اهتمت الصحف المصرية الصادرة في القاهرة صباح اليوم الأحد بالاستعداد لانتخابات مجلس الشورى التى تنطلق مرحلتها الأولى اليوم، في الذي أدى فيه آلاف المواطنين صلاة الغائب على أرواح شهداء جمعة الغضب خلال اندلاع أحداث الثورة. وأشارت صحيفة المصري اليوم إلى أن حالة من الهدوء سادت ميدان التحرير، طوال يوم أمس، عقب انسحاب أنصار الإخوان المسلمين، وأدى عدد من القوى السياسية والثورية صلاة الغائب على أرواح الشهداء فوق كوبرى قصر النيل، فى ذكرى المعركة الشرسة التى دارت بين قوات الأمن والثوار فى «جمعة الغضب». ولفتت الصحيفة إلى إعلان عدد من الحركات الشبابية إنهاء الاعتصام فى الميدان، فيما احتشد فوق كوبرى قصر النيل، الآلاف لأداء صلاتى العصر والغائب على أرواح الشهداء. ونقلت الصحيفة عن الشيخ هشام الخطيب قوله: «إن المجلس العسكرى سرق الثورة، وإن الإخوان حصدت نتائجها». وردد المتظاهرون عهد الوفاء للثورة والشهداء. ونظم المئات منهم مسيرة إلى «ماسبيرو» رددوا خلالها هتافات ضد المجلس العسكرى، وطالبوا بتشكيل محكمة ثورية لمحاكمة قتلة الثوار. وذكرت صحيفة الأهرام أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة طلب من المجلس الاستشارى تقديم مقترحات محددة خلال 3 أيام بشأن الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية، على أن تعتمد هذه المقترحات على دراسات حول القضايا المتعلقة بهذه المرحلة. وأوضحت أن المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى رأس اجتماعًا أمس مع أعضاء المجلس الاستشارى بمقر وزارة الدفاع تناول المستجدات الأخيرة خاصة تلك التى تتعلق بمطالب الشباب وسائر قوى الثورة على النحو الذى يحقق أهداف الثورة والمصالح العليا للبلاد. وأشارت إلى أن المجتمعين أكدوا ثقتهم فى رجال القضاء، مشيرين الى أنهم يتطلعون إلى النتائج التى ستسفر عنها التحقيقات الخاصة بأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، مشددين على محاسبة جميع المسئولين عنها. وأن المجلس الاستشارى أكد ثقته فى عزم المجلس الأعلى للقوات المسلحة على إتمام الانتقال السلمى للسلطة تمهيدا لإقامة الديمقراطية الكاملة فى موعد غايته 30 يونيو المقبل. وذكرت صحيفة "الأهرام" أن المجلس الأعلى بحث مع الاستشارى مقترحات محددة تطالب بتسليم السلطة وتقليص الفترة الانتقالية، بما يفسح المجال لانتقال سريع للسلطة فى البلاد قبل الموعد المحدد فى الاعلان الدستورى ، مما قد يساعد فى إنهاء الأزمة الحالية، والتخوفات التى تبديها بعض القوى السياسية فيما نقلت الأهرام تأكيد محمد الجندي دفاع العادلي في مرافعته أمس أمام محكمة جنايات القاهرة التي تنظر قضية قتل المتظاهرين, أنه لم يكن هناك أمر صادر من وزير الداخلية الأسبق إلي مساعديه باطلاق الرصاص علي المتظاهرين السلميين إبان ثورة25 يناير ويوم28 يناير. وقال إنه لو كانت هناك نية مسبقة لقتل المتظاهرين أو التعدي عليهم أو تعليمات في هذا الشأن لكان قد تم استهداف قيادات المظاهرات, وزعمائها من رؤساء وزعماء الأحزاب والجمعيات المناوئة للنظام. وأكد أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب، أن برلمان الثورة يعمل علي تسريع محاكمات مبارك وأعوانه وقتلة الشهداء، حتي يلقي كل مخطئ في حق الوطن جزاءه، وقال في تصريحات خاصة لصحيفة الأخبار: إن أعضاء البرلمان يبحثون عن الكيفية التي سوف يتم بها »تسريع المحاكمات« بما يتوافق مع القانون والدستور، مشيرا إلي ان مجلس الشعب لا يتهم القضاء بشيء، وانه يتفهم وجود أسباب طبيعية تجعل المحاكمات متأخرة وبطيئة. وأكد ثابت، بصفته رئيسا للجنة تقصي الحقائق، ان اللجنة سوف تكون حريصة علي كشف الحقائق كلها، وانه لن يتهاون في كشف أي حقائق مهما كان وضع المخطئ أو منصبه. وقال الكاتب أحمد رجب في مقاله بصحيفة الأخبار: استعادت الثورة في عيد مولدها عبير أيامها الأولي مع نسمات الحرية، ثم اكتشفنا أنها لا تستعيد ذكري، وإنما هي لا تزال في عنفوان غضبها الهادر، ولا تزال في فتوتها الدافقة ولا تزال صيحتها