أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا ستروّجان ل "برنامج دعم" سياسي واقتصادي ل "الربيع العربي" أثناء قمة مجموعة الثماني في فرنسا، نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال كاميرون في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد في اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يقوم بها أوباما إلى لندن، "لدينا التصميم على الوقوف إلى جانب أولئك الذين يعملون من أجل الحرية". وأضاف "إنها الرسالة التي سنوجهها في قمة مجموعة الثماني غدا حيث سندعم برنامجاً واسعاً لدعم سياسي واقتصادي للبلدان التي ترغب في إجراء إصلاحات". وسيشارك أوباما وكاميرون في قمة مجموعة الثماني التي تبدأ غدا الخميس في دوفيل بفرنسا. وفي اجتماعهما الأول منذ بدء "الربيع العربي" يعتزم قادة الدول الثماني الأكثر تصنيعا في العالم تقديم دعم كثيف لعمليات الانتقال الديمقراطي في العالم العربي. ومن جهته، أعلن أوباما خلال المؤتمر الصحافي أن التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط يتطلب "تنازلات مؤلمة" من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. واعتبر الرئيس الأمريكي أن احتمال طلب الفلسطينيين من مجلس الأمن الاعتراف بدولتهم في حدود 1967 سيكون "خطأ". ويقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاليا بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة بناء على دعوة من الملكة اليزابيث الثانية، وهذه الزيارة تؤكد على العلاقات الخاصة بين أمريكا وحليفتها الأولى بريطانيا بل وتعتبر ضرورية للبلدين والعالم. فالدفء الذي يحيط ُبالعلاقات بين القيادات السياسية في أمريكا وبريطانيا يزداد بعد برودة ملحوظة في السنوات الثلاث الماضية. كان مقال مشترك للرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون قد نشر في صحيفة التايمز للتأكيد على أن علاقات البلدين ليست خاصة فحسب بل أساسية لمواجهة تحديات العالم. وأشاد وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني بعمق العلاقات بين البلدين قائلا "ليس هناك أي شك في العلاقات الخاصة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، فهذه العلاقات أساسية لكلا البلدين وستواصل ازدهارها، فهي بمثابة حجر زاوية الاستقرار في العالم" وستعزز هذه الزيارة الرسمية الأولى لأوباما الروابط الأمريكية الشخصية والشعبية مع بريطانيا الى جانب إعادة العلاقة الخاصة باتجاهين وليس باتجاه واحد كما عرفته من قبل. وقد تم الإعلان عن تشكيل هيئة مشتركة بين البلدين للنظر في التحديات الأمنية الدولية وتوسيع التعاون الاستخباراتي. كما سيحاول الزعيمان دعم بعضِهما في قضايا تهم حزبيهما وسياسة بلديهما. وشهد اليوم الأول من الزيارة استقبالا رسميا من الملكة اليزابيث لضيفها أوباما وزوجته داخل حدود قصر باكنهام لأن العملية الأمنية الكبيرة لا تسمح بتنقل الرئيس الأمريكي في شوراع لندن في المراسم التقليدية، بينما سيكون اليوم ُالثاني من الزيارة الأهم َ في تحديد سياسة أمريكا باتجاه أوروبا عندما يلقي خطابا في مجلس العموم البريطاني. فيما شهدت العلاقات الخاصة توترا طفيفا في الآونة الأخيرة ستبقى هذه العلاقة الأساسية الخاصة بين الولاياتالمتحدة والمكلة المتحدة دوما قائمة على توافق ومصلحة مشتركة وإرث من القواسم التاريخية بين البلدين والنظم السياسية والاقتصادية.