يعيد اليسار المصري ترتيب أوراقه بعد أن تلقى صفعات قوية في عهد الرئيس السادات ، وبعد أن تخافت نجمه بصورة ملحوظة خلال عهد الرئيس مبارك مثل باقي الأحزاب الأخرى في مصر خلال تلك الحقية . قام مجموعة من اليساريين المصريين أبرزهم الدكتور عبد الغفار شكر و الدكتور إبراهيم العيسوي و الدكتور جودة عبد الخالق و غيرهم بوضع الخطوات التأسيسيه الأولى لحزب يساري جديد ينافس حزب التجمع الذي بات غائبًا بصورة غاب معها دور التيار السياسي في مصر بشكل عام خلال الفترة الأخيرة . و يهدف الحزب – الذي تم الإعلان عنه أمس - الارتباط بالجماهير وخاصة مجموعة الشباب المصري الذي أظهر قدرته على تغيير الأوضاع خلال ثورة 25 يناير ، بالإضافة إلى تفعيل دور اليسار المصري . حزب التجمع الوطني التقدمي ، هو الممثل الوحيد للتيار اليساري في مصر ، تأسس مع إعادة تأسيس الأحزاب في مصر وحل الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان يمثل الحزب السياسي الوحيد في مصر سنة 1976. تأسس الحزب على كاهل مجموعة من أصحاب التوجهات اليسارية بصفة عامة وهم : الاشتراكيون والشيوعيون والناصريون والقوميون وبعض الليبراليين غير أن الشيوعيين كانوا في قلب المجموعة الداعية لإنشاء الحزب. يعتبر خالد محيي الدين المؤسس والزعيم التاريخي للحزب . ولم يحقق الحزب أية نجاحات تذكر على مدار تلك الفترة سوى حصوله على مقعدين في برلمان 1977 قبل أن يتم حله ، و 5 مقاعد في برلمان 1990 و 1995 ، و 6 مقاعد في برلمان 2000 ، ومقعدين فقط في برلمان 2005 (المزور) . يقول عبد الغفار شكر ، نائب رئيس مركز البحوث العربية و الافريقية ، و أحد رموز التيار اليساري بمصر أنه على "اليسار المصري أن يعيد ترتيب أوراقه" من أجل العودة مرة أخرى للظهور و احتلال المكانة التي يستحقها بالفعل . وأضاف انه كان ولابد أن يجد التجمع منافس قوي من أجل أن ينهض به و ألا يكون على الساحة وحده ، مؤكدًا أن مجموعة الشباب الذين تم الاستعانة بهم في الحزب الجديد و الذي لم يحدد اسمه حتى الآن من شأنهم تنشيط التيار السياسي وزيادة المنتمين له" .