واشنطن – دينا عبد الفتاح: أكد سامح شكري، سفير مصر لدى واشنطن، على عمق العلاقات المصرية الأمريكية خاصة مع الادارة الحالية، مشيرا إلى وجود تنسيق على كافة المستويات فى إطار رغبة قوية لتنمية تلك العلاقات بصفة عامة وإهتمام إدارة الرئيس باراك أوباما بتغيير رؤية العالم الخارجى للولايات المتحدة خاصة مع الدول التى تربطها علاقات وثيقة معها، وقال إن الولاياتالمتحدة حريصة على زيادة التعاون مع مصر فى كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية خاصة وأن مصر بحكم مكانتها الاقليمية وقدرتها على الاتصال بكافة الاطراف فى المنطقة استطاعت أن تفرض احترامها فى كافة الاوساط الامريكية. جاء ذلك خلال إفتتاح أعمال بعثة طرق الأبواب الامريكية التى تنظمها غرفة التجارة الأمريكية برئاسة جمال محرم والتى بدأت أعمالها صباح أمس الأول فى العاصمة الامريكيةواشنطن. وأضاف شكرى أن ثمة إتفاق عام بين زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري علي أهمية مصر كدولة محورية وفاعلة في منطقة الشرق الأوسط ، مشيرًا إلى أن دورها لم يعد قاصرًا علي عمليات السلام بين العرب وإسرائيل بل يمتد في كل المشاكل والأزمات التي تواجه المنطقة ، وأن من مصلحة أمريكا المحافظة علي هذه العلاقة الإستراتيجية . وقال أن بعثة "طرق الأبواب" تأتي هذا العام في مناخ مختلف تماما بالقياس إلى السنوات السابقة فهى بعيدة عن أجواء الأزمة المالية التي ضربت الإقتصاد الأمريكي والعالمي فى أواخر عام 2008، لذلك هناك إرتياح عام على قرب إنتهاء الأزمة، كما تأتي البعثة بعد الزيارة الناجحة التي قام بها أوباما إلى القاهرة واتخاذها نقطة التقاء بالعالم العربى والاسلامى وتوجيه خطابه فى 4 يونيو الماضى والذى أحدث تغيرًا ملموسًا فى مستوى الاهتمام المتبادل والسعى المشترك من الطرفين لتعميق العلاقات على كافة المستويات بالإضافة إلى ان البعثة جاءت بعد زيارة الرئيس مبارك في يوليو بعد مقاطعة إستمرت نحو أربعة سنوات. وأكد شكرى على الدور المحورى الذى تلعبه بعثة طرق الأبواب فى إعلام الرأى العام الامريكى بحقيقة الامور التى تدور فى مصر لما تتمتع به البعثة من مصداقية وثقة اكتسبتها على مدار سنوات طويلة سابقة. وأوضح أن الدليل على ذلك إهتمام وسائل الاعلام الامريكية بكل ما يجرى فى مصر سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى وأصبحت هناك موضوعات عن مصر فى وسائل الاعلام الامريكية بصفة يومية ، واصفا ذلك الاهتمام بأنه "ظاهرة صحية" والمجتمع الامريكي والحكومة الامريكية مهتمة بالاوضاع السياسية فى مصر والانتخابات القادمة سواء البرلمانية أو الرئاسية. وأضاف أن ملف الاصلاحات الاقتصادية والسياسية من بين أهم الموضوعات التى تشغل المجتمع الأمريكى الآن بالإضافة إلى العديد من الموضوعات التى تتعلق بحقوق الإنسان وكذلك العديد من الملفات الاجتماعية الخاصة بمستوى التعليم والرعاية الصحية خاصة أن ما تعكسه وسائل الاعلام عن أن هناك وضع مضطرب فى مصر بالإضافة إلى العديد من التوترات على كافة المستويات وهنا يبرز دور غرفة التجارة الأمريكية بمصر فى شرح كافة الأمور بشكل موضوعى سليم .وأوضح السفير أن ملف الأقباط فى مصر أيضا يعد من الملفات الهامه التى تدور حولها العديد من علامات الاستفهام فى المجتمع الامريكى أيضا وخاصة فى ظل عمليات التصعيد التى يقوم بها أقباط المهجر فى بعض الأحيان. كما أوضح السفير سامح شكرى أن الفترة الماضية شهدت توافد العديد من البعثات الاقتصادية من مصر والتى التقت بمجموعات من رجال الأعمال الامريكيين مما سيكون لها عظيم الآثر خلال المرحلة القادمة مشيرًا إلى مجموعة زيارات من جانب القطاعات تقنيات المعلومات والتكنولوجيا والتى وصلت إلى مراحل متقدمة من الاتفاق على التعاون المشترك مع الجانب الامريكى فى ادارة وتنفيذ مشروعات جديدة ، وأشار إلى أن مجلس الاعمال المصرى الامريكى عقد اولى جلساته خلال زيارة المهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة الأخيرة مشيدًا بأداء المجلس الجديد التى ستكون مهمته الأساسية تنشيط الاستثمارات المشتركة وتعميق المشروعات الاقتصادية الحقيقية . وأشار إلى إستمرار تمثيل