الصين تتعهد بتقديم قروض ب 20 مليار دولار للتنمية بالدول عربية

افتتح الرئيس الصينى شى جين بينج صباح اليوم الثلاثاء الاجتماع الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصينى – العربى بالعاصمة بكين بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية و وزير الخارجية سامح شكرى ضمن 17 وزيرا للخارجية من الدول العربية .
وقد أعلن الرئيس الصينى – فى كلمة افتتاح المنتدى – أن بلاده ستقدم 20 مليار دولار كقروض للدول العربية , وتخطط لاستيراد منتجات من الدول العربية بنحو 8 تريليونات دولار خلال الخمس سنوات المقبلة، وستقدم نحو 100 مليون دولار لسوريا والأردن واليمن وفلسطين على شكل مساعدات إنسانية، منها 600 مليون يوان اى ما يعادل 90.6 مليون دولار كمساعدات إنسانية للشعب السورى والأردنى واليمنى , وأوضح أن بلاده تعتزم مد الجانب الفلسطينى بنحو 100 مليون يوان أى ما يعادل 15 مليون دولار لدعم جهود السلطة الفلسطينية الرامية إلى تحفيز التنمية الاقتصادية، وأنه سيعمل على مساعدة الشعب الفلسطينى فى ساحات الأمم المتحدة.
وأشار الرئيس الصينى شى جين بينج إلى أن السنوات الأربع الماضية ارتبط الحزام والطريق بظروف واقعية للمنطقة وربط التعاون المشترك نحو تعزيز التنمية الصناعية والسلام والمزايا التكاملية من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك الذى يعود بالخير على شعوب المنطقة .
وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق حققت إنجازات مثمرة فى السنوات الماضية ويدخل التعاون المشترك مرحلة جديدة حيث تتشارك الصين و الدول العربية فى شراكة استراتجية شاملة وهذا الاجتماع يعد نقطة انطلاق نحو تحقيق هذا الهدف من خلال تبنى استراتيجيات وخطوات العمل مشددا على ضرورة بذل الجهود المشتركة نحو مصير المجتمع المشترك .
وأكد ضرورة تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الجانبين فى الوقت الذى تشهد منطقة الشرق الأوسط مرحلة بها عقبات والعمل على تحقيق السلام والتنمية مشيرا إلى أن الصين تسعى نحو تحقيق السلام و التنمية لشعوب المنطقة وتدعم الدول العربية فى المحافل الدولية .
وشدد على ضرورة التمسك بالتشاور والحوار فى القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وعدم انفراد باتخاذ أو فرض قرارات على الدول العربية والالتزام بالحفاظ على سيادة واستقلال الدول وعدم الاستقطاب والعمل على مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الجماعى والتعاون لتحسين الأحوال المعيشية لشعوب المنطقة مؤكدا على أهمية منع انتشار الأسلحة النووية .
وقال إن الصين سوف تساهم فى جهود إعادة الأعمار لدول المنطقة بتوفير قروض تبلغ قيمتها 20 مليار دولار فضلا عن تقديم المساعدات لدول أخرى مثل لبنان والأردن واليمن بقيمة 600 مليون يوان صينى بجانب توفير استثمارات لإقامة مشروعات فى دول المنطقة بقيمة 10 مليار يوان صينى حتى تستطيع هذه الدول تحقيق حلم النهضة .
وأوضح أن الصين أسست منتدى الملاحة عبر الاقمار الصناعية (بايدو) وتشارك فى مشروعات السكك الحديدية وتدعم إقامة مراكز لوجستية تربط بين آسيا الوسطى وبالشرق الأوسط و المحيط الهامى والبحر المتوسط ومركز تطوير الصناعات التكنولوجية مشددا على ضرورة إنشاء ممر فضاء للمعلومات فى إطار بناء الحزام والطريق وتعزيز التعاون فى مجال الاستشعار عن بعد .
وشدد على ضرورة التعاون فى مجالى النفط والغاز والطاقة منخفضة الكربون ومواصلة نمط التعاون فى هذه المجالات التى تشمل صناعة استخراج ونقل والنفط وكذلك تعزيز التعاون فى مجال الاستخدام السلمى للطاقة النووية والطاقة الشمسية والرياح والكهرمائية من خلال تنفيذ استراتيجية تعاون شاملة مطالبا بالعمل على تطوير التعاون فى مجال التكنولوجيا المتقدمة .
وأكد الرئيس الصينى على أهمية ايجاد نمط التعاون فى مجال التكنولوجيا يلبى احتياجات دول الشرق الأوسط ودعم بكين إنشاء إطار للتعاون فى مجال الطاقة الانتاجية فضلا عن تشجيع الصين للمؤسسات المالية الصينية للتعاون مع الصناديق السيادية العربية ومؤسسات لأأخرى تتعاون مع دول المنطقة من أجل خدمة المستثمرين مشيرا إلى أن بكين تعتزم توفير قروض بقيمة 3 مليارات دولار للمصارف العربية فى المرحلة المقبلة .
وقال إن الصين تخطط لاستيراد منتجات تقدر بنحو 8 تريليونات دولار من الدول العربية فى الخمس السنوات المقبلة وأنها سوف تواصل العمل على المضى قدما فى مباحثات إقامة منطقة تجارة حرة مع الدول العربية مؤكدا على حرص بلاده على دعم الاستراتيجية العربية لتحقيق التنمية متوسطة وطويلة الأجل والاقتصاد الرقمى والاستفادة من الموارد وإقامة المدن الذكية.
وأضاف أن الصين تسعى لتعزيز إقامة مناطق صناعية وتعزيز التجمع الصناعى مؤكدا ترحيب بلاده بمشاركة الدوال العربية فى المعارض الدولية لافتا إلى أن أهمية تعزيز التسامح وحوار الحضارات من خلال دعم دور مركز الدراسات الصينية العربية فى تبادل الخبرات والتجارب فى مجالى الحكم والإدارة بجانب تعزيز الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية والمائدة المستديرة حول مكافحة التطرف وسوف التفاهم وحل المشاكل من خلال الحوار وتبنى السلوك الصحيح .
وأشار إلى الصين تعتزم دعوة 100 شاب عربى و 200 عالم شاب و 300 فنى و 600 مسئول حزبى لزيارتها من الدول العربية فضلا عن توفير 10 ألف فرصة تدريب فى مختلف المجالات من الدول العربية بينما تعتزم إرسال 500 صينى إلى الدول العربية مضيفا أنه سوف يتم إطلاق المكتبة الصينية – العربية الرقمية و تنظيم لدورة الرابعة لمهرجان الفنون العربية .
ويتناول المنتدى بحث زيادة وتطوير علاقات التعاون بين الجانبين الصينى والعربى فى مختلف المجالات، وعرض البرنامج الصينى الذى يشمل المشروعات القائمة والاتجاهات والأولويات فى مجالات الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا وغيرها، إلى جانب المشروعات المتعلقة بالتشارك فى بناء الحزام والطريق، ويعكس المنتدى حرص الجانبين على تحقيق مصالح الشعوب العربية والشعب الصينى .