تقول انباء صحفية ان نتائج بحث تكنولوجي اثبتت ان مصدر التشويش على قناة الجزيرة الرياضية خلال بثها مباريات كاس العالم في يونيو/حزيران الماضي كان من الاردن. ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا تقول فيه ان الاردن يبدو انه فعل ذلك انتقاما من الجزيرة بعد فشل التوصل الى اتفاق يسمح ببث المباريات مجانا لمواطنيه. وكانت المشكلة بدأت يوم 12 يونيو/حزيران الماضي عند بث مباراة افتتاح كاس العالم بين جنوب افريقيا والمكسيك. وعانى مشاهدو قناة الجزيرة الرياضية في الوطن العربي من مشاكل اسوداد الشاشة واحيانا تجمد الصورة واختلاط قنوات الصوت. وتكرر ذلك التعطيل سبع مرات خلال بث مباريات كاس العالم في جنوب افريقيا التي حصلت الجزيرة على حق البث الحصري لها في العالم العربي وشمال افريقيا. واحتجت الجزيرة وقتها باعتبار التشويش لاشارة القناة على نايل سات و عرب سات يعد عملا "تخريبيا". وتوقع كثيرون ان تكون مصر او السعودية، وهما معاديتان للجزيرة كما تقول الصحيفة، هي المسؤولة عن التشويش، الا ان القناة لم تتهم احدا ولم تعلن نتائج تحقيقاتها الداخلية في الامر. وتقول الغارديان انها اطلعت على وثائق تعقبت مصدر التشويش في خمس مرات لتحدد مكانا قرب السلط، شمال غرب العاصمة الاردنية عمان. ويقول الخبراء انه من الصعب ان تكون عملية التشويش تمت دون علم السلطات الاردنية لانها "عملية غاية في التعقيد". ورفض دبلوماسي اردني التعليق على الامر، حسب الصحيفة، قائلا انه لم يتسن الوقت الكافي لدراسة التفاصيل. وكانت الجزيرة، التي اشترت حقوق البث الحصري للمباريات، توزع بطاقات لاستقبال البث بقيمة 100 دولار لمدة شهر. وربما تتعرض القناة لرفع دعاوى قضائية من قبل المتضررين من عملية التشويش. وفي احدى المرات ثار المشاهدون في احدى دور السينما بدبي عندما ادى التشويش الى افساد متابعة احدى المباريات. وتقول الغارديان ان الحكومة الاردنية، مثلها مثل كثير من الحكومات العربية لا تخفي غضبها من الجزيرة المملوكة للاسرة الحاكمة في قطر. وكان الملك عبد الله، ملك الاردن المولع بكرة القدم، ارسل احد مستشاريه المقربين للاتفاق مع الجزيرة على بث المباريات في الاردن. وحين فشلت الصفقة قبل بدء كاس العالم اتهم احد المسؤولين القناة بان موقفها "يستند الى اغراض سياسية ولا علاقة له باصول الاعمال. فالجزيرة تعاقب الشعب الاردني الذي يسري حب الرياضة في دمه". وقالت مصادر في الجزيره ان الملك عبد الله طلب من القناة وضع شاشات عملاقة في الميادين في الاردن ليتمكن الناس من مشاهدة المباريات، لكن طلبه رفض على اساس ان بقية البلاد العربية ستتوقع معاملة مماثلة في تلك الحالة. وذكرت الغارديان في تقريرها ان قناة الجزيرة تواجه دعوى تعويض منفصلة بقيمة 1.2 مليار جنيه امام المحاكم الامريكية. ورفع الدعوى 90 مدنيا اسرائيليا اصيبوا في الحرب بين اسرائيل ولبنان عام 2006. ويتهم هؤلاء الجزيرة بان تغطيتها كانت تساعد مقاتلي حزب الله في توجيه صواريخهم على الاسرائيليين.