أطباء: مرضى السكر أكثر عرضه لخطر الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا

نظمت اليوم شركة بوهرنجر إنجلهايم ندوة إلكترونية بعنوان "إدارة مرض السكري من النوع الثاني خلال وباء كوفيد-19″، بمشاركة العديد من المتخصصين بعدد من الدول العربية.
وأظهرت احصائيات "الاتحاد الدولي للسكري" إلى أن عدد مرضى السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبلغ اليوم 39 مليون نسمة، في ظل توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 82 مليون نسمة بحلول العام 2045.
وأشارت إلى أن تكلفة علاج مرض السكري تصل حاليا لنحو 760 مليار دولار ومن المتوقع أن تصل لنحو 845 مليار دولار بحلول عام 2045.
وقال محمد الطويل الرئيس الإقليمي ورئيس مجموعة الأدوية البشرية في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في الشركة، إنه في الوقت الذي يركز فيه العالم على التصدي لوباء كوفيد-19، من الأهمية أن يتم تسليط الضوء على الأمراض غير المعدية التي تؤثر على حياة الكثيرين في المنطقة مثل مرض السكري من النوع الثاني.
ولفت إلى أن الندوة تأتي في إطار برنامج ""تبادل المعارف الإقليمية حول مرض السكري" المعتمد دولياّ الذي تقدمه الشركة ويستهدف أكثر من 5000 أخصائي إقليمي وعالمي في الرعاية الصحية بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، من خلال استعانته بخبرات أخصائيين عالميين من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا والمملكة المتحدة، يهدف البرنامج العلمي إلى تبادل الخبرات والتجارب في إدارة مرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته خلال وباء كوفيد-19.
وأضاف الطويل أنه نظراً لأن مرض السكري من النوع الثاني يعد من عوامل الخطورة المسببة لحالات شديدة من وباء كوفيد-19، يحثّ المتخصصون المرضى على اتخاذ خطوات احترازية إضافية لحماية أنفسهم من الوباء، كما يتعين على مرضى السكري من النوع 2 أيضاً الانتباه جيداً لمستويات الجلوكوز في الدم ومراقبتها بانتظام لتجنب المضاعفات الناجمة عن ارتفاعها أو انخفاضها، والمسارعة إلى استشارة الطبيب في حال ظهرت عليهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
وأكد د. محمد حسنين، استشاري أول في الغدد الصماء والسكري في مستشفى دبي أن المصابين بمرض السكري والأعراض المرافقة له يعدون أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات كوفيد-19.
وأضاف أن بيانات وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة تشير إلى أن 40% من حالات الوفاة الناجمة عن وباء كوفيد-19 في الدولة كانت من مرضى السكري، ومن هنا تأتي أهمية توعية المرضى حول الإدارة الذاتية لمرض السكري ومضاعفاته خاصة خلال هذه الفترة. فالمرضى الذين يتعايشون مع مرض السكري ويهملون علاجه يواجهون خطر الإصابة بالفيروس أكثر من مرضى السكري الخاضع للعلاج. ومن هذا المنطلق، تتمثل أولويتنا الحالية في ضمان التحكم بمرض السكري من النوع 2″.
وأشار د. يحيى غانم أستاذ الأمراض الباطنة والسكر في جامعة الإسكندرية وعضو اللجنة القومية للسكر بوزارة الصحة في مصر، إلى مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني على القلب والأوعية الدموية والكلى. وتشمل هذه مضاعفات تصيب العينين (اعتلال الشبكية) وقد تؤدي إلى فقدان البصر؛ والكلى (اعتلال الكلى) وقد تؤدي إلى الفشل الكلوي؛ والأعصاب (اعتلال الأعصاب) واضطرابات "القدم السكرية" التي قد تتسبب بالتهابات حادة.
وذكر أن المضاعفات القلبية الوعائية تشمل الجلطة والفشل القلبي، واحتشاء عضلة القلب وأمراض الشرايين التاجية وتصلب الشرايين.
ولفت غانم إلى دراسة EMPA-REG OUTCOME® التي أحدثت نقلة نوعية في إدارة مرض السكري من النوع الثاني، وخاصة الحد من الاعتلالات القلبية الوعائية عموماً مثل تأخير تطور المرض، وبالتالي تقليص احتمالات الحاجة إلى الإسعاف نتيجة الفشل القلبي، والحد من أمراض القلب والأوعية الدموية والحد من الحاجة إلى دخول المستشفى والوفيات الإجمالية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
وقالت د. باولا عطاالله أخصائية الغدد الصماء في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في لبنان إنه يمكن لمستويات التوتر المرتفعة واضطرابات النظام الغذائي والنشاط البدني خلال وباء كوفيد-19 أن تؤدي لتفاقم حالة مرضى السكري من النوع الثاني ولذلك، ينبغي على المرضى متابعة حالتهم الصحية بشكل منتظم عبر مراجعة أطبائهم افتراضياً؛ والالتزام بنظام غذائي صحي والتمارين الرياضية؛ وتخزين الإمدادات الطبية؛ إضافة إلى تخصيص رمز اتصال سريع للطوارئ عند الضرورة القصوى".
وقدمت نصيحة لمرضى السكري حول المنطقة تتمثل في مواصلة العمل عن بعد وتقليص التواصل مع الآخرين من خارج أسرتهم. وإذا اضطروا للعودة إلى العمل، عليهم اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة وغسل أيديهم بانتظام وتجنب لمس وجوههم".
تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية مسبباً أول للوفيات بين مرضى السكري من النوع الثاني، إذ تقف وراء 52٪ من حالات الوفاة بين مرضى السكري من النوع الثاني على مستوى العالم .
ويمثل السكري يشكل عاملاً معروفاً لمخاطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، إضافة إلى حالات مرضية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة، وجميعها مشاكل شائعة بين مرضى السكري. وبصورة إجمالية، يعني هذا أن خطر الوفاة بسبب أمراض القلب الوعائية أعلى بمعدل يصل إلى أربعة أضعاف لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
ولفتت د. إيمان عبدالرحمن مدير مركز الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك سلمان بالرياض، إلى تسجيل معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ارتفاعاً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، نتيجة لعدة عوامل أبرزها السمنة كعامل خطورة أساسي .
وأضافت أنه علاوة على العبء الذي يفرضه على المرضى والقائمين على رعايتهم، يلقي هذا المرض بأعباء كبيرة على الحكومات التي يتعين عليها تحمل تكاليف العلاج والاستشفاء وإدارة المضاعفات والعجز وفقدان الإنتاجية المتعلقة بمرض السكري .
وأكدت عبد الرحمن أنه يتعين على المنطقة أن تعمل سوياً لتعزيز الاستثمار في البحوث لتوفير بيانات أوسع حول مرضى السكري من النوع 2 الخاضع للتحكم، وبالتالي المساهمة في تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق الحكومات وتقليص عدد المرضى على المدى الطويل.
وذكر د. ثامر العيسى، الاستشاري ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري والأيض في مستشفى جابر الأحمد، واستشاري السكري في معهد دسمان للسكري بالكويت أنه يتوفر في منطقة الشرق الأوسط العديد من العلاجات الجديدة والحلول الطبية لدعم مرضى السكري من النوع 2، ومن الأهمية بمكان تعريفهم بأحدث التطورات والتقنيات العلاجية المتاحة.