الفاصوليا البيضاء ب 60 جنيهًا.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    هل شعر بقرب الأجل؟.. منشور عن الغرق لتيمور تيمور يصدم محبيه: «كنت حاسسها وموت شهيد»    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    وزير الإسكان يتفقد مشروع "سكن لكل المصريين" و"كوبري C3" بالعلمين الجديدة    زلزال يضرب مدينة الأغواط الجزائرية    استئناف إدخال شاحنات المساعدات إلي قطاع غزة    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    تامر عبد الحميد يوجه انتقادات قوية للزمالك بعد التعادل مع المقاولون العرب    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    كانوا في زفة عريس.. مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث مروع بالأقصر    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    أبطال واقعة "الليلة بكام"، قرار جديد ضد المتهمين بمطاردة طبيبة وأسرتها بالشرقية    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    ملف يلا كورة.. تعثر الزمالك.. قرار فيفا ضد الأهلي.. وإصابة بن رمضان    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    في الغرف المغلقة    نشرة التوك شو| لجان حصر وحدات الإيجار القديم تبدأ عملها.. واستراتيجية جديدة للحد من المخالفات المرورية    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولادك يا «مرسى»!!
نشر في أموال الغد يوم 18 - 01 - 2014

الأدب فضّلوه على العلم، هكذا تعلمنا، لكن أبناء محمد مرسى كانوا طايحين فى البلد، منذ اليوم الأول استخدموا الفيس بوك لإهانة المعارضين، والرد عليهم بقسوة، وأحيانا بأساليب تخرج عن المعتاد، مما أثار الكثيرين ضدهم، وتناولتهم وسائل الإعلام.
وعندما قام أحد المصريين بالتعليق على حساب عمر، نجل الرئيس محمد مرسى، فى بداية عهده، رافضاً فتاوى الشيوخ الذين يكفّرون كل من يختلف معهم فى الرأى وقال لعمر «أبوك نهايته وحشة لو فضلتم تكفروا فى الناس بهذه الطريقة»، قام «عمر» بالرد عليه فوراً بالقول: «اسمه سيادة الرئيس يا بغل».
وعندما بدأت الردود الجماهيرية تتوالى من قِبل المدونين والمعلقين الذين رفضوا، بل أبدوا صدمتهم من تدوينة عمر ابن مرسى وتساءلوا: أين الثورة؟ رد عليهم بالقول: «ثورة إيه يا أبو ثورة، شكلهم مش فاكرين دعمهم للحرامى لما قاطعوا الانتخابات».
وعندما ثار الرأى العام على طريقة اختيار وتعيين عمر نجل محمد مرسى فى الشركة القابضة للمطارات دون خضوعه لنظام مسابقات التعيين، شنّ حملة على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» بالقول: «عندما تقدمت للاختبار للوظيفة، كنت أعلم أننى سأهاجَم وستنال منى الشائعات والأكاذيب، كما نالت من أبى وأسرتى منذ توليه المسئولية»، وقال: «للعلم مرتب الوظيفة ليس بالآلاف ولكنه تسعمائة جنيه شهرياً، ومع هذا اخترت ألا أكمل تقديم أوراقى لهذه الوظيفة».
ثم كتب «عمر» تدوينة أخرى قال فيها: «إن نيابة الأموال العامة قالت إن تعيين نجل الرئيس بالقابضة للمطارات تم بإجراءات سليمة، يقوم الإعلام بتاعنا يقول وبصوت واحد: «وأنا عاملة نفسى نايمة»، على الرغم من اختلاقهم قضية رأى عام بخصوص عقد عملى المؤقت واستغراقهم فى الكذب والافتراء»، وقال: «نجيب ساويرس سارق من قوت الغلابة 16 مليار جنيه يقوم رجال إعلامه بالتكتم على فضيحته اللى بقت بجلاجل وتلاقى «تعيسة الحديدى» (يقصد الإعلامية القديرة لميس الحديدى) بتاعت «حملة جمال رئيس» تدافع عنه، لا وتصفه بحامى مدنية الدولة المصرية، وتلاقى موظف «الأون تى فى» اللى نجيب مشربو شاى بالياسمين لحد ما بقى بكرش (يقصد الإعلامى جابر القرموطى)، ومن هم على شاكلتهم يتكتمون عليه، تعرف إن ديل الكلب عمره ما بيتعدل أبداً.. بجد شوية خرفان، ربنا ينتقم من سحرة فرعون اللى مضيعين البلد وجزاؤهم فى الدنيا والآخرة لهم عذاب أليم بإذن الله».
