قال منير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة أن مصر أمامها فرص واعدة لتعزيز تواجدها في إفريقيا وزيادة التجارة البينية. وأضاف أن المناخ الآن أصبح مهيأ للعب هذا الدور، رغم نصيب مصر الذى يصل إلى نحو 4 مليارات دولار فقط من إجمالى صادراتها للعالم البالغ 23 مليار دولار، مشيراً إلى أن حجم الصادرات المصرية لإفريقيا لا يتعدي 17٪ من إجمالي صادراتها للعالم وهو رقم هزيل للغاية. وأوضح إن واردات مصر من العالم بلغت 65 مليار دولار، فيما تصل حصة إفريقيا منها نحو 2.1 مليار دولار بما يعادل 1.6٪ من جملة واردات مصر للعالم. وأكد عبدالنور خلال مشاركته في مؤتمر "هنا إفريقيا" الذي استضافته كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة اليوم عن التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية أن هناك العديد من القطاعات التي يمكن أن تمثل فرصًا واعدة للنهوض بالصادرات والواردات المصرية في إفريقيا على رأسها قطاع الحبوب. وأضاف أن قطاع اللحوم أيضًا يمكن أن يكون مصدرًا للتعاون لما تزخر به الدول الإفريقية من مراع طبيعية وبالتالي يمكن استيراد اللحوم من هذه الدول خاصة شرق إفريقيا لسد الفجوة الغذائية. وأوضح أن مصر تضع آمالاً عريضة على قمة التجمعات الاقتصادية الثلاث التي ستستضيفها شرم الشيخ في العاشر من يونيو القادم، حيث يتيح اندماج 26 دولة إفريقية تضم أكثر من 600 مليون نسمه التي تمثل 60 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي للقارة دخول المنتج المصري لأسواق هذه الدول في خطوة مهمة نحو إقامة منطقة تجارة إفريقية حرة. وكشف عن أن حلم الانتهاء من الطريق البري "القاهرة- كيب تاون" قارب أن يصبح حقيقة، وسيتم الانتهاء منه في غضون عامين، مؤكدًا أنه سيسهم في النهوض بالصادرات المصرية للدول الإفريقية لما من فائدة في تخفيض تكلفة النقل وزيادة القدرة التنافسية المنتج المصري. وأشار إلى الدور الذي يقوم به بنك التصدير والاستيراد الإفريقي في تمويل مشروعات البنية التحتية الذي يسهم بنحو 500 مليون دولار لدعم التجارة البينية الإفريقية. و من جانبه دعا عبدالله حسن سفير الصومالبالقاهرة وعميد السلك الدبلوماسي الإفريقي مصر إلى مزيد الاهتمام ببلاده قائلاً: "الصومال لديها 100 مليون رأس ماشية" فلماذا لا تستفيد مصر من هذا الكم الهائل من الثروة الحيوانية لدعم العلاقات التجارية بين البلدين، وأوضح أن بلاده تصدر الموز والسمسم لدول الخليج وتريد أن تصدره لمصر أيضًا. وأوضح السفير صبري مجدي مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية أن مصر تسعي لتقديم نموذج للتعاون مع دول القارة من خلال توظيف أدواتنا لخدمة قضايا القارة مشيراً إلى أن مصر تقوم بهذا الدور سواء من خلال تريب الكوادر الإفريقية أو المشاركة في بعثات حفظ السلام في إفريقيا التي تحتل مصر فيه المرتبة العاشرة على مستوى الأممالمتحدة. وذكرت الدكتورة هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن المؤتمر يأتي في إطار الاهتمام الذي تولية مصر بتوطيد علاقاتها مع القارة ليس فقط على المستوى السياسى والاقتصادى وإنما على المستوى الاجتماعى والثقافى أيضًا. وأشارت إلى أن الكلية لديها العديد من الدراسين الأفارقة سواء كطلاب أو باحثين سيكون لهم دور فى رسم سياسات وإستراتيجيات دولهم عند التخرج والعمل على تنفيذ مشروعات وبرامج تسهم فى تحقيق التكامل الإقليمى بين مختلف دول القارة. وقدمت الدكتورة إجلال رأفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة روشة ثقافية طالبت فيها الحكومة المصرية بزيادة عدد المراكز الثقافية في إفريقيا بعد أن تقلصت إلى مركزين فقط بدلاً من 16 مركزًا في الماضي. وطالبت بضروروة تأهيل مبعوثي الأزهر للدول الإفريقية قبل إرسالهم، فضلاً عن التبادل الطلابي ليس من طرف الدول الإفريقية فقط بل ينبغي أن ترسل مصر أيضًا الطلبة للدراسة في الجامعات المتميزة سواء في جنوب إفريقيا أو السنغال وغيرها من الدول، كما دعت إلى ضرورة ترجمة الأدب والأفلام الإفريقية وتعليم اللغات الإفريقية لتسهيل الفهم والتواصل مع هذه الشعوب.