قال عبد الحق أميري مدير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا/أوتشا/ إن نحو740 ألف شخص قد نزحوا من ليبيا منذ بداية الأزمة في فبراير الماضي فضلا عن وجود نحو 218 ألف نازح داخلي. وأضاف أميرى في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للاغاثة الإنسانية بمقر المركز الإعلامي للأمم المتحدةبالقاهرة أن منظمات الأممالمتحدة أطلقت نداء لتوفير مبلغ 408 ملايين دولار لمساعدة النازحين من جراء الأزمة في ليبيا وقد تم توفير نحو 246 مليون دولار حتى الآن . وأعرب أميرى عن مخاوفه من ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين فضلا عن وجود عدد كبير من الذخائر والقنابل التي لم تنفجر وزيادة حده العنف الجنسي ضد النساء وعمليات خطف الأطفال و تجنيدهم . وفيما يتعلق باليمن، حذر أميري من تفاقم الأوضاع الإنسانية من جراء استمرار الأزمة نتيجة للاضطرابات المدنية علاوة علي صعوبة الحصول علي الأغذية اللازمة للسكان مشيرا إلي أن منظمات الأممالمتحدة طالبت بتوفير مبلغ 290 مليون دولار للعام الحالي ، تم تقديم نحو 148 مليون دولار حتى الآن . وأوضح أن حماية المدنيين تعد من أولويات عمل الأممالمتحدة في الوقت الذي يتواصل فيه القتال في بعض المناطق فضلا عن المصاعب في تحديد أعداد الضحايا الذي سقط من بينهم 76 طفلا في اليمن مشيدا بالتضحيات التي قدمها العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية في كل مكان من بينها الصومال . ومن جانبها، أشادت عبير عطيفة المسئولة الإعلامية ببرنامج الغذاء العالمي بالمساعدات والتبرعات المقدمة من عدد كبير من الأفراد في مصر للمساعدة على مواجهة تداعيات موجة الجفاف التي تضرب منطقة القرن الأفريقي وخاصة الصومال، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها مصر حاليا. وأشارت إلى أن برنامج الغذاء العالمي طالب بتوفير نصف مليار دولار خلال ستة أشهر تم توفيرها نصف المبلغ حتى الآن محذرة من أنه هناك أكثر من 13 مليون شخص في منطقة القرن الأفريقي علي شفا المجاعة . وقالت إن الصومال تعد الدولة الأخطر في المنطقة في ظل وجود 4 ملايين شخص يعانون من جوع شديد من بينهم 2ر2 مليون شخص في خمسة مناطق في جنوب الصومال التي تم إعلانها أنها منطقة مجاعة نتيجة لموجة الجفاف التي لم تشهدها المنطقة منذ أكثر من 60 عاما مضيفة أنه هناك مخاوف من إعلان عن كامل منطقة جنوب الصومال منطقة مجاعة. وحذرت من أن مناطق كثيرة في جنوب الصومال تسيطر عليها جماعات مسلحة مما يجعل منظمات الإغاثة في حاجة إلي توافر ضمانات بحماية أمنهم بما يمكنهم من ممارسة عملهم في إيصال المساعدات للسكان المحتاجين إليها. وأفادت بأن مخيم " داداب " بكينيا أصبح أكبر مخيم للاجئين في العالم نتيجة لموجة النزوح الجماعي التي تشهدها المنطقة مشيرة إلي أن برنامج الغذاء العالمي يستهدف مساعدة 11 مليون شخص في منطقة القرن الأفريقي وقد وصل بمساعدته بالفعل إلي 8 ملايين شخص حتى الآن . وبدوره قال أحمد صبيح مدير البرامج بمؤسسة " إنقاذ الطفولة " في القاهرة إن المؤسسة التي بدأت عملها في مصر منذ عام 1982 تقوم بوضع برامج لتوفير الآلاف من فرص العمل للعاملين المصريين العائدين من ليبيا خاصة في صعيد مصر حيث تم حصر هؤلاء العاملين ومهاراتهم مضيفا أن المؤسسة تربط هؤلاء العاملين بالقطاع الخاص ووزارة التضامن لمساعدة للحصول علي حقوقهم . وأضاف أن المؤسسة تقوم بمساعدة أبناء النازحين لدفع مصاريف الدراسة لتخفيف المعاناة عنهم كما تعمل بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي علي تقديم حقيبة الطعام تكفي لستة أشهر لأسر العاملين النازحين حتى تتوافر لهم فرص عمل جديدة . وأشار الى أن المؤسسة تمكنت بالفعل من تشغيل عدد من هؤلاء العاملين النازحين من ليبيا في قطاع الزراعة وصيانة الأجهزة الكهربائية والمقاولات . و في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني ، أكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أن العاملين في خدمة البشرية يواجهون مخاطر تبعدهم عن أوطانهم ويعملون لساعات طويلة وفي ظروف وأوضاع صعبة للغاية ولكن بفضل جهودهم أثناء الصراعات والكوارث الطبيعية تنقذ الأرواح وتتقارب الأواصر ليتذكر العالم أننا أسرة واحدة نتقاسم حلم العيش علي كوكب يسوده السلام . و طالب بتكريم هؤلاء العاملين الإنسانيين وبتضحيتهم الكبرى بسبب تفانيهم في العمل في أماكن كثيرة في أفغانستان وهايتي وقد لقي الكثير منهم حتفهم أو تعرضوا لضرر شديد أثناء قيامهم بمهامهم مشددا علي الحاجة إلي إعادة النظر والتفكير فيما يمكن أن نقوم به من عمل إضافي للمساهمة في التواصل مع الذين يواجهون الصراعات والكوارث والمعاناة من كل نوع.