بعد التراجع العالمي.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت وتوقعات الفترة المقبلة    من الصداقة للعداء.. خلاف «ترامب» و«ماسك» يُسلط الضوء على التمويل الحكومي ل«تسلا» و«سبيس إكس»    موعد مباراة منتخب إنجلترا ضد أندورا والقنوات الناقلة في تصفيات كأس العالم 2026    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 4493 قضية سرقة كهرباء ومخالفات لشروط التعاقد خلال 24 ساعة    موعد ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة المنيا    في ثاني أيام العيد.. مصرع شخص وإصابة آخر في انقلاب سيارة بأسيوط الجديدة    أسما شريف منير بعد زواجها: «أنصح البنات متفكرش في الماديات» (صور)    17 شهيدا جراء هجمات الاحتلال على محافظتي خان يونس ورفح الفلسطينية    وزير العمل يهنئ فلسطين بمنحها "عضو مراقب" بمنظمة العمل الدولية    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب بابوا غينيا الجديدة    مجانًا خلال العيد.. 13 مجزرًا حكوميًا بأسوان تواصل ذبح الأضاحي    محمد الشناوي: كنا نتمنى حصد دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي    رسميًا.. جون إدوارد مديرًا رياضيًا لنادي الزمالك    «أكثر من 10 لاعبين».. خالد الغندور يكشف تدخل رجل أعمال خليجي لحسم صفقات الزمالك    الأسهم الأمريكية ترتفع بدعم من بيانات الوظائف وصعود «تسلا»    هل ترتفع اسعار اللحوم بعد العيد ..؟    5 مشروعات تنموية جديدة فى الأقصر بالتعاون مع هيئة تنمية الصعيد.. صور    محافظ أسيوط يشارك المواطنين احتفالات عيد الأضحى بنادي العاملين بالمحافظ    ضبط 65.8 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    القبض على المتهم بقتل والدته وإصابة والده وشقيقته بالشرقية    تبدأ من 5 جنيهات.. أسعار شواطئ الإسكندرية قبل خروجة العيد    أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق ثاني أيام عيد الأضحى المبارك    إيرادات ضخمة ل فيلم «ريستارت» في أول أيام عيد الأضحى (تفاصيل)    أواخر يونيو الجاري.. شيرين تحيي حفلًا غنائيًا في مهرجان موازين بالمغرب    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    الأزهر للفتوى يوضح أعمال يوم الحادي عشر من ذي الحجة.. أول أيام التشريق    "البحوث الإسلامية": عيد الأضحى مناسبة إيمانية عظيمة تتجلى فيها معاني التضحية    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    الصحة: أكثر من 1.4 مليون قرار علاج على نفقة الدولة في 5 أشهر    10 نصائح لتجنب الشعور بالتخمة بعد أكلات عيد الأضحى الدسمة    الصحة تنظم المؤتمر الدولي «Cairo Valves 2025» بأكاديمية قلب مبرة مصر القديمة    دوناروما: أداء إيطاليا لا يليق بجماهيرنا    أسعار الحديد اليوم في مصر السبت 7-6-2025    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 7-6-2025 في مصر بعد آخر ارتفاع    مفاجآت في العيد| مراكز الشباب تفتح أبوابها مجانًا للمواطنين.. وخدمات سوبر ستارز    بعد خلافه مع ترامب.. إيلون ماسك يدعو إلى تأسيس حزب سياسي جديد    صدام ترامب ونتنياهو بسبب إيران.. فرصة تاريخية لدى رئيس أمريكا لتحقيق فوز سياسي    "مش جايين نسرق".. تفاصيل اقتحام 3 أشخاص شقة سيدة بأكتوبر    محمد هانى: نعيش لحظات استثنائية.. والأهلي جاهز لكأس العالم للأندية (فيديو)    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    مباحثات مصرية كينية لتعزيز التعاون النقابي المشترك    اتهمته بالضرب والسرقة والخيانة.. من هي شيماء سعيد زوجها المطرب إسماعيل الليثي؟    ريابكوف: ميرتس يحاول إقناع ترامب بإعادة واشنطن إلى مسار التصعيد في أوكرانيا    «المشكلة في ريبيرو».. وليد صلاح الدين يكشف تخوفه قبل مواجهة إنتر ميامي    الثلاثاء أم الأربعاء؟.. موعد أول يوم عمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    محاضرة عن المتاحف المصرية في أكاديمية مصر بروما: من بولاق إلى المتحف الكبير    سفارة الهند تستعد لإحياء اليوم العالمي لليوجا في 7 محافظات    «الدبيكي»: نسعى لصياغة معايير عمل دولية جديدة لحماية العمال| خاص    المطران فراس دردر يعلن عن انطلاق راديو «مارن» في البصرة والخليج    بمشاركة 2000 صغير.. ختام فعاليات اليوم العالمي للطفل بإيبارشية المنيا    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    سالى شاهين: كان نفسى أكون مخرجة سينما مش مذيعة.. وجاسمين طه رفضت التمثيل    الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تُعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الأراضي المقدسة    البابا تواضروس يهاتف بابا الفاتيكان لتهنئته بالمسؤولية الجديدة    لأصحاب الأمراض المزمنة.. استشاري يوضح أفضل طريقة لتناول البروتين في العيد    تفشي الحصبة ينحسر في أميركا.. وميشيغان وبنسلفانيا خاليتان رسميًا من المرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولادك يا «مرسى»!!
