كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية النقاب أمس عن أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قرر أن يكون الرد الإسرائيلي علي الخطوات التركية بطرد الدبلوماسيين من أنقرة بسلسلة خطوات بينها دعم الميليشيات الكردية والتعاون مع الأرمن والقيام بحملة دبلوماسية وقضائية لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا, بحسب ما تقوله الخطة. حيث شهدت الأزمة بين تركيا وإسرائيل أمس فصلا جديدا من فصول المواجهة, وكانت تركيا قد أعلنت مساء أمس الأول أنها ستعمل علي منع اسرائيل من الاستغلال المنفرد للموارد الطبيعية في البحر المتوسط, فيما أكد رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان مجددا تعهده السابق بأن سفنا حربية تركية سترافق أي سفن مساعدات تركية إلي غزة في المستقبل, وذلك في إطار تصعيد المواجهة مع اسرائيل لرفضها الاعتذار عن مقتل الاتراك التسعة في الاعتداء الاسرائيلي علي السفينة التركية مرمرة التي كانت ضمن أسطول الحرية الذي توجه لكسر الحصار عن قطاع غزة في مايو. 2010 فعن رد الفعل الإسرائيلي للإجراءات العقابية التي تبنتها تركيا خلال الأيام الماضية, كشف صحيفة يديعوت أحرونوت أمس النقاب عن أن كبار المسئولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية عقدوا اجتماعا أمس الأول تمهيدا لمداولات ستجريها الوزارة اليوم برئاسة ليبرمان حول الرد الإسرائيلي علي طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين وإعلان رئيس الوزراء التركي أردوغان الثلاثاء الماضي عن تعليق الاتفاقيات التجارية والأمنية بين الدولتين وتلويحه بأن سفن المساعدات إلي قطاع غزة سترافقها بوارج حربية تركية. وأوضحت الصحيفة أنه في نهاية اجتماع المسئولين تم تسليم ليبرمان تقديرات مفادها أن تركيا ليست معنية باعتذار إسرائيلي علي مقتل النشطاء الأتراك في أسطول الحرية العام الماضي وإنما تفضل استغلال الخلافات مع إسرائيل من أجل رفع مكانتها في العالم الإسلامي, وأضافت الصحيفة أن ليبرمان قرر علي اثر هذه التقديرات أنه لا جدوي من البحث عن معادلات مبتكرة للاعتذار بادعاء أنها لن تقبل في تركيا التي ستضع مطالب جديدة بهدف إذلال إسرائيل وأنه من الأفضل تركيز الجهود علي معاقبتها. وعلي أثر هذه التقييمات قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية بناء صندوق أدوات سياسي وأمني ضد تركيا يتضمن أن تصدر إسرائيل في المرحلة الأولي تحذير سفر إلي تركيا لجميع الإسرائيليين الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي وخصوصا في فترة الحرب علي غزة أو شاركوا في عمليات عسكرية ضد فلسطينيين, وسيكون تحذير السفر هذا متشددا للغاية كونه لا يحذر من السفر إلي تركيا وحسب وإنما من السفر إلي أي مكان في العالم عبر تركيا. وقالت يديعوت أحرونوت إن القرار بهذا الخصوص يستند إلي معلومات تفيد بأن تركيا تخطط لاصطياد إسرائيليين لديهم ماض عسكري وتوقيفهم ومحاكمتهم.وفقا لبوابة الاهرام والخطوة الثانية التي يتوقع أن يتخذها ليبرمان تتعلق بالتعاون من الأرمن والاعتراف بداية بمجزرة الأرمن التي ارتكبتها تركيا, حيث يعتزم ليبرمان خلال زيارته للولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الحالي التقاء قياديين في منظمات أرمنية- التي تعتبر ثاني أكبر لوبي بعد اللوبي اليهودي إيباك- واقتراح التعاون معهم ضد تركيا, مما قد يقود إلي اعتراف إسرائيلي بمجزرة الأرمن, كما أن إسرائيل قد تدعم الجانب الأرميني في نزاعه مع تركيا حول السيطرة علي جبل