كتبت – سارة قنديل : كشفت الاحصائيات أن افريقيا هي القارة الوحيدة التي شهدت ارتفاعا في عدد السياح خلال العام الماضي بنسبة 5% على الرغم من انخفاض أعداد السياح حول العالم نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية وانفلونزا الخنازيربمعدل - 4 % ، ولكن مساهمة افريقيا في سوق السياحة العالمي لاتتعدي 5 % فقط اى حوالي 50 مليون سائح من اجمالي يقرب من 900 مليون حسب احصائيات المنظمة الدولية للسياحة، وتعد هذه النسبة قليلة عندما يتم توزيعها على بلاد القارة السمراء، حيث يمكن جذب العديد من السائحين على مستوى العالم لمجموعة من الدول الافريقيه على غرار الدول الاوروبية، كما يمكن تشجيع السياحة البينية بين الدول الافريقية بدلا من اتجاه السائحين الافارقة لبلاد خارج القارة للبحث عن منتج سياحى قد يكون موجودا عندهم. يؤكد سامى محمود رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة التنشيط السياحى علي أهمية توافر وسائل الانتقال بين الدول التى سيتم تنظيم برامج سياحية بينها، فعلى سبيل المثال توجد برامج مشتركة بين مصر ودول شمال افريقيا مثل ليبيا وتونس المغرب، كما توجد برامج مشتركة بين مصر و كينيا بسبب توفر رحلات الطيران، كما توجد رحلات سياحيه من جنوب افريقيا تجمع بين مصر و بعض دول اوروبا نتيجة لوجود 5 رحلات طيران اسبوعيه. ويشير إلى إن إنشاء خطوط سكك حديدية، وطرق برية بين الدول الإفريقية، سيؤدى إلى تنمية السياحة البينية بين الدول الإفريقية والسياحة الوافدة إلى إفريقيا لان السائح ينتقل من دولة إلى اخرى اذا وجد السهولة في الانتقال، وهو ما نراه جليا فى أوروبا خاصة ان السياحة الوافدة من المناطق البعيدة مثل امريكا اللاتينية، ودول جنوب شرق اسيا تفضل زيارة العديد من البلاد فى نفس الرحلة الواحدة نظرا لغلاء سعر تذكرة الطيران مشيرا الى تميز الدول الإفريقية بالسياحة الثقافية مثل مصر و تونس وليبيا والمغرب، وتميز تنزانيا وكينيا وجنوب إفريقيا بسياحة المنتجعات و الغابات. ويقول ناجى عريان الخبير السياحى ان تنظيم برنامح سياحى يجمع بين مجموعة من الدول مع مصر مثل تونس وكينيا وجزر القمر سيجعل الرحلة طويلة و مكلفة، على الرغم من وجود رحلات تجمع مثلا بين مصر وكينيا بسبب بعد المسافات في الرحلة الاولي ، ويرى انه من الممكن حدوث نمو فى هذه الرحلات اذا كان هناك اهتمام بها، وخاصة اذا قامت شركات الطيران بتخفيض اسعارها. ويقول انه حتى اذا اردنا تقديم السياحة الفاخرة فى مجموعة من الدول الافريقية للسائح الذى لا يهتم بما سيدفعه مقابل الحصول على منتج سياحى جيد، فان عوائق مثل البنية التحتية وصعوبة الانتقال والمواصلات، والتقلبات السياحية ستعيق الرحلات مثلما يحدث فى كينيا الان. ويوضح انه حتى الاستثمارات السياحية فى القارة السمراء تتاثر بالتقلبات السياسية، فعلى سبيل المثال دول مثل السودان و زامبيا من الممكن ان تشهد تنمية سياحية كبيرة، ولكن التقلبات السياسية تثير مخاوف اى مستثمر. ويذكرحسن ابو العينين رئيس جمعية مستثمرى دهب انه على الدول الافريقية تطوير البنية التحتيه وتسهيل الانتقال بين الدول الافريقية و بعضها مثل دول اوروبا، على ان تكون محطات الانتقال تمثل نوعا من المتعة للسائح مثل ان يقوم بزيارة معابد او مناطق اثرية عند انتقاله من بلد لاخر. ويشير محمد عبده رئيس شركة جولدن نايل للخدمات السياحية الى ان سائحي امريكا اللاتينية لا يفضلون تنظيم رحلة لدولة واحدة فقط ولكن لمجموعة من الدول مثل الرحلات التى تجمع بين مصر و تونس او مصر و المغرب من دول افريقيا، مشيرا الى حدوث رواج كبير الان فى تنظيم رحلات التى تجمع بين مصر و الاردن، او مصر و دبى، ولكن لا يوجد طلب على تنظيم رحلات تجمع بين باقي دول القارة السمراء نتيجة لوجود العديد من المشاكل و المجاعات او عدم وجود اماكن سياحية جاذبة.