قال الدكتور علي الخوري مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي إن الأمن بمفهومه التقليدي يعني قدرة الدول على حماية حدودها وأراضيها ومكتسباتها وبنيتها الاجتماعية والثقافية، ولكن اليوم أصبح المفهوم أكثر اتساعاً في ظل وجود البيانات الضخمة وشبكات اجتماعية مترابطة بشكل وثيق بعضها ببعض، وارتباط الأمن بالشؤون الرقمية للأفراد والمجتمعات. وأكد خلال فعاليات مؤتمر سيملس الشرق الأوسط بمركز التجارة العالمي بدبي، أن كل المعطيات السابقة تُحتم إيجاد مفاهيم جديدة للأمن الجماعي، لهذه الحدود الافتراضية الجديدة، لحماية الأمن العالمي ككل، والذي سينعكس على أمننا المحلي كدول. وأضاف: «دراسة النماذج الناجحة للاقتصاد الرقمي، كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي وممكّن للتنمية المستدامة، مكننا من التخطيط للرؤية الاستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي. كما بحثنا في مدى تأثير برامج الرؤية الاستراتيجية على الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية، لإيماننا بأن استقرار المنطقة العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، سيعود بالنفع الإيجابي المباشر وغير المباشر على شعوبها وعلى كافة الدول أجمع». وتابع الخوري: «لا خيار لنا اليوم إلا بالانتقال إلى اقتصادات رقمية للنهوض بمجتمعاتنا العربية وترسيخ دورنا الطبيعي في المساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي». وخلال العام الجاري تم إضافة محور الهوية الرقمية إلى محاور المؤتمر الأربعة الأخرى؛ وهي التجارة الإلكترونية، والمدفوعات الرقمية، وتجارة التجزئة، والتكنولوجيا المالية، وتأتي أهمية هذا المحور لإلقاء الضوء على تحدي وجود مليار شخص حول العالم لا يمتلكون هوية معترف بها قانونيا وعدم استطاعة نصف سكان الأرض اللذين لديهم هويات من استخدامها عبر القنوات الرقمية، الأمر الذي دفع نخبة من الخبراء والمختصين بشؤون الهوية الرقمية لتسليط الضوء على هذه المواضيع في نسخة مؤتمر هذا العام. وعقب الجلسة الافتتاحية قدم كريس كولبرت المدير التنفيذي لمختبر الابتكار في جامعة هارفرد الأمريكية جلسة حوارية ومحاضرة عن بيئة الابتكار، كما تضمنت جلسات المؤتمر في يومه الأول عدد من أوراق العمل المتعلقة بالتحوّل الرقمي للخدمات الحكومية، والمدفوعات الرقمية وتجارة التجزئة الالكترونية، وتعزيز الهويات الرقمية عن طريق تقنية البلوك تشين، فضلاً عن استضافة منافسات بين عدة شركات ناشئة على جوائز مرصودة من شركات إماراتية وعالمية للاستثمار ودعم رواد مشاريع التكنولوجيات الحديثة.