نشر في أموال الغد يوم 18 - 01 - 2014

الأدب فضّلوه على العلم، هكذا تعلمنا، لكن أبناء محمد مرسى كانوا طايحين فى البلد، منذ اليوم الأول استخدموا الفيس بوك لإهانة المعارضين، والرد عليهم بقسوة، وأحيانا بأساليب تخرج عن المعتاد، مما أثار الكثيرين ضدهم، وتناولتهم وسائل الإعلام.
وعندما قام أحد المصريين بالتعليق على حساب عمر، نجل الرئيس محمد مرسى، فى بداية عهده، رافضاً فتاوى الشيوخ الذين يكفّرون كل من يختلف معهم فى الرأى وقال لعمر «أبوك نهايته وحشة لو فضلتم تكفروا فى الناس بهذه الطريقة»، قام «عمر» بالرد عليه فوراً بالقول: «اسمه سيادة الرئيس يا بغل».
وعندما بدأت الردود الجماهيرية تتوالى من قِبل المدونين والمعلقين الذين رفضوا، بل أبدوا صدمتهم من تدوينة عمر ابن مرسى وتساءلوا: أين الثورة؟ رد عليهم بالقول: «ثورة إيه يا أبو ثورة، شكلهم مش فاكرين دعمهم للحرامى لما قاطعوا الانتخابات».
وعندما ثار الرأى العام على طريقة اختيار وتعيين عمر نجل محمد مرسى فى الشركة القابضة للمطارات دون خضوعه لنظام مسابقات التعيين، شنّ حملة على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» بالقول: «عندما تقدمت للاختبار للوظيفة، كنت أعلم أننى سأهاجَم وستنال منى الشائعات والأكاذيب، كما نالت من أبى وأسرتى منذ توليه المسئولية»، وقال: «للعلم مرتب الوظيفة ليس بالآلاف ولكنه تسعمائة جنيه شهرياً، ومع هذا اخترت ألا أكمل تقديم أوراقى لهذه الوظيفة».
ثم كتب «عمر» تدوينة أخرى قال فيها: «إن نيابة الأموال العامة قالت إن تعيين نجل الرئيس بالقابضة للمطارات تم بإجراءات سليمة، يقوم الإعلام بتاعنا يقول وبصوت واحد: «وأنا عاملة نفسى نايمة»، على الرغم من اختلاقهم قضية رأى عام بخصوص عقد عملى المؤقت واستغراقهم فى الكذب والافتراء»، وقال: «نجيب ساويرس سارق من قوت الغلابة 16 مليار جنيه يقوم رجال إعلامه بالتكتم على فضيحته اللى بقت بجلاجل وتلاقى «تعيسة الحديدى» (يقصد الإعلامية القديرة لميس الحديدى) بتاعت «حملة جمال رئيس» تدافع عنه، لا وتصفه بحامى مدنية الدولة المصرية، وتلاقى موظف «الأون تى فى» اللى نجيب مشربو شاى بالياسمين لحد ما بقى بكرش (يقصد الإعلامى جابر القرموطى)، ومن هم على شاكلتهم يتكتمون عليه، تعرف إن ديل الكلب عمره ما بيتعدل أبداً.. بجد شوية خرفان، ربنا ينتقم من سحرة فرعون اللى مضيعين البلد وجزاؤهم فى الدنيا والآخرة لهم عذاب أليم بإذن الله».
