته عبر مواقع التواصل الإجتماعي الشهيرة مثل "تويتر". وتوجه لصباحي انتقادات موازية بشأن تبنيه بعض رؤى الزعيم جمال عبدالناصر، والذي كبّل الإسلاميين، وزج بهم في السجون والمعتقلات، فصار رئيسًا ديكتاتوريًا قمعيًا لا يجوز الاقتداء به، وفقًا لتأكيدات معارضي صباحي. أما فيما يتعلق ببرنامجه الانتخابي، فيرتكز في الأساس على وضع مصر على أول طريق النهضة الشاملة حتى تنتقل من مصاف دول العالم الثالث إلى الدول الإقتصادية الناهضة والمنافسة على موقع متقدم فى ترتيب أقوى إقتصاديات العالم، من خلال 3 ركائز أساسية، هي حرية يصونها النظام الديمقراطى، وعدالة إجتماعية تحققها التنمية الشاملة، وكرامة إنسانية يحميها الإستقلال الوطني. ولم يغب صباحي عن أصوات المصريين في الخارج، فجاء في المربع الذهبي في عدد من الدول العربية والأجنبية، بما يدعم موقفه في انتخابات الداخل، في الوقت الذي يتوقع كافة الخبراء في مصر أن يأتي صباحي في مرتبة متقدمة ضمن ال 5 الكبار في مارثون الانتخابات، وقد يكون حصانًا أسودأ ويفوز بها، بعد فشل المحاولات الجارية بشأن تحالف المرشحيين الثوريين وتنازلهم لمرشح واحد يمثلهم لضمان عدم تشتيت الأصوات. اضغط هنا للتعرف على برنامج صباحي كاملا