ساعتها انتفض الكثير من الصحفيين يعلنون رفضهم وإدانتهم لأسلوب ولغة نجل مرسى التى يوجه فيها الاتهامات إلى كل من يختلف معهم بطريقة تفتقد التربية وتتعدى على كل المحرمات.
وفى 10 أغسطس 2012، ورداً على تطاولات نجل مرسى أحمد كتبتُ شخصياً فى حسابى على «تويتر» وقلت: «عيب يا ولد، احترم كلامك، وكُفّ عن الإهانات، وتكلم بأدب عن الناس وكُفّ عن التدخل فى شئون الحكم». وقلت: «مصر ليست عزبة، وقبل أن تتكلم على الشرفاء المصريين، راجع التاريخ، دعنى أسألك: لماذا لم نسمع لك رداً على ما نشرته جريدة «الفجر» عن عبثك وزملائك فى القصور الرئاسية؟ اتعظ من مسيرة جمال مبارك وأمثاله وتوقف عن الإساءة للآخرين، ولا تستقوِ بوالدك ولا بجنسيتك الأمريكية».
وكان عمر، نجل مرسى، قد هددنى فى هذا الوقت بقطع لسانى وراح يهددنى بشكل مباشر، مما دفعنى إلى القول: «ما رأيكم عندما هدد ابن محمد مرسى بقطع لسانى وآخرين لأننا نعارض سياسات والده؟! وما رأيكم فى تهديداته لنا، وإنذاراته للمتظاهرين عند القصر والمنصة والاستعانة بالميليشيات؟». كان الكثيرون يتوقعون أن يتدخل الرئيس، وأن يُلزم ابنه بالتوقف عن هذا الهذيان، وأن يعتذر للإعلاميين والمصريين عما نالهم من تطاولات نجله، لكنه لم يفعل، بل بدا وكأنه يشجعه على ذلك. لم يكن أحمد، نجل مرسى، يقل «بجاحة» عن شقيقه عمر، لقد كتب فى بداية عهد والده يطلب منه الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، وفور الإعلان عن وزارة هشام قنديل قال: «إن مرسى يواجه العسكر ورجاله، والفلول وملياراتهم والإعلام وفساده».
وكتبت شيماء، نجلة محمد مرسى وزوجة نجل أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، على موقعها تقول: «أبى عندما كان يتحدث لكبار رجال الجيش والشرطة كانوا «سيتبولون» على أنفسهم من شدة الخوف والرهبة، لأن أبى زعيم وعالم وفى منزلة الأنبياء والصحابة».
■ ■ ■
لقد كتب أنجال مرسى مئات التدوينات خلال فترة حكم والدهم يسبون فيها المعارضين والإعلاميين بطريقة تخرج على كل حدود الأدب واللياقة.
وعندما تعرض رجل الأعمال سميح ساويرس -رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للإنشاءات- إلى أزمة مع الحكومة، بسبب مطالبة الحكومة له بدفع 14 مليار جنيه قيمة الضرائب الخاصة ببيعه للمصرية للأسمنت التى يمتلكها وآخرون إلى شركة «لافارج الفرنسية» بقيمة 72 مليار جنيه، قام أحمد نجل محمد مرسى بزيارة سميح ساويرس بمكتبه بمركز التجارة العالمى فى القاهرة وعرض عليه تسوية الضرائب مقابل خمسة مليارات جنيه يحصل عليها لينتهى الأمر برمته، ساعتها قام سميح ساويرس وانسحب من اللقاء، وأرسل عامل الفراشة بالمكتب ليجلس معه، يقول له: «سميح بك بيقول لك الزيارة انتهت».
وفى مساء الأربعاء 27 فبراير 2013 حدثت مشكلة بين عبدالله، نجل محمد مرسى، وبين أحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة منزل والده بالزقازيق بالشرقية ويدعى الملازم أحمد حمدى.. كان عبدالله عائداً برفقة أحد زملائه فى وقت متأخر من هذا المساء، وكانا يركبان سيارة B.M.W يقودها عبدالله بنفسه.