ساعتها انتفض الكثير من الصحفيين يعلنون رفضهم وإدانتهم لأسلوب ولغة نجل مرسى التى يوجه فيها الاتهامات إلى كل من يختلف معهم بطريقة تفتقد التربية وتتعدى على كل المحرمات.
وفى 10 أغسطس 2012، ورداً على تطاولات نجل مرسى أحمد كتبتُ شخصياً فى حسابى على «تويتر» وقلت: «عيب يا ولد، احترم كلامك، وكُفّ عن الإهانات، وتكلم بأدب عن الناس وكُفّ عن التدخل فى شئون الحكم». وقلت: «مصر ليست عزبة، وقبل أن تتكلم على الشرفاء المصريين، راجع التاريخ، دعنى أسألك: لماذا لم نسمع لك رداً على ما نشرته جريدة «الفجر» عن عبثك وزملائك فى القصور الرئاسية؟ اتعظ من مسيرة جمال مبارك وأمثاله وتوقف عن الإساءة للآخرين، ولا تستقوِ بوالدك ولا بجنسيتك الأمريكية».
وكان عمر، نجل مرسى، قد هددنى فى هذا الوقت بقطع لسانى وراح يهددنى بشكل مباشر، مما دفعنى إلى القول: «ما رأيكم عندما هدد ابن محمد مرسى بقطع لسانى وآخرين لأننا نعارض سياسات والده؟! وما رأيكم فى تهديداته لنا، وإنذاراته للمتظاهرين عند القصر والمنصة والاستعانة بالميليشيات؟». كان الكثيرون يتوقعون أن يتدخل الرئيس، وأن يُلزم ابنه بالتوقف عن هذا الهذيان، وأن يعتذر للإعلاميين والمصريين عما نالهم من تطاولات نجله، لكنه لم يفعل، بل بدا وكأنه يشجعه على ذلك. لم يكن أحمد، نجل مرسى، يقل «بجاحة» عن شقيقه عمر، لقد كتب فى بداية عهد والده يطلب منه الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، وفور الإعلان عن وزارة هشام قنديل قال: «إن مرسى يواجه العسكر ورجاله، والفلول وملياراتهم والإعلام وفساده».
وكتبت شيماء، نجلة محمد مرسى وزوجة نجل أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، على موقعها تقول: «أبى عندما كان يتحدث لكبار رجال الجيش والشرطة كانوا «سيتبولون» على أنفسهم من شدة الخوف والرهبة، لأن أبى زعيم وعالم وفى منزلة الأنبياء والصحابة».
■ ■ ■
لقد كتب أنجال مرسى مئات التدوينات خلال فترة حكم والدهم يسبون فيها المعارضين والإعلاميين بطريقة تخرج على كل حدود الأدب واللياقة.
وعندما تعرض رجل الأعمال سميح ساويرس -رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للإنشاءات- إلى أزمة مع الحكومة، بسبب مطالبة الحكومة له بدفع 14 مليار جنيه قيمة الضرائب الخاصة ببيعه للمصرية للأسمنت التى يمتلكها وآخرون إلى شركة «لافارج الفرنسية» بقيمة 72 مليار جنيه، قام أحمد نجل محمد مرسى بزيارة سميح ساويرس بمكتبه بمركز التجارة العالمى فى القاهرة وعرض عليه تسوية الضرائب مقابل خمسة مليارات جنيه يحصل عليها لينتهى الأمر برمته، ساعتها قام سميح ساويرس وانسحب من اللقاء، وأرسل عامل الفراشة بالمكتب ليجلس معه، يقول له: «سميح بك بيقول لك الزيارة انتهت».
وفى مساء الأربعاء 27 فبراير 2013 حدثت مشكلة بين عبدالله، نجل محمد مرسى، وبين أحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة منزل والده بالزقازيق بالشرقية ويدعى الملازم أحمد حمدى.. كان عبدالله عائداً برفقة أحد زملائه فى وقت متأخر من هذا المساء، وكانا يركبان سيارة B.M.W يقودها عبدالله بنفسه.