الراعدة تجتاح الجموع، مشيرا إلى أن الثورة كانت تلتقط أنفاسها من معركة مريرة دفاعا عن بقائها، فلا هي غابت عن مصر ولا هي نسيت المصريين. وذكرت صحيفة الجمهورية أن أكثر من 25 مليون ناخب سوف يتوجهون اليوم إلى 26 ألفا و812 لجنة فرعية تفتح أبوابها من الساعة الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء على مدى يومين ، للادلاء بأصواتهم فى المرحلة الأولى من إنتخابات مجلس الشورى ، التى تبدأ فى 13 محافظة هى : القاهرة والإسكندرية وأسيوط والبحر الأحمر والدقهلية والغربية والفيوم ، والمنوفية والوادى الجديد وشمال وجنوب سيناء ودمياط وقنا. وأوضحت أن الإقتراع يتم على 15 دائرة على نظام القوائم و15 للفردى ويبلغ عدد المراكز الانتخابية 5 آلاف و32 مركزا ، يشرف عليها نحو 10 آلاف و722 قاض وعدد مماثل له احتياطيا. ونقلت عن المستشار يسرى عبدالكريم رئيس المكتب التنفيذى للجنة العليا للانتخابات قوله: إن جميع القضاة تسلموا أوراق العملية الإنتخابية وجميع مستلزماتها أمس لتلافى عمليات التأخير فى وصول الأوراق للجان. كما نقلت عن المستشار عبدالمعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات قوله: إن إجمالى أعضاء مجلس الشورى يبلغ 270 عضوا يتم إنتخاب ثلثيهم - 180 عضوا- بالإقتراع السرى المباشر، ونصفهم على الأقل من العمال والفلاحين ، ويتم تعيين الثلث الباقي. وأشارت الصحف إلى أن وزارة الداخلية إتخذت الإستعدادات اللازمة لتأمين العملية الانتخابية، وأكدت أن دور قوات الشرطة سيقتصر فقط على تأمين اللجان والمقار الانتخابية. وذكرت صحيفة "الجمهورية" في افتتاحيتها اليوم أن ملايين المصريين في الشوارع والميادين عبرت في الذكرى الأولى لانطلاق ثورة 25 يناير عن تصميم أكيد على تحقيق أهداف الثورة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية وإقامة دولة ديمقراطية مدنية تمضي بمصر في طريق التقدم والازدهار. وأضافت: يتفق علي ذلك من تظاهروا محتفلين بما حققته الثورة حتي الآن وهو كثير، أو من تظاهروا محتجين على تباطؤ يرونه متعمدا في تحقيق أهداف الثورة، مطالبين بالإسراع في عملية نقل السلطة والقصاص للشهداء والمصابين وتطهير المؤسسات والوزارات. وشددت الصحيفة على أن "وحدة المصريين هي حصنهم الحصين، قامت الثورة لكي تدعمها بعد 4 عقود من الظلم والتفرقة والفساد، ولن تستطيع أي خلافات في الرؤى أو مطامح أو مطامع أن تؤثر على وحدة صمدت أمام غارات التاريخ". بدورها، اعتبرت صحيفة "الأهرام" في افتتاحيتها أن الخلاف فى الرؤى الموجود الآن بين بعض القوى السياسية والحركات الثورية ، يمثل ظاهرة صحية تتسق مع الديمقراطية التى نادت بها ثورة يناير، لكن افتقاد البعض لثقافة الاختلاف هو المشكلة التى تسبب بعض الظواهر غير الصحية التى تتنافى مع الديمقراطية مثل قطع الطرق أو تبادل الإشتباكات أو محاصرة مبان عامة. وقالت الصحيفة: "إذا كنا قد نجحنا فى إسقاط نظام جثم على صدر مصر 30 عاما وحولها إلى " عزبة " لبعض رجال الأعمال، الذين كانوا يدعمون منظومة التوريث، فإن التحدى الحقيقى لنا الآن هو بناء نظام ديمقراطى جديد يستوعب كل القوى السياسية ويتفاعل مع جميع الآراء. وأكدت أننا لن ننجح فى ذلك إلا عبر محورين أساسيين، الأول هو بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية..وقد بدأنا بمجلس الشعب، والثانى هو إقتناع كل القوى السياسية والحركات الثورية بمفهوم ثقافة الإختلاف ، والوصول إلى أسس لإدارة الخلافات فى الرؤى بشكل ديمقراطى صحيح يسهم فى بناء النظام الجديد ولايستهدف فقط تحطيم الدولة. وفي شأن آخر، قالت صحيفة المصري اليوم إن تحقيقات أجهزة الأمن والنيابة العامة، فى واقعة القبض على ياسر الحمبولى، الملقب ب«خُط الصعيد»، كشفت عن أن هناك عدداً من رجال البحث الجنائى فى مديرية أمن الأقصر من العاملين المدنيين، كانوا يخطرونه بمواعيد الحملات الأمنية التى تستهدف القبض عليه، ويحذرونه عن طريق الهاتف، وأنهم ساعدوه فى الهروب أكثر من مرة بعد الحملات التى شنتها أجهزة الأمن لضبطه.