ابو زكى : الاقتصاد اللبناني غير متأثر بالأزمة السياسية الداخلية افتُتحت صباح اليوم في فندق فينيسيا - بيروت الدورة ال 19 ل "منتدى الاقتصاد العربي" بحضور 600 مشارك من 18 بلداً تقدمهم وزراء ونواب ودبلوماسيون ورؤساء الهيئات الاقتصادية وكبريات المصارف والشركات ، برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ممثلاً برئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، استهل الافتتاح الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي قائلاً: رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة تمكنت المجموعة من تنظيم عدة مؤتمرات هذه السنة. وفي برنامجها تنظيم 8 مؤتمرات قبل نهاية السنة منها ثلاثة في بيروت والباقي في عواصم عربية وأجنبية أخرى، آملين أن تبقى ملتقيات الاقتصاد والأعمال إطاراً للتواصل والتحاور وبلورة السياسات والمشاريع ونسج العلاقات سواء على مستوى الدول أم على مستوى الشركات والأفراد. وينعقد منتدانا هذه السنة وسط حراك شعبي غير مسبوق يستهدف تحقيق الإصلاح والتعددية السياسية والحد من الفساد وتحقيق التنمية المتوازنة بين الفئات والمناطق. وعلى الرغم من أن هذا الحراك الإصلاحي يواجه صعوبات هنا أو هناك لكن المؤكد أن العالم العربي مقبل على تغييرات كثيرة، وإن كان علينا الانتظار بعض الوقت لتبين ملامح الوضع الجديد وما سيترتب عليه من نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية. في غضون ذلك، يجب الإقرار بأن الوضع الأمني في بعض البلدان ومناخ الترقب في بلدان أخرى أديا إلى تباطؤ حركة الاستثمار والتبادلات، كما أن الأحداث العاصفة التي نشهدها تركت آثارها البعيدة على الاقتصاد، والذي سيكون في حاجة إلى عناية كبيرة لاستعادة وتائر نموه. والتحدي الأهم أمام الحكومات العربية الآن هو القدرة على تحقيق النمو وتعميمه وتوفير فرص العمل، والتأخر في تحقيق هذه الأهداف سيبقى أحد أهم أسباب زعزعة الاستقرار ومناخ الاستثمار وحركة الأعمال". وأضاف أبو زكي:"لقد دحض المجتمع العربي الاعتقاد الذي كان سائداً، وهو أن منطقتنا لا تتأثر بثورة العولمة والأفكار والتطور، وإنه في الإمكان عزل المجتمع، أي مجتمع، ضمن أسوار، والاطمئنان إلى أوضاع تقادمت واستنفدت أغراضها. أو أنه في الإمكان تأجيل الاستحقاقات الداهمة، لكن هذه الأخيرة مثل أي دين مصرفي يزداد ويتضخم مع الوقت ويأتي صاحب الدين، وهو الشعب، ويطالب به دفعة واحدة. لقد اندفعت بعض الدول العربية في طريق الانفتاح والخصخصة وتحرير الاقتصاد وهي خطوات مهمة ولا شك، لكنها لم تستكمل وتحصن تلك الإصلاحات بشبكة أمان اجتماعية وإنمائية شاملة لكل فئات المجتمع. قال أبو زكي: "ينعقد هذا المنتدى في بيروت، في وقت يعيش لبنان أزمة تتجلى في عدم تشكيل حكومة جديدة، وعلى رغم نقطة الضعف الكبيرة هذه، فإن الحركة الاقتصادية اللبنانية تسير بشكل شبه طبيعي بل وأن معظم المؤشرات لا تزال إيجابية. هذا لا يعني أن الاقتصاد اللبناني غير متأثر بالأزمة السياسية الداخلية وبالاضطرابات الإقليمية ولكن هذا التأثر محدود نسبياً، فاللبنانيين اعتادوا على التكيف مع الأزمات". رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان، ورئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، الدكتور جوزف طربيه أكد أن "بيروت بالذات التي لا تفقد بريقها وحضورها مهما تعقدت أوضاع البلد في الداخل أو تعاظمت الأحداث في محيطها. ونحن بالفعل أحوج ما نكون حالياً إلى مثل هذه المناسبات للتلاقي والحوار والسعي إلى تكوين فهم مشترك لأبعاد المرحلة الحاضرة والمقبلة، ففي خضم تطورات وتحولات مذهلة وغير مسبوقة في تاريخ منطقتنا، إن من حيث طبيعة ما يحصل وسرعته أو من حيث شموليته ونتائجه، فإن المشهد السياسي العربي الذي يتكون تباعاً مع كل حدث هو مشهد مختلف بكل معنى الكلمة. وقد يصعب تحديد الصورة المكتملة للمشهد الآن، لكن الملامح الظاهرة تؤكد أننا بصدد عصر عربي مختلف ومناخات إقليمية ودولية جديدة. ففي صلب هذه الملامح، نحن نشهد تغييرات جذرية في أنظمة الحكم أو في السياسات والركائز الأساسية لإدارة شؤون البلاد، يصاحبها تبدلات إستراتيجية في هويات وأدوار مراكز الثقل الإقليمي من منظومة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تركيا إلى إيران إلى الشمال الأفريقي ويجاريهما معاً تدخل أممي ودولي لا يقل شأناً في أهميته، وفي دوره المؤثر في صياغة واقع جيوسياسي يختلف تماماً عن الصورة النمطية التي اعتدناها طوال عقود".