كان الأمن قد فرض إجراءات مشددة حول منزل «مرسى» فى هذا الوقت، وتم وضع حواجز حديدية فى الطريق إلى المنزل لوقف أى سيارات قادمة، طلب «عبدالله» من الضابط المسئول إزالة الحواجز فوراً، لم يتعرف الضابط على هوية هذا الشخص الذى يُصدر إليه التعليمات بطريقة عصبية وعنيفة، فسأله عن بطاقته.
ساعتها انفجر نجل مرسى فى وجه الملازم أحمد حمدى وقال له بلهجة حادة وصوت عالٍ: «انت مش عارف أنا مين، أنا هاقلّعك بدلتك الميرى وهاقعّدك جنب أمك».
كانت العبارات قاسية، شعر الضابط بالإهانة الشديدة، كتم غيظه عندما عرف أن مَن يتطاول عليه هو نجل الرئيس مرسى، ورد عليه بكلمات مؤدبة قال: «أنا لا أقبل الإهانة ولن أسكت عليها».
نظر إليه نجل مرسى من فوق لتحت، وقال له بكل صلافة وغرور: «أعلى ما فى خيلك اركبه، أنا اللى حأدبك وحاوريك انت مين».
عندما نشرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعى تفاصيل ما جرى فى هذه الليلة، بدأت الفضائيات تعلق على الحادث، وساعتها صدرت التعليمات إلى مدير أمن الشرقية باحتواء الموقف وإنهاء الأزمة مع الملازم أحمد حمدى ومنعه من تقديم شكوى إلى النيابة العامة.
وبالفعل التقى مدير أمن الشرقية بالضابط أحمد حمدى فى وقت مبكر من صباح يوم الخميس، واستمع إلى شكواه ووعده بتصعيد الأمر إلى وزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك. كان الضابط مُصرّاً على تقديم شكوى، جرت محاولات لأن يقوم «عبدالله» بالاعتذار له لينتهى الأمر عند هذا الحد، إلا أن «عبدالله» رفض الاعتذار، فقام شقيقه أسامة بالاتصال بالضابط مبدياً اعتذاره عما بدر من شقيقه الأصغر، وطالبه بقبول هذا الاعتذار وإنهاء الأمر عند هذا الحد. وعندما سأله الضابط: ولماذا لا يعتذر «عبدالله» بنفسه؟ رد عليه «أسامة» بالقول: «خلاص أنا اتكلمت وانتهى الموضوع»، رفض الضابط هذا الاعتذار، وقال ل«أسامة»: لازم «عبدالله» يعتذر بنفسه.
لم يهتم «أسامة» بهذا الكلام كثيراً، أغلق سماعة الهاتف وهو على يقين أن المسألة انتهت عند هذا الحد، لم يقل له إن «عبدالله» رفض الاعتذار، لكن الضابط أدرك ذلك عن يقين، ولذلك لم يقبل هذا الاعتذار. عندما خرج الملازم أحمد حمدى من مديرية الأمن كان على ثقة من أن زملاءه لن يتركوه وحيداً، وبالفعل وجد العشرات من الضباط والجنود فى انتظاره، ليؤكدوا له تضامنهم معه حتى يحصل على حقه كاملاً.
فى هذا اليوم راحت العديد من وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات تروى تفاصيل ما حدث، عمّ الاستياء الشارع المصرى، ظن البعض أن الرئيس حتماً سوف يتصل بضابط الشرطة، إلا أنهم فوجئوا بالرئيس فى اليوم التالى (الجمعة 1 مارس 2013) يصطحب معه نجله عبدالله فى أداء صلاة الجمعة، وأصدر تعليماته لمسئولى الإعلام بإظهار نجله إلى جواره فى وسائل الإعلام، وكأنه بذلك يتحدى الجميع.