البعثات الامريكية على المستويات المختلفة لبحث أوجه التعاون الاقتصادى مع الشركاء المصريين فى مختلف المجالات، وأضاف أن الممثل التجارى الامريكى رون كرك سوف يقوم الاسبوع المقبل بزيارة إلى القاهرة يبحث خلالها مع وزراء التجارة والصناعة والاستثمار والمالية العلاقات التجارية بين البلدين وتقريب وجهات النظر حول الموضوعات المطروحة أمام اجتماعات منظمة التجارة العالمية خاصة ما يتعلق منها بتحرير التجارةواستعراض نتائج جولة الدوحة ودفع الجولة للأمام وتحديد الأهداف المرجوه منها لتحريك التجارة لمصلحة الدول النامية فى إطار النظام الاقتصادى العالمى، موضحًا أن المباحثات سوف تتناول الاطار التجارى الحالى والذى يراه الجانبان مناسبًا ويتوقف على مدى قدرتهما فى زيادته مستقبليًا وفقا لاحتياجات كل مرحلة خاصة ما يتعلق بإضافة مناطق أخرى تدخل ضمن إتفاقيه الكويز مثل بعض مناطق الصعيد التى نجحت الحكومة المصرية فى اضافتها مؤخرا ، مشيرا إلى أن هناك مشاورات مستمرة على توسيع مجالات العمل فى إطار اتفاقية الكويز. وردا على سؤال حول إتفاقية التجاره الحرة بين مصر والولاياتالمتحدة، قال السفير سامح شكرى أن الاتفاقية ليست على أجندة الدولتين فى الوقت الحالى ، مشيرًا إلى أن إتفاقية الكويز فتحت باب أوسع للاستفادة من الشراكة بين البلدين وأنه جارى حاليا دراسة الاستفادة منها بشكل أكبر وتوسيع نطاقها لخدمة مصالح الطرفين . وحول المساعدات الامريكية لمصر، قال شكرى إنه تم الاتفاق داخل الادارة الامريكية على تخفيضها نظرا للتطور الاقتصادى فى مصر وعدم حاجتها إلى مساعدات اقتصادية من وجهه نظر أمريكا وتقلصت الآن ووصلت إلى نحو 250 مليون دولار ، مشيرا إلى أن هناك حوارا بين الحكومة المصرية والادارة الامريكية حول مستقبل المساعدات الاقتصادية وربما يستحدث نظاما بديلا يطلق عليه "وديعة ". وقال أن الكونجرس الأمريكي وافق من حيث المبدأ علي الإقتراح المصري تخصيص وقف مالي لمرة واحدة يتم تمويلها من أمريكا ومصر حتى يصبح لها صفة الاستمراراية والثبات وتكون مواردها مضمونة وثابتة على المدى البعيد ويتم من خلالها الانفاق على مشروعات التعليم والتدريب والاستفادة فى الخبرات الامريكية فى بناء صفوف مدربة من التخصصات المختلفة لسد الاحتياجات الرئيسية للتنمية ، وبذلك تتخلص الخزانة الأمريكية من المناقشات السنوية لبرنامج المساعدات كما تتخلص مصر من صداع مناقشات الكونجرس . وأوضح السفير سامح شكرى أن هذه الوديعة هى بلورة لإطار جديد يتم من خلاله إدارة شئون المعونة خلال المرحلة القادمة وأوضح أن المعونة لابد أن لا ينظر إليها على أنها مبالغ تخدم المصالح الأمريكية لأن المصالح الآن أصبحت مشتركة ومتبادلة مشيرًا إلى أن المحادثات تجرى حول إستخدام تعبير صندوق المساعدات المصري بدلاً من تعبير الوقف وإمكانية تحويل العائدات رأسا الي القاهرة ، بدون تدخل من الإدارة الأمريكية . وأضاف شاكر أن العديد من التفاصيل يتم دراستها للوصول الى التصوير النهائى لشكل هذه الوديعه التى ستنظم شكل المعونة خلال السنوات القادمة، مشيرًا إلى أن حجم تلك الوديعة وأسلوب تمويلها والجهة التى ستتولى إدارتها يتم الآن التشاور بين الادارة المصرية والأمريكية حولها ليتم بعد ذلك الموافقة عليها فى الكونجرس فى حالة التوصل إلى الشكل النهائى لها، مشيرا إلى أنه حالة التوصل إلى شكل تلك الوديعة .وأكد أن المفاوضات الخاصة فى هذا الشأن كانت قد بدأت منذ نوفمبر الماضى ومستمرة حتى الآن وتتم على أسس اقتصادية ووفقا لمصالح مصر التنموية وليس هناك أى بعد سياسى فى هذه الوديعة وتتم المفاوضات فى إطار رغبة مشتركة لتدعيم العلاقات الثنائية . على جانب آخر ، أشار السفير سامح شكرى أن "البنوك الامريكية" لم تتراجع عن تقديم تمويل للمشروعات المشتركة بل هناك إقبالا، مشيرًا إلى قيامها بتمويل العقد بين شركة "مصر للطيران" و"بوينج" على تطوير أسطول الطيران لديها وتم توفير التمويل عن طريق بنك تنمية الصادرات الامريكى. وقال أن هناك رغبة أمريكية للاستثمار فى مصر والحصول على التمويل عن طريق البنوك المصرية نظرا لصعوبة عمليات الاقراض لعملاء خارجين بشكل عام وهو أمر يتم بحثه فى الوقت الحالى.