عقد المجلس الاقتصادى والاجتماعى العربى، اجتماعا بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم الأربعاء، على مستوى كبار المسئولين والخبراء العرب، لاستكمال التحضيرات الخاصة بعقد اجتماعات الدورة التاسعة والثمانين للمجلس على المستوى الوزارى غدا الخميس. وأكد الوكيل المساعد للشئون التجارية بوزارة الأعمال والتجارة القطرية (الرئيس السابق للمجلس) محمد حسن السعدي ، حرص بلاده على تعزيز العمل العربي المشترك والنهوض بالأداء الاقتصادي وهو ما اتضح خلال ترؤسها لأعمال الدورة الماضية للمجلس. وأعرب السعدي، خلال تسليمه لأعمال الدورة الجديدة لممثل لبنان السفير مصطفى حمدان مدير الشئون الاقتصادية بوزارة الخارجية والمغتربين، عن أمله في مواصلة الجهود لتعميق التعاون الاقتصادي العربي لمواجهة التحديات الراهنة والمتغيرات التي تمر بها المنطقة . من جانبه، عبر ممثل لبنان (رئيس الاجتماع) عن أمله في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة في كافة الدول العربية، مشيرا إلى أن الثورات التي شهدتها بعض دول المنطقة جاءت نتيجة للجمود في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، ودعا إلى تكثيف الجهود المشتركة من أجل النهوض بالمشروعات الاقتصادية والاجتماعية التي تهم الشباب العربي . وقال حمدان إن كبار المسئولين ناقشوا اليوم نتائج اجتماعات اللجنتين الاجتماعية والاقتصادية اللتين عقدتا بداية الأسبوع الحالى وتم إعداد مشروعات القرارات بشأن الموضوعات التي سيناقشها المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي غدا. من جانبه، صرح السفير محمد بن إبراهيم التويجرى الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بالجامعة العربية بأن الاجتماع استعرض نتائج اجتماعات اللجنة الاقتصادية لرفع مشروعات القرارات بشأنها أمام الاجتماع الوزاري غدا، وفي مقدمتها متابعة تنفيذ قرارات الدورة (88) للمجلس الاقتصادى والاجتماعى، فضلا عن متابعة نشاط القطاع الاقتصادى بين دورتي المجلس (88،89)، بالإضافة إلى ما يتعلق بالملف الاقتصادى والاجتماعى لمجلس الجامعة على مستوى القمة فى دورته (23) التى ستعقد بالعاصمة العراقية بغداد العام الجاري . كما تناول الاجتماع بندا حول الإعداد والتحضير للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى دورتها الثالثة والتى ستعقد بالمملكة العربية السعودية يناير 2013 المقبل، والموضوعات المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتطورات الاتحاد الجمركي العربي ومراحل التنفيذ والمتابعة والمتطلبات، وكذلك متابعة تنفيذ نتائج وقرارات القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثانية التى عقدت بمدنية شرم الشيخ مطلع العام الماضي. كما ناقش الاجتماع تقييم أثر منتديات التعاون العربي الدولي على حجم التبادل التجاري والاستثمار وتعزيز العلاقات بين الدول العربية والتكتلات الدولية ومدى الاستفادة منها وما أدت اليه من زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة والمشتركة بين الدول العربية والتكتلات الاقليمية والدولية. وقالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية الدكتورة سيما بحوث إن الاجتماع بحث الإعداد والتحضير لاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري المقررعقده غدا الخميس، خاصة فيما يتعلق بالموضوعات الاجتماعية التي تشكل أولوية في مجالات العمل التنموي العربي المشترك وفي مقدمتها عقد مؤتمر عربي حول تنفيذ الأهداف التنموية للألفية . وأضافت :أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في كونه سيعد تقييما للوضع التنموي في الدول العربية وفي الوقت ذاته سيضع خريطة طريق للدول العربية لاستكمال تنفيذ أهداف الألفية بحلول عام 2015، وخاصة الأهداف ذات العلاقة بخفض الفقر والبطالة والمساواة بين الجنسين وتحسين الرعاية الصحية. وأوضحت أن مخرجات هذا المؤتمر سوف يتم عرضها على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية القادمة المقرر عقدها في مطلع العام القادم في الرياض، وكذلك سوف تعرض نتائج المؤتمر على الاجتماع العام رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 حول الأهداف التنموية للألفية. وأبرزت بحوث الإجراءات الجاري اتخاذها من قبل الأمانة العامة للجامعة بالتنسيق مع المجالس الوزارية والمنظمات العربية المتخصصة في المجالات الاجتماعية والتنموية، في إعداد الملف الاجتماعي والتنموي للقمة العربية القادمة في العراق، مؤكدة ضرورة الاهتمام بالموضوعات الاجتماعية والتنموية التي تمس المواطن العربي بصورة مباشرة، على اعتبار أنها موضوعات شكلت أسبابا رئيسية لاندلاع الثورات والحراك الاجتماعي الذي تشهده ومازالت بعض الدول العربية، مما يتطلب تحركا عربيا سريعا لتعديل المسارات التنموية في دول المنطقة وبما ينعكس إيجابا على المواطن العربي.