أكد هشام الخازندار، العضو المنتدب لشركة القلعة أن طبيعة الاستثمار المباشر في أفريقيا تختلف نسبياً عن الأسواق الغربية، موضحاً أن السوق الأفريقي بشكل عام يتسع فيه نطاق العمل الابتكاري والتركيز على بناء المشروعات الجديدة وتطوير المشروعات القائمة، ويتراجع فيه التركيز على صفقات الاستحواذ التقليدية. وأتفق هشام الخازندار مع رؤية مؤسسة التمويل الدولية التي أكدت أن قارة أفريقيا تعد سوقاً ضخماً بقاعدة سكانية تزيد عن مليار نسمة ، وهو ما يدعم تحولها إلى أكبر مركز للقوى العاملة وأسرعها نمواً حول العالم بحلول عام 2040، بعد أن كانت الفرص الجذابة لمستثمري القطاع الخاص حكراً على سوق أفريقي واحد فقط خلال العقد الماضي . وأضاف على هامش فعاليات مؤتمر Private Equity World Africa ، أن أفريقيا تحتضن عدداً من أسرع الاقتصادات نمواً حول العالم مثل أثيوبيا وتنزانيا فضلاً عن وجود ما يزيد عن 21 سوقاً تطرح فرصاً هائلةً أمام شركات الاستثمار المباشر التي تتطلع إلى تحقيق عوائد كبيرة ومغرية . واستعرض الخازندار ، منهج وإستراتيجية الاستثمار التي تتبناها شركة القلعة فى القارة الافريقية ، والتي أتاحت ضخ حزمة تمويلية تبلغ 234 مليون دولار أمريكي خلال عام 2011 في شبكة السكك الحديدية الوطنية بكينيا وأوغندا، شركة ريفت فالي، لتصبح القلعة بذلك أكبر شركة استثمار مباشر في شرق أفريقيا خلال العام . وأوضح أن حزمة التمويل لشركة ريفت فالي تشمل مساهمة العديد من مؤسسات التمويل التنموية (DFIs) الرائدة حول العالم، مما يؤكد أن هذه المؤسسات العملاقة تسعى للمشاركة في الاستثمارات الأفريقية طالما أن التعامل مع المخاطر التمويلية والسياسية والتشغيلية يتم بشكل منفصل وبما يناسب طبيعة كل استثمار على حدة. جدير بالذكر أن القلعة تعاونت مطلع 2010 مع إدارة ريفت فالي والشركاء المحليين لتطبيق برنامج إعادة التأهيل على ثلاثة مراحل، والمزمع تنفيذه على مدار خمس سنوات، ويشمل توسعات استثمارية بقيمة 300 مليون دولار أمريكي . وقامت القلعة بضخ تمويل إضافي من أجل سرعة تفعيل بعض الجوانب الأساسية من برنامج إعادة التأهيل، والذي نجحت ريفت فالي على أثره في تسجيل إنجازات تشغيلية ومالية هامة مثل خفض معدلات الحوادث وزيادة سرعة عمليات النقل ورفع حجم الشحنات المنقولة، فضلاً عن تسجيل أول أرباح شهرية قبل الإهلاك والفوائد للمرة الأولى منذ تأسيسها. ومن جانبه أوضح عمرو البربري، العضو المنتدب لشركة القلعة ، أن أفريقيا تحظى الآن بجيل جديد من القادة الذين يتحدثون لغة القطاع الخاص ولديهم من المرجعية العالمية ما ساهم في إدراك أن الحكومات غير قادرة بمفردها على مواكبة تطلعات ومتطلبات الشعوب بسبب عجز الميزانيات، وهو ما أدى بالتالي إلى تشجيع المستثمرين للمشاركة في بعض القطاعات الإستراتيجية التي كانت في مرتبة المحرمات على القطاع الخاص في السابق، ومنها توليد وتوزيع الطاقة وتكرير البترول ومشروعات النقل العملاقة. وتابع البربري أن هذه التطورات مدعومة بالطفرة الهائلة في حركة السلع والأسس الاقتصادية الكلية الجذابة في سوق قوي وجديد يضم قاعدة سكانية ضخمة تساهم في طرح فرص استثمارية جذابة لشركات الاستثمار المباشر. واختتم البربري موضحاً أن تحقيق العوائد الجذابة يستلزم وجود القدرة على تحديد وهيكلة الفرص الاستثمارية، إلا أن تعظيم هذه العوائد يكمن في الارتقاء بأنظمة التشغيل وهو ما يحتاج بالتالي إلى شركاء عموميين من ذوي الخبرة والثقة. وخلال عام 2011 نجحت شركة القلعة في جذب قروض واستثمارات رأسمالية تجاوزت قيمتها 500 مليون دولار أمريكي أغلبها من المؤسسات الاستثمارية الدولية ويمثل نصيب الأسد منها مؤسسات التمويل التنموية .