كان الأمن قد فرض إجراءات مشددة حول منزل «مرسى» فى هذا الوقت، وتم وضع حواجز حديدية فى الطريق إلى المنزل لوقف أى سيارات قادمة، طلب «عبدالله» من الضابط المسئول إزالة الحواجز فوراً، لم يتعرف الضابط على هوية هذا الشخص الذى يُصدر إليه التعليمات بطريقة عصبية وعنيفة، فسأله عن بطاقته.
ساعتها انفجر نجل مرسى فى وجه الملازم أحمد حمدى وقال له بلهجة حادة وصوت عالٍ: «انت مش عارف أنا مين، أنا هاقلّعك بدلتك الميرى وهاقعّدك جنب أمك».
كانت العبارات قاسية، شعر الضابط بالإهانة الشديدة، كتم غيظه عندما عرف أن مَن يتطاول عليه هو نجل الرئيس مرسى، ورد عليه بكلمات مؤدبة قال: «أنا لا أقبل الإهانة ولن أسكت عليها».
نظر إليه نجل مرسى من فوق لتحت، وقال له بكل صلافة وغرور: «أعلى ما فى خيلك اركبه، أنا اللى حأدبك وحاوريك انت مين».
عندما نشرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعى تفاصيل ما جرى فى هذه الليلة، بدأت الفضائيات تعلق على الحادث، وساعتها صدرت التعليمات إلى مدير أمن الشرقية باحتواء الموقف وإنهاء الأزمة مع الملازم أحمد حمدى ومنعه من تقديم شكوى إلى النيابة العامة.
وبالفعل التقى مدير أمن الشرقية بالضابط أحمد حمدى فى وقت مبكر من صباح يوم الخميس، واستمع إلى شكواه ووعده بتصعيد الأمر إلى وزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك. كان الضابط مُصرّاً على تقديم شكوى، جرت محاولات لأن يقوم «عبدالله» بالاعتذار له لينتهى الأمر عند هذا الحد، إلا أن «عبدالله» رفض الاعتذار، فقام شقيقه أسامة بالاتصال بالضابط مبدياً اعتذاره عما بدر من شقيقه الأصغر، وطالبه بقبول هذا الاعتذار وإنهاء الأمر عند هذا الحد. وعندما سأله الضابط: ولماذا لا يعتذر «عبدالله» بنفسه؟ رد عليه «أسامة» بالقول: «خلاص أنا اتكلمت وانتهى الموضوع»، رفض الضابط هذا الاعتذار، وقال ل«أسامة»: لازم «عبدالله» يعتذر بنفسه.
لم يهتم «أسامة» بهذا الكلام كثيراً، أغلق سماعة الهاتف وهو على يقين أن المسألة انتهت عند هذا الحد، لم يقل له إن «عبدالله» رفض الاعتذار، لكن الضابط أدرك ذلك عن يقين، ولذلك لم يقبل هذا الاعتذار. عندما خرج الملازم أحمد حمدى من مديرية الأمن كان على ثقة من أن زملاءه لن يتركوه وحيداً، وبالفعل وجد العشرات من الضباط والجنود فى انتظاره، ليؤكدوا له تضامنهم معه حتى يحصل على حقه كاملاً.
فى هذا اليوم راحت العديد من وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات تروى تفاصيل ما حدث، عمّ الاستياء الشارع المصرى، ظن البعض أن الرئيس حتماً سوف يتصل بضابط الشرطة، إلا أنهم فوجئوا بالرئيس فى اليوم التالى (الجمعة 1 مارس 2013) يصطحب معه نجله عبدالله فى أداء صلاة الجمعة، وأصدر تعليماته لمسئولى الإعلام بإظهار نجله إلى جواره فى وسائل الإعلام، وكأنه بذلك يتحدى الجميع.
