ارتبطت تكتلات «الصعايدة» فى القاهرة بالعمل، وعلى مر العصور، يغلب على التركيبة السكانية لمناطق بعينها كون الوافدين من الصعيد هم السواد الأعظم من قاطنيها، بسبب غلبة مهنة معينة على نشاط السكان فى هذه المنطقة، ومثال ذلك حى روض الفرج الذى احتضن لعقود طويلة تجارة الخضر والفاكهة، وهى من المهن «الحصرية» التى سيطر عليها الصعايدة. وانتقل سوق روض الفرج، ولكن ظل الحى صاحب الغالبية «الصعيدية» رهنا برغبتهم فيما تعلق بتحديد ممثلى الدائرة فى المجالس النيابية، وهم غالبا بالتبعية 9 من أبناء الصعيد. وجرت العادة فى روض الفرج أن «تعلن نتيجة الانتخابات» حتى قبل إجرائها، لأن «الصعايدة» يجلسون فيمن بينهم ويحددون النائب الذى يمثلهم، وبما أنهم الأغلبية، فدائما ما تأتى النتيجة الرسمية، متفقة مع رغبتهم بما لهم من كتلة تصويتية هائلة، علاوة على التزامهم بالقرارات التى يتخذها «الكبار منهم». فى الدورة الماضية استقر الأمر على تأييد عبدالرحمن راضى (فئات) عن الحزب الوطنى، وطارق سباق (عمال) عن حزب الوفد، وحسمها «الصعايدة» بالاتفاق والتراضى. ورغم ذلك ينافس عدد من الأعضاء البارزين فى المجالس المحلية فى الدورة الحالية، من أبرزهم، جمال أبوالفتوح، عن الحزب الوطنى، والذى تقدم إلى المجمع الانتخابى للحزب، وإبراهيم النادى، ومحمد الجارحى، وخالد عبد الفتاح، وسامح أنطوان، وجميعهم كان لهم دور بارز فى المنطقة، واتسمت منافستهم بالشرف وعدم التجاوز مع عضو البرلمان الحالى طارق سباق. وقال سباق ل«الشروق» إن دائرة روض الفرج من الدوائر التى تحظى بخدمات شعبية لنشاط أعضاء البرلمان فى الدائرة، حيث نستكمل الآن إمداد الغاز الطبيعى إلى باقى المناطق، وتحويل مستشفى جراحات اليوم الواحد إلى مستشفى مركزى بعد ان تقدم بطلب إلى وزير الصحة لتخصيص ميزانية لهذا المستشفى وإنشاء وحدة الفيروسات بالمستشفى لخدمة اهالى الدائرة»، وأضاف: «روض الفرج تعتمد على الخدمات الفردية لأبناء الدائرة وتعتمد على الوجود المستمر لعضو البرلمان بين أبنائها», وتقدم نائب الفئات فى الدائرة عبد الرحمن راضى الذى يشغل موقعه منذ عام 1987، إلى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى، أملا أن يحظى بالنصيب الأكبر من أصوات أبناء الدائرة البالغين 73 ألف صوت انتخابى موزعة عبر 5 شياخات، ويقول راضى: «أبناء الدائرة لديهم ثقافة انتخابية ويعرفون من هو العضو الذى يخدمهم، والمنافسة هنا دائما شريفة». وينافس راضى على مقعد الفئات أحمد عبدالجواد رئيس مجلس إدارة مركز شباب روض الفرج والذى تقدم إلى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى معتمدا على خدماته فى مركز الشباب والمنطقة.