قالت امنية الحمامي، المحلل المالي الأول للقطاع الاستهلاكي ببنك الاستثمار النعيم أن قطاع الأغذية والمشروبات يعتبر من أكثر القطاعات المستفيدة من أزمة فيروس كورونا المستجد (كورونا 19) ، لاسيما الشركات المنتجة للمنتجات الأساسية مثل الألبان والأجبان وكافة المنتجات الغذائية الأساسية، خاصة مع الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية خلال الفترة الراهنة، لتأمين المنتجات الأساسية في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لتقليص انتشار الوباء.
وأضافت ل «أموال الغد» أن من المتوقع ارتفاع مبيعات شركات الأغذية المصنعة لمنتجات أساسية بنسبة تتراوح بين 10: 20% خلال النصف الأول من العام الجاري 2020، وذلك بدعم أرتفاع أحجام المبيعات نتيجة الطلب المتزايد من المواطنين.
أوضحت أن في المقابل تأتي الشركات المصنعة للمنتجات غير الأساسية والتكميلية، والتي شهدت تقلص في حجم الطلب منذ بداية العامة، متوقعة تراجع مبيعات هذه الشركات بمعدل يتراوح ما بين 10: 15 خلال النصف الأول من العام الجاي 2020.
وفي ذات السياق أشارت للأجراءات التحفيزية التي أقرتها الحكومة والتسهيلات المالية والائتمانية التي أقرها البنك المركزي، لدعم قدرة الشركات على مواجهة تداعيات أزمة كورونا، ودور هذة الإجراءات في الحد من التأثير السلبي للأزمة التي أطاحت باقتصاديات كافة الدول وأغلب الشركات العاملة بمختلف القطاعات.
وأكدت أن من الصعب الآن التنبؤ بأداء شركات الأغذية على المديين المتوسط والبعيد، خاصة مع صعوبة التنبؤ بالوضع الراهن فيما يتعلق بتزايد عدد الحالات ومدى انتشار الفيروس، ومدى قدرة الدولة على الحد منه، وبالتبعية الإجراءات التي ستتخذها الدولة في ظل هذا الانتشار.
وعلى صعيد أداء أسهم قطاع الأغذية والمشروبات بالبورصة المصرية، أشارت الحمامي للأداء المتذبذب للأسهم منذ بداية العام، بالتزامن مع الاتجاه الهابط المسيطر على أداء البورصة وجميع مؤشراتها، بضغط ضعف التداولات في ظل عزوف المستثمرين عن التداول، وسيطرة حالة من الترقب تجاه الاستثمار بالبورصة.
وتوقعت استمرار الأداء المتذبذب لحين إعلان الشركات عن نتائج أعمالها خلال النصف الأول من العام الجاري، والتي ستظهر مدى تأثير الشركات بتداعيات الأزمة، لتتوجه السيولة للأسهم التي نجحت شركاتها في مواجهة التداعيات بل والاستفادة منها.
وعلى صعيد صفقات الاستحواذات والاندماجات، أشارت المحلل المالي الأول للقطاع الاستهلاكي ببنك الاستثمار النعيم للإرجاء الحالي في صفقات الاستحواذ بمختلف القطاعات الاستثمارية بالسوق المصرية، بضغط استمرار ضبابية المشهد الاقتصادي دوليًا وإرجاء أغلب الخطط الاستثمارية لشريحة كبيرة من المؤسسات وصناديق الاستثمار المباشرة، موضحه أن اجتذاب استثمارات مباشرة أجنبية يتوقف على وضوح ملامح الأزمة الراهنة، ومدى قدرة كل شركة على مواجهة تداعياتها، وهو ما سيتوقف على التوجه الاستثماري للعديد من المؤسسات والصناديق الأجنبية خلال الفترة المقبلة.
وتوقعت أن تشهد السوق المصرية العديد من صفقات الاندماجات و الاستحواذات في قطاع الأغذية والمشروبات عند انحسار هذا الوباء، وبدء عودة الحياة الاستثمارية لطبيعتها، خاصة مع توجه العديد من المؤسسات المالية والشركات لاسيما شريحة الشركات التي استطاعت التعافي والتصدي للأزمة بهدف اقتناص الفرص بالقطاع عبر الاستحواذ أو الاندماج مع بعض الكيانات الأخرى التي لم تستطيع مواجهة او التأقلم مع الأزمة من حيث العديد من العوامل و التى كان على رأسها توفير السيولة ورأس المال العامل .
واحتل قطاع الأغذية والمشروبات المرتبة ال5 كأنشط القطاعات المدرجة بالبورصة خلال تعاملات الأسبوع الماضي من حيث قيم التداول، من خلال تسجيل قيمة تداول 312 مليون جنيه، عبر تداولات قدرها 55 مليون سهم.
ويضم القطاع نحو 28 شركة مدرجة بسوق داخل المقصورة، لعل أبرزها أسهم دومتي، جهينة، فوديكو،آراب ديري وايديتا.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس السبت، أنه تم تسجيل 488 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 11 حالة جديدة.
وأوضحت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم، السبت، هو 8964 حالة من ضمنهم 2002 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 514 حالة وفاة.