شريف زهران: صادرات الهند من تكنولوجيا المعلومات 100 مليار دولار سنويًا مقارنة ب 1.6 مليار لمصر أحمد هاشم: خريجي تكنولوجيا المعلومات سفراء لدولهم في الشركات الأجنبية ريم بهجت: 36 ألف خريج من كليات الحاسبات والمعلومات منذ تدشينها أبو العلا العطيفي : التكنولوجيا تسهل حياة 14 مليون معاق وذويهم أحمد الدسوقي: نحتاج إطار تنظيمي لتقديم مبادراتنا في الحكومة الإلكترونية والبرمجيات مفتوحة المصدر نسرين صابر: الشركات العالمية تصمم برامج مخصصة لطلاب الحاسبات للاستفادة بهم في صناعة التكنولوجيا أكد عدد من خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أن تأخر مصر في الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها المختلفة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي يرجع لعدم وجود كيان موحد يخاطب الجهات المعنية المهتمة بتكنولوجيا المعلومات وخريجيها على المستوى المحلي، مشددين على عدم وجود هيئة محددة تتولى إطلاق المبادرات ومخاطبة وزارة الاتصالات فيما يتعلق بتوطين تكنولوجيا المعلومات. قال الدكتور شريف زهران عضو مجلس الشعب السابق، وعضو الجمعية المصرية لخريجي الحاسبات إن حجم ابصادرات الهند من تكنولوجيا المعلومات بلغ 100 مليار دولار بنهاية العام المالي 2015، مشيرًا إلى أن 75 مليار دولار تأتي من صناعة التكنولوجيا وتطوير البرمجيات وغيرها، مضيفًا أن 25% منها تعتمد على تصدير تكنولوجيا المعلومات على شكل خدمات مثل مراكز الاتصال والدعم الفني وخدمات القيمة المضافة. أوضح زهران أن حجم صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في سنغافورة بلغ 156 مليار دولار، بينما إجمالي صادرات مصر بنهاية العام المالي 2014-2015 لا تتعدى ال19 مليار دولار في كافة القطاعات وفي التكنولوجيا تبلغ 1.6 مليار دولار، مؤكدًا على ضرورة توجه الحكومة نحو تفعيل مزيد من الخدمات القائمة على تكنولوجيا المعلومات وتصديرها للخارج. ولفت إلى صعوبة مخاطبة الحكومة بشأن تلك المبادرات أو أهمية التكنولوجيا دون الاعتماد على كيان حقيقي له وجود واعتراف قانوني، مطالبًا بضرورة تدشين نقابة لخريجي تكنولوجيا المعلومات من الجامعات المختلفة والتى من شأنها أن تعلي من أهمية خريج الحاسبات ودوره في تطوير الاقتصاد المحلي. اتفق معه المهندس أحمد هاشم خريج كلية حاسبات ومعلومات القاهرة والمهندس بشركة أوراكل مصر، على أن خريجي تكنولوجيا المعلومات في دول محددة يمثلون سفراء لتلك الدول في شركاتهم، موضحًا أن دواة مثل الهند تستحوذ على نسبة غير قليلة من حجم العمالة بتكنولوجيا المعلومات حول العالم بالاعتماد على هذا المبدأ. وقسّم الدول من حيث تطوير التكنولوجيا إلى دول منتجة للتكنولوجيات والممثلة في الولاياتالمتحدة ودول غرب أوروبا، ودول مقلدة للتكنولوجيا وعلى رأسها الصين، ودول مستهلكة للتكنولوجيا ومنها الدول المنتجة بالإضافة إلى الخليج، ودول تقدم خدمات لدعم تلك التكنولوجيات مثل الهند والفلبين ومصر، مشيرًا إلى أن حصة مصر من تلك الخدمات متدنية بقوة في حالة مقارنتها بتلك الدول لعدم وجود كيان محدد يمكن الاعتماد عليه في تصدير تلك الخدمات، أو تنظيم خريجي التكنولوجيا للعمل في مجال الخدمات التابعة للتكنولوجيا. أوضح أن خريجي كليات الحاسبات يمثلون