أرارات. والجبهة الثالثة, التي تعتزم إسرائيل فتحها ضد تركيا تتعلق بالأقلية الكردية في شرق تركيا التي تطالب باستقلال إقليم كردستان المقسم بين تركيا وسوريا والعراق وإيران, وفي هذا السياق يعتزم ليبرمان- وفقا لما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أمس- عقد لقاءات معلنة مع قياديين أكراد في أوروبا بهدف التعاون معهم وتعزيز قوتهم في جميع المستويات التي بالإمكان طرحها علي الرأي العام العالمي, علما أن إسرائيل علي دراية بأن الأكراد سيطلبون من إسرائيل مساعدات عسكرية مثل التزود بالسلاح وإجراء تدريبات عسكرية, وهو ما سيشكل خطوة إسرائيلية خطيرة ضد تركيا. وأوضحت الصحيفة أنه إضافة إلي ذلك سيطالب ليبرمان السفارات الإسرائيلية في العالم برصد انتهاكات حقوق إنسان في تركيا تقود إلي رفع دعاوي ضد تركيا, وأضافت أن المداولات التي جرت أمس الأول في وزارة الخارجية الإسرائيلية ترأسها ران كوريئيل رئيس دائرة تركز الأنشطة الدبلوماسية في جميع السفارات الإسرائيلية في العالم واستندت هذه المداولات إلي قرار إسرائيل بعدم ضبط النفس أمام نوايا أردوغان بالعمل لصالح حماس. وتقرر في المداولات أن وضع تركيا ليس جيدا في الحلبة الدولية وأن علاقاتها متوترة مع حلف شمال الأطلنطي الناتو واليونان وسوريا وإيران. ونقلت يديعوت أحرونوت عن ليبرمان قوله سوف نجبي ثمنا من أردوغان يوضح له أنه ليس مجديا التحرش بإسرائيل وأن الأفضل لتركيا أن تتعامل معنا باحترام ونزاهة أساسية. وقبل ساعات من كشف يديعوت أحرونوت عن خطة رد الفعل الإسرائيلية, كانت تركيا قد اتخذت قرار تصعيديا أو عقابيا جديدا ضد اسرائيل, حيث أكدت أن سفنا حربية سترافق أي سفن مساعدات تركية الي غزة, ولن تسمح بتكرار الغارة الاسرائيلية التي حدثت العام الماضي, وهو ما قد يفتح الباب أمام مواجهة بحرية محتملة مع إسرائيل. وفي تصعيد للمواجهة مع اسرائيل لرفضها الاعتذار عن مقتل الاتراك التسعة قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لقناة الجزيرة التليفزيونية الفضائية إن بلاده اتخذت خطوات لمنع اسرائيل من الاستغلال المنفرد للموارد الطبيعية في البحر المتوسط. وقال اردوغان حسب مقتطفات من المقابلة مترجمة للعربية بثتها الجزيرة السفن الحربية التركية مكلفة بالدرجة الأولي بحماية سفننا التي تحمل مساعدات انسانية إلي غزة, من الآن فصاعدا لن نسمح بتعرض هذه السفن لهجمات من اسرائيل مثلما حدث مع اسطول الحرية. وأضاف اردوغان كما تعرفون ان اسرائيل بدأت تعلن انها صاحبة حق التصرف في المناطق الاقتصادية الحصرية في البحر المتوسط, في اشارة علي ما يبدو لخطط اسرائيلية لاستغلال احتياطيات غاز بحرية اكتشفت في مناطق يطالب بها أيضا لبنان. وفي إشارة الي تصريحات اردوغان قال ايجال بالمور المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية إنه تصريح يجدر ألا نعلق عليه. ومن جانبه, وصف الرئيس التركي عبد الله جول في تصريحات لصحيفة حريت التركية إسرائيل بأنها دولة ناكرة للجميل, وأضاف في تصريحات علي متن طائرته الرئاسية التي أقلته إلي روسيا أن الولاياتالمتحدة تشجعها, وأشار إلي أنه ليس مستغربا أن يري الجميع نواب الكونجرس يقفون يصفقون لرئيس الوزراء الإسرائيلي قبل وأثناء وفي نهاية خطابه. وعلي الجانب الآخر, سيتم خلال شهرين كاملين تدريب20 ضابطا تركيا علي استخدام الرادارات المتعلقة بأنظمة الدفاع الصاروخي لحلف شمال الأطلنطي الناتو, وذلك في وزارة الدفاع الامريكية وسيتم اختيار هؤلاء من بين العاملين بقاعدة الحلف في مدينة ازمير غرب تركيا.