عقدت النقابة العامة للمهندسين، محاضرة بعنوان "مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى"، بحضور اللجنة الاستشارية العليا لنقابة المهندسين، برئاسة المهندس محمد النمر وكيل النقابة. وحضر المحاضرة كلٍ من الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والري الأسبق، والدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتور أحمد محرم باخوم رئيس مجلس إدارة شركة المهندسين الاستشاريين العرب، والمسئول عن اللجنة الخاصة في دور النقابة كاستشاري للدولة، والدكتور مصطفى أبو زيد رئيس لجنة المياه ورئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء، والدكتور نزيه يونان أستاذ هندسة الري والاستشاري لمشروع توشكي. وقال المهندس محمد النمر، إن من أهم المشروعات القومية، التي قامت بدراستها اللجنة الاستشارية العليا بالنقابة هو مشروع توشكي، وكان من الأهمية التعرف على وجهات النظر وأراء المختصين بهذا المشروع العملاق. وأكد الدكتور أحمد محرم باخوم، أن اللجنة لن تنحاز لأى اتجاه، وأن كل مايهمنا هو أبداء الرأي الصائب والصحيح حتى نصل إلى المسار السليم في هذا المشروع العملاق. من جانبه تحدث الدكتور نزيه يونان عن التوسع الأفقي بجنوب الوادي بتوشكى، مؤكداً على أن هناك حقيقتين لهذا الموضع. الحقيقة الأولى هي أن منظومة شبكة الري بدرجاتها المختلفة، لا تسمح بإمرار تصرفات فيها تزيد عن التصرفات التصميمية لقطاعاتها المختلفة، والحقيقة الثانية هي مشكلة النحر خلف المنشآت المائية وقطاعات الترع، الأمر الذي أدى إلى عدم السماح بإمرار تصرفات خلف السد العالي تزيد عن 270 مليون متر مكعب في اليوم. وقال نزيه يونان، إن مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى هو استصلاح 540 فدانًا على المياه النيلية قابلة للزيادة، مشيراً إلى أن المشروع بدأ فى يناير 1997 وكان من المقرر أن يتم الانتهاء من البنية القومية والبنية الداخلية عام 2017، مؤكداً على أن الدولة قامت بتنفيذ البنية القومية للمشروع وهي محطة الطلمبات العملاقة شاملة محطة المحولات. وأوضح يونان، أن محطة الرفع العملاقة تكلفتها قد وصلت إلى مليار ونصف جنيه، فيما تكلفت محطة المحولات 300 مليون جنيه، حيث أكد على أن هذا المشروع يجب أن نعطى له الفرصة الكافية حتى يؤتى ثماره، ويجب ألا نبادر بالتعجيل لانتقاد هذا المشروع العملاق قبل أن نلم بجميع الجوانب الحقيقية والعلمية لجدوى المشروع، وطالب بمهلة حتى 2017 حتى يشعر المواطن العادي بالعائد الملموس على المشروع، الذى سيبدأ فى عمل نقلة واسعة فى الحركة العمرانية فى مصر. وفيما يخص التخوفات من هجوم الجراد علي الزراعات بتلك المنطقة، أكد دكتور نزية يونان، أن وزارة الزراعة المصرية قادرة على مواجهه تلك الأسراب، مشيرًا إلى أنه تم استصلاح 30 ألف فدان، وحاليا شركة جنوب الوادي قامت باستصلاح 10 آلاف فدان، موضحًا أن تكلفة الاستصلاح 22 ألف جنيه للفدان. وأضاف أن التمويل هو العقبة الوحيدة في مشروع توشكي، موضحًا أن الدولة تستهدف تنمية المناطق الخطرة والنائية لتحويلها إلى سلال غذاء وحائط ضد الإرهاب ومن المقرر استصلاح 108 فدان بنظام الري من بحيرة ناصر بتكلفة 2.8 مليار جنيه. وفي كلمته قال الدكتور محمود ابو زيد وزير الموارد المائية والري الاسبق ان مشاركة اللجنة الاستشارية العليا في المشروعات القومية هي بادرة عظيمة مشيرا إلي ضرورة مناقشة مستقبل مصر المائي وكذلك مشروع نهر الكونغو ومشروع المليون فدان وغيرها ، وأوضح أن جملة تكلفة الاستثمارات التي يحتاجها المشروع حوالي 300 مليار جنيه لم يصرف منهم الا 6 مليار فقط مؤكدا ان الدولة بدأت اعتماد سياسة توزيع مساحات كبيرة علي المستثمرين مما شكل سلبية علي مشروع توشكي، حيث لم يلتزم عدد منهم باستصلاح المساحات المخصصة له.