لقد أعاد هذا المشهد إلى الأذهان الحادث الذى وقع فى شهر سبتمبر 2011 فقد حدثت فى هذا الوقت واقعة أخرى جرت أحداثها فى ميدان سفنكس بمدينة الزقازيق، حيث كان نجلا محمد مرسى «أحمد وعمر» يستقلان السيارة رقم (873.س.ط.ص)، وحدثت مشادة بين نجلى مرسى والعسكرى سيد السباعى الذى كان يتولى قيادة «ونش المرور» وإلى جواره النقيب محمد عبدالله فؤاد. وفوجئ الضابط بأحمد نجل مرسى يسب الجندى سيد السباعى ويقول «امشى عدل يا حمار»، فنزل الضابط من الونش وقام بتوجيه العتاب إليهما على استخدامهما هذه الألفاظ ضد العسكرى. ساعتها قال نجل مرسى للضابط «وانت إيه اللى دخّلك، انت مش عارف إحنا ولاد مين؟!». كان محمد مرسى فى هذا الوقت رئيساً لحزب الحرية والعدالة، ولم يكن قد وصل بعدُ إلى منصب رئيس الجمهورية. وأمام الإهانات التى وجهها نجلا مرسى للضابط والعسكرى نشبت مشادة قام نجلا مرسى على أثرها بالاعتداء على الضابط، غير أن الأهالى تدخلوا وحاولوا الاعتداء على نجلى مرسى لولا تدخل الضابط الذى أنقذهما من بين أيدى المواطنين.
فى هذا الوقت أدلى محمد مرسى بتصريحات صحفية قال فيها إن الحادث هو حادث مرورى عارض ولا يتعلق بأبنائه، وعندما قيل له: ولكن نجليك سبا الضابط والجندى، قال مرسى: «ليس من طبعنا ولا أخلاقنا أن نقول هذا ولا نستخدم هذه الطريقة التى كنا نستنكرها على أى أحد يستخدمها، وما زلنا نستنكرها، وليس من طباعنا التكبر أو التعالى».
والغريب فى الأمر أن د.فريد إسماعيل رئيس حزب الحرية والعدالة بالشرقية راح يروى رواية مغايرة فى هذا الوقت عندما قال: «اعترض أحد ضباط المرور بالشرقية ويدعى محمد عبدالله فؤاد، سيارة الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة مساء الجمعة أمام ديوان عام محافظة الشرقية والتى كان يستقلها نجلاه أحمد وعمر ووالدتهما، وكان د.محمد مرسى غير موجود بالسيارة».
وتابع القول: «حدثت بعض المناقشات والتلاسنات الحادة تطورت إلى أن قام الضابط بسب وقذف نجلى الدكتور مرسى وسب آبائهم، مما أدى إلى حدوث تصعيد حاد فى النقاش بين الطرفين، قام على أثره الضابط بالاعتداء على نجلى الدكتور مرسى».
أما أحمد، نجل مرسى، فهو يروى الرواية بشكل مختلف، ومناقض لكافة أقوال شهود العيان، ولمضمون التحقيقات التى تم إجراؤها فيقول فى موقعه على «الفيس بوك»: لم يسألنا أحد عن حقيقة ما حدث، بل استمرت الميديا فى أسلوبها القذر فى تصفية الحسابات السياسية عن طريق الكذب والافتراء، والعجيب فى هذا الخبر اعتماد الميديا على أقوال زبانية الداخلية لا لشىء إلا لمجرد التجريح وتصفية الحسابات، وإن ما حدث هو كالآتى: «كنت فى السيارة أنا وشقيقى وشقيقتى ووالدتى، كنت أقود السيارة عائداً على الكورنيش بالزقازيق، اعترض طريقى ضابط المرور وسائقه فى ونش خاص بالمرور من طريق جانبى بصورة مفاجئة، عاتبت السائق على قطع الطريق بصورة غير قاسية، وخصوصاً أنه سائق بالمرور».
وقال أحمد، نجل مرسى: أفراد المرور لم يوافقوا على عتابى لهم، فاعترض السائق سيارتى، وقام بالتخبيط عليها، وأجبرنى على الوقوف قبل كوبرى المحافظة، فامتثلت له أيضاً، وفوجئت به بدلاً من أن يسألنى عن الرخص وأوراق السيارة، قام بسبى بأبشع الألفاظ البذيئة والخاصة بشرف والدتى وهى معى فى السيارة.
