تكتسب الانترنت على نحو متزايد طابعاً محلياً نتيجة العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المختلفة لكل دولة، وذلك وفقا لمؤشر كثافة استخدام الانترنت، الذي أطلقته مجموعة بوسطن للاستشارات أخيراً. ويعطي المؤشر صورة أكثر دقة ووضوحاً حول عمق الأنشطة الرقمية وانتشارها في سائر أنحاء العالم. وهو يقيس نشاط استخدام الانترنت من قبل أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD وبالنسبة لدول BRICI وهي البرازيل وروسيا والهند والصين واندونيسيا وغيرها من الاقتصادات الأخرى المهمة مثل هونغ كونغ ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسنغافورة وجنوب أفريقيا. وقد بلغ إجمالي عدد الدول التي تم إدراجها على المؤشر 50 دولة وفقا للعربية نت . انتشار الأنظمة الرقمية وبحسب ما جاء في جريدة القبس الكويتية اليوم الاثنين فقد قال جورج هيلدبراندت، الشريك والعضو المنتدب في مجموعة بوسطن للاستشارات: "يرغب صانعو السياسات ورواد الأعمال في التعرف على كثافة استخدام الانترنت في الدول المختلفة، بمعنى آخر، معرفة عمق انتشار الأنشطة الرقمية ومداه في كل بلد. ويقيس مؤشر كثافة استخدام الانترنت من مجموعة بوسطن للاستشارات كلاً من مستوى البنية التحتية للإنترنت المتوافر في تلك الدول وحجم الطلب والاقبال على استخدام خدمات الانترنت فيها". يقيس المؤشر، على وجه الخصوص، "الاتاحة": أي مدى جودة البنية التحتية، وجاهزية خدمة الانترنت. ويقيس أيضاً "الانفاق": أي معرفة كم من الأموال التي يتم إنفاقها على التسوق والاعلانات على الانترنت. وأخيراً يقيس المؤشر "الاستخدام": وهو تقييم مدى الاستخدام الفعلي للإنترنت من قبل الشركات والحكومات والعملاء. الدول المتصدرة وتأتي كوريا الجنوبية على رأس القائمة نظراً لامتلاكها بنية تقنية عالية السرعة ونظم تجارة إلكترونية متطورة وسوقاً للإعلان الرقمي ومشاركة عالية للإنترنت. وتحتل الدانمرك والسويد والمملكة المتحدة وايسلندا المراكز الخمسة الأولى بينما تأتي الولاياتالمتحدة التي تشتهر بأنها "منشأ شبكة الانترنت" في المركز العاشر من حيث رصيد النقاط. ويكشف المؤشر عن معلومات أخرى مهمة، لا سيما عند الخوض في تفاصيله الدقيقة. على سبيل المثال، تتصدر الولاياتالمتحدة فئة أعلى مستوى "الاستخدام" في خدمة الانترنت، في حين تتصدر الدنمارك القائمة عن فئة "الانفاق"، وهونغ كونغ عن فئة "الاتاحة". بينما بقيت المراكز المتأخرة من نصيب الدول النامية، إلا أن لديها حصة من الابتكار والاستخدام المتقدم. وفي منطقة الشرق الأوسط، جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في الطليعة، حيث صُنّفت في المركز 26 وفقاً لمؤشر مجموعة بوسطن للاستشارات. وحققت دولة الامارات العربية المتحدة أعلى النقاط عن فئة "الاتاحة"، تليها "الانفاق" و"الاستخدام". في المقابل، جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة 39 على المؤشر، إذ أحتلت مراكز أعلى ضمن فئة "الاتاحة" مقارنة مع فئتي الانفاق والمشاركة. ومن اللافت أن مصر حلّت في المرتبة 49 على المؤشر، محرزة مستويات أعلى من "الاستخدام" مقارنة مع "الاتاحة" أو "الانفاق".