النسبة الأغلب من رواد الأعمال ومن العمالة في المجالات المتخصصة بالتكنولوجيا، غير أن عدم وجود نقابة أو جهة جامعة للخريجين تتسبب في ضياع حقوق الخريجين من ناحية، وتحجم من قدرة الدولة على الاستفادة بهم من ناحية أخرى. يشير الدكتور أبو العلا العطيفي عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة أن التكنولوجيا وخريجي الحاسبات لديهم قدرة على توظيف الأدوات التكنولوجية في خدمة المجتمع، ضاربًا المثال بوحدة تكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة والتى تشرف عليها كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة، والتى تخدم ما يقرب من 28 مليون مواطن ما بين مصاب بالإعاقة ومصاحب له من ذويه. وشدد على أن البرمجيات المتاحة لخدمة هذا القطاع من المجتمع قليلة جدًا في حالة المقارنة بمثيله في الدول العربية والأوروبية مشددًا على أن تجميع القادرين على تطوير مثل تلك البرمجيات في كيان واحد قادر على تحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا لخدمة المعاقين. من ناحيتها أشارت الدكتورة ريم بهجت الاستاذ بجامعة القاهرة إلى أن عدد خريجي تكنولوجيا المعلومات بلغ حوالي 36 ألف خريج منذ تدشين كلية الحاسبات والمعلومات في عام 1996، موضحة أنه يوجد بالجامعات الحكومية 13 كلية متخصصة في الحاسبات تقدم المناهج الخاصة ب" الحاسب الآلي وعلومه، ونظم المعلومات وتدشينها، وإدارة وتركيب الشبكات المختلفة السلكية واللاسلكية، وبرامج لدعم اتخاذ القرار بالاعتماد على البيانات العملاقة وتحليلها" لفتت بهجت إلى أنه لا يمكن لمصر الاستفادة القصوى من هؤلاء الخريجين في حالة عدم وجود مظلة تجمعهم، وتقيم الطرق المثلى للاستفادة بهم، موضحة أنه لا يمكن لخريجي الحاسبات والمعلومات الانضمام لنقابة المهندسين للاختلاف في عدد سنوات الدراسة بوالتى تبلغ 4 سنوات للحاسبات و5 للهندسة، ما تسبب في رفض نقابة المهندسين ضم الحاسبات لخريجيها. واتفقت معها الدكتورة نسرين صابر الاستاذ بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة الزقازيق، على أن عدم المساواة بين خريجي الحاسبات والهندسة تسببت في تأخر الاستفادة من هؤلاء الخريجين، مشددة على أن الشركات العالمية أدركت أهمية هؤلاء الطلاب بتخصصات الحاسبات والمعلومات فبدأت في تصميم برامج تدريبية متخصصة، ومناهج علمية يتم تدريب الطلاب عليها قبل التخرج لتجهيزهم للعمل في تلك الشركات. وبيَنت أن من أهم الشركات التي تساهم في تلك البرامج شركتي IBM و EMC وغيرها، وهو ما يعد مؤشر هام على نوعية الخريجين ووعي الشركات الأجنبية بأهميتها. من جانبه أشار المهندس أحمد الدسوقي مستشار لعدد من شركات تكنولوجيا المعلومات إلى أن تكوين نقابة مستقلة لخريجي تكنولوجيا المعلومات والحاسبات يتيح الاستفادة من المبادرات المختلفة لتنظيم القطاع التى تعمل عليها العقول المتخرجة من تلك الكليات. وتطرق إلى عدد من المشروعات التي أصدرها هؤلاء الخريجين مثل مبادرة البرمجيات مفتوحة المصدر والتى تساهم في تخفيض النفقات الخاصة بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في القطاع الحكومي، ومبادرة أخرى خاصة بتدشين هيئة مستقلة لإدارة ملف الحكومة الإلكترونية بدلاً من تبعيتها لوزارة التخطيط والإصلاح الإداري.