لقد أعاد هذا المشهد إلى الأذهان الحادث الذى وقع فى شهر سبتمبر 2011 فقد حدثت فى هذا الوقت واقعة أخرى جرت أحداثها فى ميدان سفنكس بمدينة الزقازيق، حيث كان نجلا محمد مرسى «أحمد وعمر» يستقلان السيارة رقم (873.س.ط.ص)، وحدثت مشادة بين نجلى مرسى والعسكرى سيد السباعى الذى كان يتولى قيادة «ونش المرور» وإلى جواره النقيب محمد عبدالله فؤاد. وفوجئ الضابط بأحمد نجل مرسى يسب الجندى سيد السباعى ويقول «امشى عدل يا حمار»، فنزل الضابط من الونش وقام بتوجيه العتاب إليهما على استخدامهما هذه الألفاظ ضد العسكرى. ساعتها قال نجل مرسى للضابط «وانت إيه اللى دخّلك، انت مش عارف إحنا ولاد مين؟!». كان محمد مرسى فى هذا الوقت رئيساً لحزب الحرية والعدالة، ولم يكن قد وصل بعدُ إلى منصب رئيس الجمهورية. وأمام الإهانات التى وجهها نجلا مرسى للضابط والعسكرى نشبت مشادة قام نجلا مرسى على أثرها بالاعتداء على الضابط، غير أن الأهالى تدخلوا وحاولوا الاعتداء على نجلى مرسى لولا تدخل الضابط الذى أنقذهما من بين أيدى المواطنين.
فى هذا الوقت أدلى محمد مرسى بتصريحات صحفية قال فيها إن الحادث هو حادث مرورى عارض ولا يتعلق بأبنائه، وعندما قيل له: ولكن نجليك سبا الضابط والجندى، قال مرسى: «ليس من طبعنا ولا أخلاقنا أن نقول هذا ولا نستخدم هذه الطريقة التى كنا نستنكرها على أى أحد يستخدمها، وما زلنا نستنكرها، وليس من طباعنا التكبر أو التعالى».
والغريب فى الأمر أن د.فريد إسماعيل رئيس حزب الحرية والعدالة بالشرقية راح يروى رواية مغايرة فى هذا الوقت عندما قال: «اعترض أحد ضباط المرور بالشرقية ويدعى محمد عبدالله فؤاد، سيارة الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة مساء الجمعة أمام ديوان عام محافظة الشرقية والتى كان يستقلها نجلاه أحمد وعمر ووالدتهما، وكان د.محمد مرسى غير موجود بالسيارة».
وتابع القول: «حدثت بعض المناقشات والتلاسنات الحادة تطورت إلى أن قام الضابط بسب وقذف نجلى الدكتور مرسى وسب آبائهم، مما أدى إلى حدوث تصعيد حاد فى النقاش بين الطرفين، قام على أثره الضابط بالاعتداء على نجلى الدكتور مرسى».
أما أحمد، نجل مرسى، فهو يروى الرواية بشكل مختلف، ومناقض لكافة أقوال شهود العيان، ولمضمون التحقيقات التى تم إجراؤها فيقول فى موقعه على «الفيس بوك»: لم يسألنا أحد عن حقيقة ما حدث، بل استمرت الميديا فى أسلوبها القذر فى تصفية الحسابات السياسية عن طريق الكذب والافتراء، والعجيب فى هذا الخبر اعتماد الميديا على أقوال زبانية الداخلية لا لشىء إلا لمجرد التجريح وتصفية الحسابات، وإن ما حدث هو كالآتى: «كنت فى السيارة أنا وشقيقى وشقيقتى ووالدتى، كنت أقود السيارة عائداً على الكورنيش بالزقازيق، اعترض طريقى ضابط المرور وسائقه فى ونش خاص بالمرور من طريق جانبى بصورة مفاجئة، عاتبت السائق على قطع الطريق بصورة غير قاسية، وخصوصاً أنه سائق بالمرور».
وقال أحمد، نجل مرسى: أفراد المرور لم يوافقوا على عتابى لهم، فاعترض السائق سيارتى، وقام بالتخبيط عليها، وأجبرنى على الوقوف قبل كوبرى المحافظة، فامتثلت له أيضاً، وفوجئت به بدلاً من أن يسألنى عن الرخص وأوراق السيارة، قام بسبى بأبشع الألفاظ البذيئة والخاصة بشرف والدتى وهى معى فى السيارة.
