دخلت العلاقات التركية الإسرائيلية فصلا جديدا من التوتر والتلاسن إثر الاتهامات التي أطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل متهما إياها بارتكاب أعمال عدوانية ضد الفلسطينيين. ونسبت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلي مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية يحاول إثناء وزير الدفاع ايهود باراك عن القيام بالزيارة المقررة إلي تركيا الأحد القادم, ولكن بيانا لوزارة الدفاع الإسرائيلية أكد أمس أن الزيارة ستتم في موعدها المحدد. وأشارت الصحيفة إلي تجدد التوتر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا آثر اعلان أردوغان ان إسرائيل تعرض السلام العالمي للخطر من خلال استخدامها القوة المفرطة ضد الفلسطينيين وانتهاك المجال الجوي والمياه اللبنانية وعدم قيامها بالكشف عن تفاصيل برنامجها النووي. وأشار أردوغان غاضبا خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني سعد الحريري أمس الأول في أنقرة إلي أن تصرفات اسرائيل تهدد السلام العالمي, وان أنقرة لن تسكت حيال تلك الممارسات وسوف توجه تحذيرا إلي باراك خلال زيارته المزمعة الأسبوع القادم. وأثارت تصريحات أردوغان غضبا عارما داخل اسرائيل حيث استنكرت وزارة الخارجية في بيان ما وصفته بالانفلات غير المكبوح لرئيس الوزراء التركي معتبرة انتقاداته العلنية لإسرائيل قد تعرض العلاقات الثنائية للخطر. وقال البيان إن الأتراك هم آخر من يمكنه توجيه موعظة أخلاقية لاسرائيل, وأن تل أبيب حريصة علي احترام تركيا وتسعي لاستمرار العلاقات الودية بين البلدين. واستدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي لدي اسرائيل من أجل الحصول علي تفسير لتصريحات أردوغان وابداء استياء اسرائيل من المسلسل التركي وداي الذئاب الذي يصور الاسرائيليين علي أنهم خاطفو أطفال وقتلة, وردت تركيا أمس باستدعاء السفير الاسرائيلي للاحتجاج علي التصرفات الاسرائيلية. وفي خطوة استهدفت اذلال السفير التركي ظهر الأخير أمام وسائل الاعلام الاسرائيلي جالسا علي كرسي منخفض فيما جلس أمامه نائب وزير الخارجية الاسرائيلي علي كرسي مرتفع بينما نصب علي طاولة الاجتماع علم واحد هو العلم الاسرائيلي. وذكرت صحيفة ها آرتس الاسرائيلية أن وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان يعمل بشكل متعمد علي توتر العلاقات مع تركيا قبل زيارة خصمه السياسي باراك لافشال اتصالاته في أنقرة لعرقلة احتمال مواصلة تركيا دور الوساطة في المفاوضات السورية الاسرائيلية. من جهتها أشارت شبكة إن تي في التركية إلي إنه كلما تقدم الدبلوماسيون الأتراك والإسرائيليون علي طريق ترميم العلاقات المتوترة يقوم أردوغان بنسف الجسور لأنه وحسب ما يعتقد الجميع أن السياسة الخارجية لحزب العدالة هي العمل علي تقليص العلاقات مع اسرائيل, والوصول بها إلي الحد الأدني بدلا من قطع هذه العلاقات, وأن هذا التطور سيؤثر سلبا علي العديد من مجالات التعاون والتنسيق بالمجال العسكري بين البلدين حيث انها المرة الأولي التي تصدر فيها اسرائيل بيانا خطيا ينتقد وبشدة تصريحات أردوغان.