يدرس مجلس الأعمال المصري الكوري التقدم بورقة عمل لوزيري "الصناعة" و"الكهرباء" لتشجيع الشركات الكورية على الاستثمار في مجال الطاقة بالتعاون مع الشركات المصرية لجذب ما يتراوح بين 10 و12 مليار دولار استثمارات جديدة في قطاع الطاقة عبر إنشاء محطات صغيرة لإنتاج التيار الكهربائي بطاقة تتراوح بين 10 و15 جيجا وات خلال 6 سنوات. وقال أسامة جنيدي, رئيس لجنة الطاقة بمجلس الأعمال المصري الكوري, في تصريحات اليوم الجمعة إن طاقة المحطة الواحدة ستكون أقل من 100 ميجا وات, ويسمح للقطاع الخاص المصري والأجنبي بالدخول في شراكات لإنشاء محطة إنتاج كهرباء وتشغيلها وبيع الإنتاج, إما عبر الشبكة القومية للكهرباء, أو للمستهلك النهائي مباشرة في حالة التجمعات الصناعية أو المدن العمرانية الجديدة والقرى السياحية. وأضاف جنيدي أن ورقة العمل تؤكد أهمية هذا النظام التمويلي الجديد المطبق في كثير من دول العالم من أجل تخفيف أعباء الخزانة العامة, حيث يسهم في توفير التمويل اللازم لزيادة الطاقة الكهربائية, ويساعد متخذ القرار على صعيد السياسات المالية على تخصيص أموال اكثر للقطاعات الأكثر إلحاحا, مثل تطوير التعليم, وتحسين خدمات الصحة, والقضاء على العشوائيات. وأوضح أن أحدث الأساليب العالمية تعتمد على محطات كثيرة تتواجد في أماكن قريبة من مناطق الاستهلاك, مؤكدا أن تبني هذا الأسلوب سيساعد في توفير الكثير من الموارد للاقتصاد القومي, خاصة انه يمكن تشغيل هذه المحطات باستخدام المخلفات إلى جانب الغاز الطبيعي, الذي ستقوم المؤسسات القائمة على تشغيل وإدارة تلك المحطات بسداد ثمنه لقطاع البترول بدلا من تراكم المديونية على قطاع الكهرباء الحكومي حاليا. وشدد جنيدي على أهمية تحرير سوق إنتاج الطاقة في مصر, من أجل خلق مناخ افضل لممارسة الأعمال عبر المنافسة في عمليات الإنتاج بين القطاعين العام والخاص, وهو الأمر الذي سيكون بلا شك في مصلحة المستهلك النهائي. وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين مصر وكوريا, قال جنيدي إن الاقتصاد الكوري اقتصاد مهم ويعتمد على التصدير فهو يتوسع للخارج باستمرار من خلال ضخ استثمارات لإنشاء شركات أو مصانع للتصدير إلى أجزاء مختلفة من دول العالم. وتابع جنيدي "لابد من النظر إلى كوريا على أنها مستهدف أساسي لنا لاستقطابها للاستثمار في مصر, ولتستغل علاقات مصر مع مختلف دول العالم لتصدير منتجاتها من مصر, بالإضافة إلى بيع منتجاتها بالسوق المصري, وهو عنصر جذب أساسي لأن السوق المصري سوق كبير به زيادة سكانية كبيرة وثقافة الإنسان المصري استهلاكية. وشدد جنيدي على حل مشاكل الشركات الكورية الموجودة في مصر لأن أي شركة جديدة ترغب في دخول السوق المصري ستعمل على الاستفادة من خبرات الشركات المتواجدة بالسوق وتعمل على تقييمها. وأشار إلى أن هناك الكثير من الإيجابيات التي يمكن للشركات الكورية الاستفادة منها في مصر, كانخفاض أجور العاملين المصريين, مقارنة بأجور العاملين في عديد من الدول فضلا عن أن أسعار الطاقة المنخفضة, واعتدال درجات الحرارة على مدار العام, مقارنة بالعديد من الدول بالإضافة إلى وجود بنية أساسية وشبكات كهرباء. وطالب جنيدي بسرعة تفعيل مذكرات التفاهم التي وقعتها مصر مع كوريا الجنوبية في مارس الماضي, مشددا على ضرورة قيام الجهات المعنية بمصر بتقديم مزايا تنافسية سواء المستثمرين المحلين أو الأجانب مشيرا إلى المنافسة الشرسة بين مختلف الدول في تقديم مزايا لجذب المستثمرين .