طلبت منه ألا يتلفظ بمثل هذا، خصوصاً أن والدتى معى وأن البلد أصبح بها قانون وتغير الوضع بعد الثورة فما كان منه إلا أن قال لى: «بلد قانون ايه يا روح أمك، قانون الطوارئ راجع تانى يا أولاد...». ويكمل أحمد نجل محمد مرسى كلامه: «عندما انفعل أخى الصغير، وسأله بكل أدب ألا يقوم بسبنا بمثل هذه الطريقة أمام والدتنا من باب الشهامة وحسن الأدب، فما كان منه إلا أن اعتدى بالضرب على عمر وأحدث به إصابات بالوجه والرأس».
ويكمل ويقول: «وهنا طلبت من الضابط أن نذهب إلى إدارة المرور لإثبات الواقعة، وأننى لن أمرر ما حدث فى الشارع، فقامت قوة من المرور بنقلنا من إدارة المرور إلى قسم أول الزقازيق، وهنا بدأت المهازل تتوالى، فتم إيداعى وأخى فى الحجز وعُمل لنا محضر تعدٍّ على الضابط وعدم موافقة ضباط القسم على عمل محضر باسمنا نشتكى فيه الضابط، بل رفض تقديم المعونة الطبية لأخى المصاب بقطع فى فروة رأسه وإجبارى وأخى على التوقيع على المحضر بدون أن نقرأه».
ثم راح أحمد محمد مرسى يتجنى بالقول: قامت مجموعة من الضباط الملكيين بتهديدنا وقالوا «انتم يا بتوع الحرية والعدالة هنقتلكم، هنأدبكم، هنخلص عليكم قبل الانتخابات».
ويقول: عند حضور والدى إلى قسم أول الزقازيق زارنا وقال لأخى بالحرف الواحد أمام جميع ضباط القسم «إن كان لكم حق ستسامحون فيه، وإن كان للضابط سيأخذه بالقانون».
وقال: «فى الصباح الباكر تم عرضنا على النيابة وبعد التحقيقات بدأت الحقائق تظهر، وهى تضارب شهادة الشهود المفبركة وعدم تطابق أقوال السائق وضابطه، وهنا طلب محامى الضابط الصلح لضعف موقف الضابط القانونى.
فى البداية رفضت وأصررت على أن يتم تحويل الموضوع للقضاء، ولكنى فوجئت بوالدى يحدثنا على تليفون أحد المحامين ويأمرنى بالصلح لأنه ظهر للجميع أننا أصحاب الحق وأصحاب المظلمة.
وأثناء إحدى المظاهرات التى كانت تزحف إلى منزل محمد مرسى فى الشرقية معترضة على سياساته خرج «عمر» إلى بلكونة منزل الأسرة وأشار للمتظاهرين بإصبعه بطريقة أثارت المتظاهرين، ثم راح بعدها يمسك بميكروفون ويطلب من الضباط والجنود تأديب المتظاهرين واستخدام الأسلحة الثقيلة فى مواجهتهم.
وعندما أثيرت قضية حصول نجلى محمد مرسى، أحمد وشيماء، على الجنسية الأمريكية، ولم يستجب للمطالب المتعددة التى طالبته بالتدخل لإقناع نجليه بالتخلى عن الجنسية الأمريكية خاصة بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، مما اضطر العديد من المحامين إلى رفع قضية ضد نجلى مرسى. وأما عن تجاوزات أبناء مرسى فى القصور الرئاسية فحدث ولا حرج، لقد قسّموها فيما بينهم، بل إنه فى شهر أغسطس من عام 2012 قام أحد أبناء مرسى مصطحباً معه ثمانية من أصدقائه المقربين بالإقامة فى القصور الرئاسية فى الإسكندرية (المنتزه) وغيرها، حيث قضوا هناك خمسة أيام، جاءوا بسيارات الرئاسة ومعهم العديد من الحرس. ووفقاً لما نشره العديد من الصحف فى هذا الوقت فقد كلفوا الدولة قيمة وجبات وولائم الإفطار والسحور وغيرها ما قيمته نحو 157 ألف جنيه دُفعت من أموال الدولة.
وعندما سقط نظام الحكم، لم يصدقوا، وراحوا يوجهون سبابهم إلى الجيش وإلى الفريق السيسى وإلى عموم المصريين.
ولذلك وضعهم المصريون فى موضع المقارنة مع أبناء القادة والرؤساء السابقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.