طلبت منه ألا يتلفظ بمثل هذا، خصوصاً أن والدتى معى وأن البلد أصبح بها قانون وتغير الوضع بعد الثورة فما كان منه إلا أن قال لى: «بلد قانون ايه يا روح أمك، قانون الطوارئ راجع تانى يا أولاد...». ويكمل أحمد نجل محمد مرسى كلامه: «عندما انفعل أخى الصغير، وسأله بكل أدب ألا يقوم بسبنا بمثل هذه الطريقة أمام والدتنا من باب الشهامة وحسن الأدب، فما كان منه إلا أن اعتدى بالضرب على عمر وأحدث به إصابات بالوجه والرأس».
ويكمل ويقول: «وهنا طلبت من الضابط أن نذهب إلى إدارة المرور لإثبات الواقعة، وأننى لن أمرر ما حدث فى الشارع، فقامت قوة من المرور بنقلنا من إدارة المرور إلى قسم أول الزقازيق، وهنا بدأت المهازل تتوالى، فتم إيداعى وأخى فى الحجز وعُمل لنا محضر تعدٍّ على الضابط وعدم موافقة ضباط القسم على عمل محضر باسمنا نشتكى فيه الضابط، بل رفض تقديم المعونة الطبية لأخى المصاب بقطع فى فروة رأسه وإجبارى وأخى على التوقيع على المحضر بدون أن نقرأه».
ثم راح أحمد محمد مرسى يتجنى بالقول: قامت مجموعة من الضباط الملكيين بتهديدنا وقالوا «انتم يا بتوع الحرية والعدالة هنقتلكم، هنأدبكم، هنخلص عليكم قبل الانتخابات».
ويقول: عند حضور والدى إلى قسم أول الزقازيق زارنا وقال لأخى بالحرف الواحد أمام جميع ضباط القسم «إن كان لكم حق ستسامحون فيه، وإن كان للضابط سيأخذه بالقانون».
وقال: «فى الصباح الباكر تم عرضنا على النيابة وبعد التحقيقات بدأت الحقائق تظهر، وهى تضارب شهادة الشهود المفبركة وعدم تطابق أقوال السائق وضابطه، وهنا طلب محامى الضابط الصلح لضعف موقف الضابط القانونى.
فى البداية رفضت وأصررت على أن يتم تحويل الموضوع للقضاء، ولكنى فوجئت بوالدى يحدثنا على تليفون أحد المحامين ويأمرنى بالصلح لأنه ظهر للجميع أننا أصحاب الحق وأصحاب المظلمة.
وأثناء إحدى المظاهرات التى كانت تزحف إلى منزل محمد مرسى فى الشرقية معترضة على سياساته خرج «عمر» إلى بلكونة منزل الأسرة وأشار للمتظاهرين بإصبعه بطريقة أثارت المتظاهرين، ثم راح بعدها يمسك بميكروفون ويطلب من الضباط والجنود تأديب المتظاهرين واستخدام الأسلحة الثقيلة فى مواجهتهم.
وعندما أثيرت قضية حصول نجلى محمد مرسى، أحمد وشيماء، على الجنسية الأمريكية، ولم يستجب للمطالب المتعددة التى طالبته بالتدخل لإقناع نجليه بالتخلى عن الجنسية الأمريكية خاصة بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، مما اضطر العديد من المحامين إلى رفع قضية ضد نجلى مرسى. وأما عن تجاوزات أبناء مرسى فى القصور الرئاسية فحدث ولا حرج، لقد قسّموها فيما بينهم، بل إنه فى شهر أغسطس من عام 2012 قام أحد أبناء مرسى مصطحباً معه ثمانية من أصدقائه المقربين بالإقامة فى القصور الرئاسية فى الإسكندرية (المنتزه) وغيرها، حيث قضوا هناك خمسة أيام، جاءوا بسيارات الرئاسة ومعهم العديد من الحرس. ووفقاً لما نشره العديد من الصحف فى هذا الوقت فقد كلفوا الدولة قيمة وجبات وولائم الإفطار والسحور وغيرها ما قيمته نحو 157 ألف جنيه دُفعت من أموال الدولة.
وعندما سقط نظام الحكم، لم يصدقوا، وراحوا يوجهون سبابهم إلى الجيش وإلى الفريق السيسى وإلى عموم المصريين.
ولذلك وضعهم المصريون فى موضع المقارنة مع أبناء القادة والرؤساء السابقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.